السعودية تعود إلى جغرافية الشرق الأوسط في 'الأمن الخليجي من منظار مختلف'

  • 4/12/2022
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض – صدر عن دار النشر الكتب دراسة تحت عنوان "الأمن الخليجي من منظار مختلف" تتبع من خلالها الباحث عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب 'عودة السعودية إلى جغرافية الشرق الأوسط'. ويتضمن الكتاب سبعة فصول و560 صفحة تتبع فرض التحولات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة ولادة شرق أوسط جديد بقيادة المملكة يعني بأهمية القضاء على المشاريع الأيدولوجية واستبدالها بمشروع اقتصادي متمثل في رؤية المملكة 2030 منفتحة على جميع دول الشرق الأوسط. ويتابع الاكاديمي السعودي في تحليله ادراك السعودية عمق المتغيرات السياسية والاقتصادية والقيمية التي اجتاحت العالم في السنوات الأخيرة، وعليها أن تتعرف على محركات التنمية فيه، وهي توقن يقينا تاما بأن الوسائل القديمة، وأنماط العمل القديمة لن تفضي إلى تنمية مستدامة، ولا تصنع في نفس الوقت سلاما من أجل شرق أوسط مستقرا ينهج المفاوضات بدلا من الوسائل الأخرى يكون الخاسر فيها الأكبر العرب بسبب التكاليف الباهظة وغير الحاسمة بسبب اختلال موازين القوى التي لا تعترف بها تيارات الإسلام السياسي ولا تؤمن بها أساسا. ويرى الباحث ان المملكة واجهت ما تشهده المنطقة من أسلوب الحرب اللامتماثلة عبر تشتيت أهداف الخصم وأرباك وإنهاك منظومته القيادية وإبقائه في خوف مستمر بأساليب الحرب بالوكالة لتطغى على الدول، بجانب تنمية العقائديات في البلدان ذات الأطياف المركبة والتعدديات الطائفية المتناقضة، وتغليب الأقليات على الأكثرية، من أجل أن ينشأ عدم الاستقرار، وبأساليب غير حربية أيضا دعائية وإعلامية المتعلقة بحروب الجيل الرابع المتصلة سريعا بحروب الجيل الخامس، من أجل السيطرة الشاملة، على المحيطات والبحار والمضائق، والتحكم بأسعار الطاقة وإمداداتها. لذلك كانت السعودية درعا في وجه الإخلال بموازين الشرق الأوسط، خصوصا بعدما انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان التي رسمت واقعا جديدا في المنطقة يدفع إلى تقسيم جديد للعمل بين الصين وروسيا، مثل هذه الظروف الجيوسياسية خدمت السعودية في لعب دور موازن بسبب ما تملكه من ثقل إقليمي، ما جعلها تنتهج مشاركة اللاعبين الجدد، وتكون حلفاء وأصدقاء جدد، وتستثمر أن الجميع يبحث عن الشراكة معها. ويخلص عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب الى انه أمام هذا الوضع لم يعد أمام إيران ووكلائها في المنطقة سوى اللجوء إلى المفاوضات والحوار الإقليمي، تماشيا مع المتغيرات العالمية، فلم يعد المحيط الأطلسي هو القلب والمركز فقط كما كان منذ نهاية الحرب الباردة، بل أصبح أيضا الباسيفيكي والهندي نقاط جذب جديدة.

مشاركة :