تطرق الأديب الليبي البارز عمر الككلي إلى العقوبات الغربية على روسيا، وقال عنها إنها "هجوم حقد عاتٍ، متعدد الجبهات، يستهدف تشويهها والحط من شأنها وإلغاء بعض جوانب تاريخها". واستهل الككلي مقالا بعنوان "معاقبة نظام بوتين أم روسيا؟"، بالقول: "كثيرا ما تنزع بعض الدوائر، وكذلك بعض قطاعات المجتمع، في الغرب القناع النفاقي المعبر عن الديمقراطية والحرية والقيم الإنسانية النبيلة الموجهة إلى الناس كافة، لتكشف عن الوجه الحقيقي المعادي لكل ما ذكر، وتسلك ذات السلوك الذي يعزوه الغرب إلى الآخر غير الغربي. وقد اتضح هذا، أكثر ما اتضح، في السعار الهائج حاليا في الغرب إزاء الحرب الروسية- الأوكرانية من أفعال لاعقلانية هوجاء. فبالرغم من أن روسيا تعد، تقليديا، دولة أوربية، أي واقعة جغرافيا ضمن القارة التي تعتبر نفسها تقود حاليا الحضارة والثقافة الإنسانية، إلا أنها تتعرض إلى هجوم حقد عاتٍ، متعدد الجبهات، يستهدف تشويهها والحط من شأنها وإلغاء بعض جوانب تاريخها". وسجّل الكاتب والأديب الليبي أن مستوى "هذا الجنون" بلغ درجة أن "تحظر إحدى الجامعات الإيطالية تدريس روايات دويستفسكي (1821- 1881) الذي لم يكن مستشارا لبوتين ولم يحرضه على غزو أوكرانيا! معتبرة أن فعلها هذا يدخل ضمن إطار العقوبات التي يتخذها الغرب الخَيِّر ضد روسيا الشريرة. وقد عبر الأستاذ باولو نوري الذي كان سيعطي فصلا في نفس الجامعة عن روايات دويستفسكي عن ذلك بالقول أنه حتى الأموات الروس صاروا في دائرة الحظر في إيطاليا!. ويبدو أن الجامعة المعنية شعرت بالخجل أو الحرج فتراجعت عن قرارها هذا لاحقا. وفي ألمانيا جرى طرد الروسي (فاليري غيرغييف) قائد أوركسترا ميونيخ الفيلهارمونية، لأنه رفض التبرؤ من بلاده وإدانتها بسبب هجومها على أوكرانيا". وتطرق الككلي إلى أصداء أخرى من هذا النوع في بريطانيا، مشيرا إلى أن متحف "ناشيونال غاليري" في لندن قام "بتغيير هوية إحدى لوحات الرسام الانطباعي الفرنسي (إدغار ديغا 1834- 1917) من (راقصات روسيات) إلى (راقصات أوكرانيات) بحجة أن راقصات اللوحة يتزين بأشرطة ملونة تمثل ألوانها العلم الأوكراني، وحقيقة الأمر أنه في تلك الفترة لم تكن توجد دولة اسمها أوكرانيا حتى يكون لها علم". وتوصل الأديب الليبي البارز إلى أن "هذه الحالات، وما ماثلها، تعود بنا إلى غرائب وعجائب العصور الوسطى الأوربية وتطلق عقال الهذيان الناشئ عن الحقد الأهوج الخارج عن إطار العقل والعقلانية. فمثل هذه الأفعال لا يمكن أن تدخل بأي حال في إطار العقوبات التي يتخذها الغرب ضد روسيا". واختتم الككلي مقاله بتساؤل يقول: "هل مثل هذه الأفعال موجهة إلى نظام بوتين، أم إلى روسيا وثقافتها، التي غذت الثقافة العالمية، ومجمل تاريخها؟!". يشار إلى أن عمر الكلي، أديب وقصاص ليبي متميز في مجال القصة القصيرة، صدرت له ست مجموعات قصصية، كما ترجمت بعض أعماله إلى اللغة الإنجليزية. المصدر: بوابة الوسط المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب تابعوا RT على
مشاركة :