بدايتي في التجارة كانت صدفة وغير مخطط لها

  • 4/14/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت سيدة الأعمال أفنان الزياني أن الحوار هو الأسلوب الحضاري الذي ينبغي المحافظة عليه مهما كانت درجة الاختلاف، مبديةً أملها في تعاون الجميع على نشر رسالة السلام والحوار والإنسانية، بدلاً من هدر الطاقات في الحروب والصراعات، وأن نرتقي لنكون إنسانيين، فلا فائدة من الشهادات إذا فقدنا إنسانيتنا. جاء ذلك لدى مشاركتها في ثالث فعاليات النسخة الثانية من البرنامج الحواري (بصمات بحرينية) الذي تُقيمه المؤسسة البحرينية للحوار للعام الثاني على التوالي في شهر رمضان المبارك، أدار اللقاء عضو المؤسسة عصام الخياط. وتحدّثت الزياني عن بداياتها المهنية، حيث أشارت إلى أن تخصصها الجامعي في مجال تكنولوجيا تصنيع الأغذية قادها إلى العمل في منصب مدير المختبر بشركة البحرين لمطاحن الدقيق، غير أن تأثير العائلة وخصوصًا والدها المرحوم الوجيه راشد الزياني دفعها لدخول المجال التجاري من خلال العمل في تسويق المنتجات بنفس الشركة، مبينةً بأن مجال التسويق أشعرها بالانتماء إلى العمل التجاري، وأخذها للعمل في شركة الزياني للاستثمار. وأشارت إلى أن التحدي كان كبيرًا في الانتقال من المجال العلمي إلى المجال التجاري وإلى العمل مع شريحة متخصصة في عالم الأعمال، مما استلزم منها جهدًا كبيرًا للتطوير والاندماج من خلال التعلُّم الذاتي والمثابرة والاجتهاد، قائلة: «لم أكن أخجل من السؤال عن أي شيء لا أعرفه». وأوضحت أن عملها في إدارة وتدبير شؤون المنزل كان له دور كبير في نجاحها على المستوى التجاري، أكثر مما أفادتها دراستها الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت ومن ثم في الولايات المتحدة. وأشارت إلى بعض الأحداث والقصص التي حدثت معها في بداية دخولها للعمل التجاري، وإلى نجاحها في تقليل تكلفة البضائع بنسبة 5% نتيجة تدقيقها ومراقبتها للمشتريات، مما أكسبها الكثير من الثقة والدافعية. وأضافت أنها بعد 12 سنة من العمل في استثمارات الزياني، أصبحت عضوًا في مجلس إدارة الشركة لمدة 5 سنوات تقريبًا، قبل أن تقوم بشراء الشركة التي تديرها وهي الزياني للخدمات التجارية في العام 1999م، لتتولى إدارتها بنفسها منذ ذلك الحين وحتى الآن وتحقق فيها الكثير من التقدم والنجاح. وتابعت قائلة: «هكذا كانت بدايتي التجارية صدفة غير مخطط لها، ثم تحولت إلى مجالي الرئيسي بفضل العزيمة القوية والإصرار والتعلم المستمر». وذكرت الزياني أنها انضمت لجمعية سيدات الأعمال البحرينية في عام 2000م، وعملت في لجنة العلاقات العامة والإعلام، ثم ترشحت لرئاسة الجمعية وحظيت بالثقة لشغل هذا المنصب في العام 2002م، مشيرةً إلى أن رئاستها للجمعية تزامنت مع العصر الذهبي للمرأة البحرينية مع انطلاق المشروع الوطني لجلالة الملك، الذي فتح آفاقًا واسعة أمام المرأة. وقالت: «حققنا نجاحات كثيرة في تلك الدورة بفضل عزيمة الجمعية، وبدعم مشروع جلالة الملك، ولأننا جئنا في الوقت الصحيح لنجاح المرأة، فتأسست لجنة لسيدات الأعمال في الغرفة، ثم دخلت المرأة في عضوية مجلس إدارة الغرفة من خلال السيدة منى المؤيد، ثم حظيت بشرف الدخول لعضوية المجلس في الدورة التالية، وفي آخر سنة لها في الغرفة كان المجلس يضم خمس سيدات أعمال من أصل 18 عضوًا، مما يدل على ثقة الجمعية العمومية في المرأة البحرينية. وأكدت بأن قصة نجاح المرأة البحرينية تراكمية جنبًا إلى جنب مع الرجل في هذا البلد المعطاء، وهي إنجازات نعتز بها حقًا. وأعربت الزياني عن اعتزازها الكبير بمنحها لقب سفيرة ريادة الأعمال من اليونيدو، لافتةً إلى أن هذا اللقب مكّنها من الإسهام في نشر ثقافة ريادة الأعمال. وأوضحت أن مصطلح ريادة الأعمال في العالم العربي قد خرج من مكتب اليونيدو في البحرين، وعُمِّم على جميع الدول العربية والعالم بأجمعه، قائلة: «إذ عملنا في البداية على برنامج ريادة الأعمال في المملكة، ومن ثم خرجنا به ليمتد الآن ليشمل 57 بلدًا حول العالم وهذه هدية البحرين للعالم، وقد اعتمد البرنامج من قبل اليونيدو عالميًا كنموذج ناجح خرجت منه قصص نجاح كبيرة جدًا، نتجت عنها أوراق عمل وكتيبات ملهمة». وأفادت بأنه تم تكريم جلالة الملك في احتفال اليونيدو في فيينا على دور البحرين في هذا النموذج، وقد حضر الحفل صاحب السمو الملكي ولي العهد نيابة عن جلالة الملك. وأضافت: إن البحرين حظيت بمكانة كبيرة في هذا المحفل العالمي الذي أقيم فيه مهرجان جميل عن المملكة وأزيائها ومطبخها وتراثها الجميل، وقد تم تكريم 36 سيدة أعمال حول العالم ومن بينهن 6 سيدات بحرينيات كرائدات أعمال. وأما عن تمكين المرأة تحدثت الزياني عن بدايات عملها مع المجلس الأعلى للمرأة في العام 2005م، موضحةً بأن طُلب منها في ذلك العام وضع تصور لخطة التمكين الاقتصادي للمرأة البحرينية، واقترحت تشكيل فريق عمل لإعداد هذه الخطة، فتم تشكيل الفريق والاستعانة فيه بخبرات تجارية وأكاديمية وكفاءات أخرى متنوعة. وأشارت إلى أن الفريق نجح في وضع الخطة المنشودة، وقد اعتمدها جلالة الملك وأصبحت ضمن الخطة الوطنية، وحققت أهدافها وآتت ثمارها في وقت أقصر من المتوقع، وذلك لأن البيئة كانت مواتية ومحفزة للمرأة فالخطوات أصبحت قفزات، والأرقام تحكي ذلك النجاح الذي يبعث على الفخر والاعتزاز، والذي أثار الإعجاب خارج البحرين. واستعرضت عددًا من الإحصاءات والأرقام والمؤشرات التي تؤكد على نجاح الخطة وتشهد على ما تحقق من تطور كبير. وذكرت الزياني بأنها الآن بدأت بتخصيص جزء أكبر من وقتها مع العائلة بعد مسيرتها الحافلة، وترك المجال والمساحة للشباب، والتركيز على دورها كسفيرة لريادة الأعمال لتقديم خبراتها للآخرين، وبجانب عملها على تسليط الضوء على رواد ورائدات الأعمال البحرينيين في مجال الطبخ. ولفتت الى أنها تعمل على إعادة إطلاق شبكة سيدات أعمال مينا من مملكة البحرين، وهي شبكة دولية تضم جمعيات سيدات الأعمال، وذلك لتعزيز مكانة البحرين كمركز إقليمي لهذا النوع من الشبكات. ونصحت الزياني رواد الأعمال بالتعلم الذاتي الرصين والمستمر، ودخول الدورات وتعلم المهارات، واختيار المجال الجديد والواعد، والتركيز على دراسات الجدوى وخطط العمل وأخذ الاستشارات اللازمة قبل الدخول في المشروعات، وبالإضافة الى الاستفادة من جميع المقومات المتاحة التي تقدمها الجهات والمؤسسات الرسمية والأهلية، والحرص على بناء العلاقات الناجحة. وأكدت بأن الطبخ شغف منذ الصغر، وأن دراستها الجامعية كانت في مجال تصنيع الأغذية، ثم تعزز ذلك لدى عملها في مختبر شركة البحرين لمطاحن الدقيق من خلال تجربة المنتجات بالطبخ، واتى ذلك تعقيبًا للسؤال عن سبب دخولها عالم الطبخ. وأعربت أن الصدفة حوَّلت ذلك الشغف إلى مجال عمل، وطلب منها يومًا مدير شركة البحرين لمطاحن الدقيق السابق المرحوم السيد عيسى راشد عبدالله تقديم طبخات في اجتماعات المجلس من منتجات الشركة، فحظيت بإعجابهم، فتولَّدت لديه فكرة بتكليفها هي والسيدة منى الحسن بوضع وصفات لطبخات بحرينية على أكياس المنتجات، وحققت تلك الفكرة نجاحًا كبيرًا مما دفعها لإعداد وطباعة كتيب طبخ خاص يضم وصفات لترويج منتجات الشركة، وتم توزيعه في معرض الشرق الأوسط للأغذية ولقي نجاحًا كبيرًا. وكما أوضحت أنها ذهبت إلى سيدات كبيرات في السن لتعلم الطبخات البحرينية على أصولها منهن، ومن ثم تدوينها في الكتاب مع نشر أسمائهن فيه تقديرًا لهن، مضيفة بأنه تمّت ترجمة الكتاب فيما بعد ليصل إلى ما هو أبعد من عالمنا العربي.

مشاركة :