الثري الفرنسي بيير بيرجيه يتخلى عن مكتبته التي أنفق الملايين في جمع روائعها

  • 12/5/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يحتضن قصر «دروو» في باريس، في الحادي عشر من الشهر الحالي، مزادا علنيا يثير شهية مديري المكتبات العالمية وجامعي توقيعات كبار الأدباء والباحثين عن الطبعات النادرة من الكتب. ويعد المزاد الحدث الثقافي الأهم في الشتاء الحالي، حيث قرر رجل الأعمال الفرنسي بيير بيرجيه (85 عاما) التخلي عن مكتبته الخاصة التي أمضى عمره في جمع ما تحفل به من تحف مطبوعة. تحوي المكتبة ألفا و600 كتاب ومخطوطة فرنسية وأجنبية، تغطي ستة قرون مضت من الإبداع الأدبي. منها طبعات لمؤلفات القديس أوغسطين، ومخطوطات لعدد من مشاهير الأدباء والفنانين، أمثال الروائي غوستاف فلوبير، والشاعر والكاتب السوريالي أندريه برتون، ونصوص لفيلسوف عصر النهضة ميشال دو مونتين، وللكاتب هنري بيلي الشهير بستاندال، صاحب رواية «الأحمر والأسود». وطافت الكتب، طوال الصيف والخريف الماضيين، في معارض ما بين نيويورك ولندن وجنيف وموسكو وموناكو وهونغ كونغ، لكي تتاح فرصة الاطلاع عليها لمحبي هذا النوع من التحف، وتفحص حالتها وورقها وأغلفتها عن كثب. من بين المخطوطات المعروضة للبيع «نهارات فلوربيل» لماركيز دو ساد، وهي النسخة الوحيدة التي سلمت من إحراق الكاتب عددا من كتاباته. وهناك «التربية العاطفية» لفلوبير، وهي مخطوطة تحتوي على ملاحظات شخصية وخرائط سيناريوهات. كما يمكن التوقف على مخطوطة أول كتب أندريه جيد «دفاتر أندريه فالتر»، أو «نادجا» لأندريه برتون، ومخطوطة «الابتعاد الكبير» لجان كوتو مجلدة ومزينة برسوم لفرنسيس بيكابيا. أما الروايات التي تحمل إهداءات فمنها «الشيطانات» لباربي دورفيي مع إهداء مخطوط بشكل معتنى به بالحبر الأحمر وموجه إلى الكاتب والناقد الفرنسي جوريس كارل هيسماس. ويلفت النظر كتاب «يوميات خادمة الغرف» لأوكتاف ميرابة أهداه إلى أناتول فرنس، أحد أهم كتاب فرنسا في زمن الجمهورية الثالثة. وهناك «اللا أخلاقي» لأندريه جيد، مع إهداء بخط الكاتب إلى السياسي ليون بلوم، أحد وجوه اليسار في النصف الأول من القرن الماضي. من الكتب ذات الطبعات النادرة والقديمة التي تباع في المزاد كتاب «الاعترافات» للقديس أوغسطين المطبوعة في ستراسبورغ عام 1470، و«الدراسات» لمونتين والمطبوعة في بوردو عام 1580 «على نفقة مؤلفها»، كما ورد في مقدمة الكتاب. والطبعة الأصلية من «الصريح» لأديب فرنسا الكبير فولتير والصادرة عن مطبعة في جنيف بسويسرا، و«إميل» لجان جاك روسو بطبعته الأولى. يجري البيع على سبع مراحل وبالتعاون مع شركة «سوذبيز». وهو يأتي ليختتم سلسلة مزادات أقامها بيرجيه لتفريق ممتلكاته ورصد حصيلة المبيعات للأعمال الثقافية والخيرية. فقبل ست سنوات كان مزادا لبيع مقتنيات ولوحات وقطع أثاث ومنحوتات تزيينية تعود إلى بيرجيه ورفيقه مصمم الأزياء الراحل إيف سان لوران، قد حقق رقما قياسيا بلغ 374 مليون يورو. أما في الخريف الحالي فقد جرى في مراكش مزاد علني على تحف فنية إسلامية من مقتنيات بيرجيه ومن موجودات المنزل الذي يملكه في المدينة المغربية التي اشتهرت بإقبال مشاهير الأثرياء الأجانب على اقتناء منازل لهم فيها. وذهب ريع المزاد لدعم الأعمال الثقافية والتربوية والاجتماعية بالمغرب، وكذلك للمساهمة في تمويل المتحف الجديد لإيف سان لوران الذي من المقرر أن يرى النور في 2017.

مشاركة :