طالب مجلس الأمن الدولي ميليشيات الحوثي الإرهابية التعاون مع جهود المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج لوقف شامل لإطلاق النار، مشدداً على أهمية تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، معتبراً أنه خطوة مهمة نحو الاستقرار والوصول إلى تسوية سياسية شاملة، جاء ذلك بينما اعتبر المبعوث الأممي إلى اليمن أن الهدنة خطوة نحو حل سياسي شامل. وشدد أعضاء مجلس الأمن الدولي في بيان أمس، على أهمية تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، مرحباً بقرار الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي بإنشاء مجلس القيادة وتفويضه بكامل صلاحياته. واعتبر البيان الذي نشرته بعثة النرويج في الأمم المتحدة، أن تشكيل مجلس قيادة رئاسي في اليمن خطوة مهمة نحو الاستقرار والوصول إلى تسوية سياسية شاملة في اليمن. وحض البيان ميليشيات الحوثي الإرهابية على التعاون مع جهود المبعوث الأممي لوقف شامل لإطلاق النار، كما طالب الميليشيات بالتعاون مع المبعوث للتوصل إلى حل سياسي في اليمن عن طريق التفاوض. وأعرب مجلس الأمن عن القلق البالغ بشأن الأزمة الإنسانية في اليمن، ودعا الجهات المانحة إلى تمويل خطة الاستجابة الأممية. وقد دعا مبعوث الأمم المتحدة لليمن هانس جروندبرج، إنه ناقش مع ميليشيات الحوثي الإرهابية، تطور تنفيذ الهدنة بجميع عناصرها وسبل البناء عليها كخطوة نحو حل سياسي شامل للنزاع. وأضاف جروندبرج في مؤتمر صحفي عقده في مطار صنعاء قبل مغادرته: «أغادر بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام قابلت فيها قيادات سياسية في صنعاء». وأوضح، أنه «منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في الثاني من أبريل الجاري، وبالرغم من التقارير المتواترة والمقلقة بخصوص وقوع انتهاكات إلا أننا رأينا انخفاضاً عاماً كبيراً في الأعمال العدائية». وأفاد بأنه «لا توجد تقارير مؤكدة تفيد بوقوع ضربات جوية أو هجمات عابرة للحدود». وتابع: «رأينا أيضًا دخول سفن الوقود التي تشتد الحاجة إليها إلى موانئ الحديدة، وهو الأمر الذي آمل أن يسهم في حل أزمة الوقود». وشدد المبعوث الأممي على أنه «يجب دخول المزيد من سفن الوقود إلى الحديدة بشكل ثابت خلال فترة الهدنة»، مؤكداً في الوقت ذاته «أنه يجري العمل والتحضيرات على قدم وساق لفتح مطار صنعاء للرحلة التجارية الأولى منذ 6 سنوات». كما أكد جروندبرج، أن «التحضيرات والمشاورات بدأت من أجل عقد اللقاء للتوافق حول فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات». واستطرد بالقول: «بينما نرى أن الهدنة صامدة بشكل عام حتى الآن، إلا أن علينا الانتباه للتحديات أيضاً، فنحن نعتمد على استمرار التزام الأطراف وانخراطها الجاد من أجل تنفيذ الهدنة». وذكر أنه «من المهم أن تتحاور الأطراف مع بعضها بعضاً بحسن نية، وعليهم أيضا أن يستخدموا الآليات التي تيسرها الأمم المتحدة والتي وفرناها لدعمهم في هذا الصدد». ولفت المبعوث الأممي إلى أن «هذه الهدنة هي لخدمة اليمنيين في المقام الأول، كما توفر ايضاً فرصة لخلق بيئة مواتية لعملية سياسية تستهدف إنهاء النزاع، والإجراءات مستدامة لتحسين الوضع الإنساني والاقتصادي وإنهاء العنف». وأكد المبعوث في ختام كلمته، أن «المنطقة والعالم يراقبون عن كثب وعلى أهبة الاستعداد لتقديم الدعم، إن هذه هي فرصة لإنهاء النزاع والتوصل إلى سلام يلبي التطلعات المشروعة لليمنيين، ولدينا مسؤولية مشتركة لنكون على قدر ما تحتاجه تلك اللحظة». في غضون ذلك، أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن مرحلة جديدة وحاسمة في تاريخ اليمن بدأت مع قرار الرئيس السابق عبدربه منصور هادي إعلان نقل السلطة وتولي مجلس القيادة الرئاسي مقاليدها. وأوضح أن عنوان هذه المرحلة هي الشراكة السياسية ووحدة الصف، والاصطفاف في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والتنموية والعسكرية والأمنية، ودحر المشروعات الخارجية التوسعية. وأشار الإرياني إلى أن الاحتفاء الشعبي والاصطفاف السياسي غير المسبوق والمواقف الإقليمية والدولية المؤيدة والمباركة للإعلان، ومجلس القيادة الرئاسي كأحد أهم مضامين مخرجات المشاورات اليمنية - اليمنية، كلها مؤشرات إيجابية ينبغي عدم تفويتها والبناء عليها لاستعادة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية. إلى ذلك، رحبت باكستان بالقرار الذي أصدره الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي، بإنشاء مجلس القيادة الرئاسي، وتفويضه بكامل صلاحيات رئيس الجمهورية، مشيدة بنجاح اجتماع مجلس التعاون الخليجي الذي استضاف الحوار اليمني الداخلي في الرياض، وإعلان المبعوث الخاص للأمم المتحدة عن هدنة في اليمن. وأوضحت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان أمس، أن باكستان تعدّ إنشاء المجلس خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، ستساعد في تعزيز الحل السياسي الشامل للأزمة اليمنية. وأكدت أن باكستان تدعم بالكامل مبادرات مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة العربية السعودية للتسوية السلمية للصراع في اليمن، حاثة جميع أطراف النزاع اليمنية على الانخراط في حوار هادف لإنهاء الأعمال العدائية وضمان السلام والاستقرار الإقليميين.
مشاركة :