أعلن المخرج الأميركي الشهير فرنسيس فورد كوبولا رئيس لجنة تحكيم الدورة الـ15 لمهرجان مراكش السينمائي الدولي مساء أمس الجمعة افتتاح التظاهرة التي تعد من أكبر المواعيد السينمائية في أفريقيا والعالم العربي. وبحضور حشد كبير من نجوم الشاشة الكبرى في أوروبا وهوليود وغيرهما، يواصل مهرجان مراكش السينمائي -الذي انطلق عام 2001- رفع سقف الرهان عاليا، في مسعى لجعل المدينة الحمراء ذات الصيت السياحي الدولي أحد مراكز إشعاع الفن السابع، على غرار كان والبندقية وبرلينوغيرها. لحظات قوية عديدة تعد بها الدورة التي تعكس مدى نضج المهرجان، ودروس سينمائية يلقيها مخرجون معترف بموهبتهم وتميز لغتهم السينمائية، ومسابقة رسمية تستقطب تجارب جلها لمخرجين شباب في بداية مسارهم الإبداعي، وعروض منتقاة ضمن فقرة خفقة قلب، وتكريم أسماء كبيرة تمثل سينما هوليود وبوليود، فضلا عن السينما المغربية. وعلى منصة قصر المؤتمرات الذي يحتضن المهرجان حظي النجم الأميركي بيل موراي بتكريم دافئ، حيث تسلم النجمة الذهبية من يد المخرجة الأميركية صوفيا كوبولا التي وصفته بأنه أسطورة في فن الكوميديا، وممثل ملهم لكل من يشاركه العمل. وفي سياق التكريم ذاته، سيعرض للنجم الأميركي فيلم قام ببطولته تحت إدارة المخرج باري ليفنسون، وتم تصوير بعض مشاهده بالمغرب، وهو فيلم روك القصبة. وإلى جانب بيل موراي، يكرم المهرجان مواطنه النجم ويليام دافوي، ومدير التصوير المغربي كمال الدرقاوي، والمخرج الكوري الجنوبي شان وورك بارك، ثم الممثلة الهندية مادوري ديكسيت. تنوع واكتشاف وتشارك في المسابقة الرسمية أفلام تعكس تجارب سينمائية رائدة، وإن كان جلها عبارة عن أعمال أولى أو ثانية، من اليابان والبرازيل مرورا بكوريا الجنوبية والهند وكازاخستان وإيران وتركيا ولبنان وأيسلندا والدانمارك وبلجيكا وكندا والولايات المتحدة، والمكسيك، فضلا عن المغرب. وتحضر السينما العربية في المسابقة من خلال إنتاج مغربي-بلجيكي يتمثل في فيلم المتمردة لجواد غالب الذي انتقل إلى إخراج الفيلم الطويل بعد تجربة ناجحة في الأفلام الوثائقية، كما يوقع حضوره في المسابقة فيلم من إنتاج قطري-لبناني هو فيلم كتير كبير، لمخرجه ميرجان بوشعيا. تكريم كندي على غرار الدورات السابقة من المهرجان الذي يحتفي كل عام بمدرسة سينمائية متميزة، ابتداء من دورة 2004، تستقبل مراكش وفدا كنديا رفيع المستوى من صناع السينما، يضم مخرجين ومنتجين وممثلين، حفروا موقعا للسينما الكندية في المشهد السينمائي العالمي. ويعد تكريم السينما الكندية احتفاء بصناعة وطنية للفن السابع كرست عبر سنين طويلة من التطور استقلاليتها عن هيمنة الجارة هوليود، التي اكتسحت طويلا قاعات السينما بكندا. وبهذه المناسبة، سيكون ضيوف المهرجان على موعد مع عرض ثلاثين فيلما تمثل تجارب واتجاهات وأجيال مختلفة في مسار السينما الكندية، التي باتت في السنوات الأخيرة تفرز متوجين بجوائز في أرقى المهرجانات، بما في ذلك جوائز الأوسكار. عودة كيروستامي بعد حضوره عضوا في لجنة تحكيم دورة سابقة للمهرجان، يعود المخرج الإيراني الأيقونة عباس كيروستامي إلى المدينة الحمراء محاضرا ضمن فقرة ماستر كلاس، هذه الفعالية التي تستقطب كل عام كبار المخرجين لتقاسم تجاربهم وكشف العوالم الداخلية لصناعة الفيلم، مع جمهور متنوع من العموم والنقاد والمهنيين. وسيكون عباس كيروستامي صاحب طعم الكرز أحد ثلاثة أسماء يقدمون هذه الدروس التفاعلية، إلى جانب المخرج الظاهرة الألماني ذي الأصل التركي فاتح أكين، والمخرج الكوري الجنوبي المتوج بالسعفة الذهبية في مهرجان كان بارك شان ووك. وفضلا عن العروض الرسمية، يتميز المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بتخصيص فعاليات شعبية يتفاعل خلالها النجوم المدعوون مع أهالي المدينة، من خلال منصة في قلب ساحة الفنا الشهيرة، يتم فيها أيضا عرض أفلام عالمية، في تقليد يهدف إلى تكريس عشق السينما وتطوير ثقافة المشاهدة التي تتراجع في ظل تواصل نزيف إغلاق القاعات السينمائية بالمملكة.
مشاركة :