رفع بنك كوريا الجنوبية المركزي سعر الفائدة الرئيسة بمقدار ربع نقطة مئوية أمس، لكبح ضغط التضخم المتزايد، حيث أدت الحرب المستمرة في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار النفط والسلع الأساسية. وعقد مجلس السياسة النقدية للبنك اجتماعا لتحديد سعر الفائدة في وقت سابق وصوت على رفع سعر إعادة الشراء القياسي لسبعة أيام إلى 1.5 في المائة، وفقا للبنك المركزي. وأشارت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء إلى أن هذا الارتفاع يأتي بعد أن رفع بنك كوريا المركزي سعر الفائدة بطريقة استباقية وسريعة في الأشهر الأخيرة للحد من التضخم. ومنذ آب (أغسطس) الماضي، رفع بنك كوريا المركزي الفائدة ثلاث مرات آخرها في كانون الثاني (يناير) الماضي، وكانت بمقدار ربع نقطة مئوية. وجاء قرار رفع سعر الفائدة من بنك كوريا المركزي هذا الشهر وسط مخاوف مستمرة بشأن ارتفاع ضغط التضخم الناتج عن اضطرابات سلسلة التوريد، التي طال أمدها، وانتعاش الطلب من الجائحة، وارتفاع أسعار النفط والسلع الأساسية بسبب الحرب الجارية بين روسيا وأوكرانيا. جاء ذلك في الوقت الذي بلغ فيه معدل تضخم أسعار المستهلك في كوريا الجنوبية خلال آذار (مارس) الماضي 1.4 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من عشرة أعوام. ويشهد اقتصاد كوريا الجنوبية، وهو رابع أكبر اقتصاد في آسيا، انتعاشا قويا من التباطؤ الناجم عن الجائحة على خلفية الصادرات القوية، لكنه يواجه شكوكا اقتصادية متزايدة في الداخل والخارج وسط الجائحة، والحرب الروسية ضد أوكرانيا، وعمليات الإغلاق التي سببها الوباء. إلى ذلك، قفزت صادرات كوريا الجنوبية من منتجات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT بنسبة 34 في المائة، في آذار (مارس) مقارنة بالعام السابق بسبب الطلب القوي على الرقائق والشاشات. وصلت الشحنات الصادرة من منتجات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى 23.26 مليار دولار في الشهر الماضي، بزيادة من 17.41 مليار دولار في العام السابق، وفقا للبيانات التي جمعتها وزارة العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويمثل هذا الرقم أعلى صادرات شهرية من نوعها من حيث القيمة، منذ أن بدأت الحكومة في تجميع البيانات ذات الصلة في 1996. وأظهرت البيانات أن واردات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بلغت 12.86 مليار دولار الشهر الماضي، بزيادة 17.5 في المائة من 10.95 مليار دولار قبل عام، ما أدى إلى فائض تجاري قدره 10.4 مليار دولار في هذا القطاع. وعززت الرقائق والشاشات صادرات البلاد من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الشهر الماضي. وارتفعت شحنات أشباه الموصلات 38 في المائة، على أساس سنوي إلى مستوى قياسي شهري بلغ 13.2 مليار دولار، متجاوزا عشرة مليارات دولار للشهر الـ11 على التوالي. كما ارتفعت صادرات شاشات العرض 45.3 في المائة، على أساس سنوي لتصل إلى 2.45 مليار دولار، بفضل الطلب القوي على شاشات الأوليد OLED. وقفزت الشحنات الصادرة من الهواتف المحمولة 37 في المائة، إلى 1.51 مليار دولار، في حين قفزت صادرات أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الملحقات، التي تتصل بالحواسيب 37 في المائة إلى 1.79 مليار دولار. وبحسب جهة التصدير، قفزت الشحنات إلى الصين، أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية، وهونج كونج 28.6 في المائة، على أساس سنوي إلى 10.57 مليار دولار، وأظهرت البيانات أن الصادرات إلى فيتنام 3.5 مليار دولار، يليها الاتحاد الأوروبي بـ 1.42 مليار دولار، والولايات المتحدة بـ 1.02 مليار دولار. وفي آذار (مارس)، قفزت الصادرات الإجمالية لكوريا الجنوبية 18.2 في المائة إلى 63.48 مليار دولار عن العام السابق، مع زيادة الشحنات الخارجية من الرقائق والسيارات وغيرها من المنتجات الرئيسة وسط تخفيف قيود مكافحة كوفيد - 19.
مشاركة :