وجهت السلطات الروسية اتهامات ضمنية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بتوفير ما وصفته بـ"غطاء مباشر" لعمليات تهريب النفط، التي يقوم بها مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف باسم "داعش"، من سوريا إلى تركيا. وأعربت وزارة الدفاع الروسية، في تصريحات للمتحدث الرسمي باسمها، اللواء إيغور كوناشينكوف، عن اندهاشها من تصريحات المسؤولين الأمريكيين بأنهم "لا يرون كيف يتم تهريب النفط المسروق من قبل تنظيم داعش الإرهابي، إلى تركيا." وقال كوناشينكوف، بحسب ما أورد تلفزيون "روسيا اليوم" السبت: "عندما يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم لا يرون كيف يتم نقل النفط المهرب من قبل الإرهابيين إلى تركيا، فإن ذلك أكثر من مكر بسيط، لأنه يشبه توفير غطاء مباشر." ولفت التلفزيون الروسي إلى أن متحدثاً باسم الخارجية الأمريكية كان قد ذكر، في وقت سابق، أن الصور التي عرضتها موسكو، والتي تظهر "مئات من صهاريج النفط التابعة لداعش"، هي "صور أصلية"، إلا أنه ذكر أنه "لم ير صوراً للمعابر التي تعبر من خلالها الصهاريج الحدود." كما نقلت وسائل إعلام روسية عن مسؤول شؤون الطاقة الدولية في الخارجية الأمريكية، آموس هوشتاين، أن "هناك كميات من النفط يتم تهريبها إلى تركيا، من مناطق سورية خاضعو لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي"، إلا أنه وصف تلك الكميات بأنها "ضئيلة جداً." وعرضت وزارة الدفاع الروسية، في مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي، ما قالت إنها "معلومات استخباراتية وأدلة فوتوغرافية"، تؤكد مشاركة أشخاص مقربين من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في صفقات نفطية مع "داعش" في سوريا والعراق. من جانبه، طالب وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في تصريحات أوردتها وكالة "الأناضول" السبت، روسيا بالابتعادعن "الاتهامات والأكاذيب" التي تطلقها ضد عائلة الرئيس أردوغان، مؤكداً على "استمرار الجهود الدبلوماسية للخروج من الأزمة" الراهنة بين البلدين. وعن لقائه مع نظيره التركي، سيرجي لافروف، في العاصمة الصربية بلغراد، قال: "شاركته أفكارنا بشكل ودي وصريح، ونأمل أن تتخذ روسيا موقفاً مشابهاً لموقفنا"، وأضاف: "نرفض التصريحات الروسية التي لا تمت للحقيقة بصلة، ونحن لا نرد عليهم بنفس أسلوبهم"، على حد قوله.
مشاركة :