أم وخطب بالمصلين اليوم الجمعة 1443/9/14 الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف, وبعد الحمد والثناء لله عز وجل والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم ، ابتدأ فضيلته الخطبة بقوله : شهر رمضان شهر الصيام والقيام والصدقة والجود والإحسان، شهر الذِّكْر والدعاء وتلاوة القرآن . وبين فضيلته : عبادَ الله : أعظمُ العبادات وأفضلُها -لا سيما في رمضان- تلاوةُ كلام الرحمن بتدبر وتعقل وتذكر قال تعالى } شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ { ، وفي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ” كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أَجْوَدَ الناسِّ بالخير، أو كان أَجْوَدَ ما يكونُ في رمضانَ حِّينَ يلَقاهُ جبريلُ، أو كان جبريل يلَقاهُ في كل ليلة مِّن رمضانَ فَيُدارِّسُه القرآن، فَلَرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين يلقاه جبريل أجْوَد بالخير من الريح المرسلة “.وأوضح فضيلته : معاشر المسلمين: وإن مِّن أعظم مقاصد القرآن: الاتعاظ بمعانيه ودلالته والعمل بأوامره وتوجيهاته، والوقوفِّ عند حدوده، والوصول إلى تعظيم المتكلمِّ به سبحانه، وتحقيق التوحيد له عز شأنه، وإن العبد لفي ضرورة إلى أن يتعرف على خالقه وإلهه مِّن مُنطلق ما عرف به جل وعلا نفسه في كلامه؛ ليثمر ذلك للعبد المعاني الجليلية مِّن تعظيم ربه والقيام بحقوقه على أكمل وجه وأتمه. كما بين فضيلته : عبادَ الله: إن القرآن -وهو كلامُ الله- قد تجلى الله فيه لعباده بصفاته العُظمى وأسمائه الحسنى، فتارةً يتجلى سبحانه في جلباب الهيَبة والعظمة والجلال؛ فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الأصوات ويذوب الكِّبْرُ مِّن النفوس كما يذوب الملِّح في الماء، وتارةً يتجلى عز شأنه في صفات الجمال والكمال، وهو كمال الأسماء وجمال الصفات وجمال الأفعال الدال على كمال الذات، فيستنفدُ حبه مِّن قلب العبد قوة الحب كلها بحسب ما عرفه مِّن صفات جماله ونعوت كماله؛ فيصبح فؤادُ عبده فارغاً إ لا مِّن محبته، فإذا أراد منه الغير أن يتعلق تلك المحبة به أبى قلبه وأحشاؤه ذلك الإباء؛ فتبقى المحبة له طبعًا لا تكلفًا . وأوصى فضيلته : ألا فحركوا بهذا القرآن العظيم قلوبكم وعظموا به خالقكم وزكوا به جوارحكم وهذبوا به أخلاقكم واجعلوه في حياتكم كالروح للجسد والماء العذب الطيب للعطشان، اتخذوه نورًا يُضيء طريقكم، قال جرير بن عبدالله البجلي: ” أوصيكم بتقوى الله، وأوصيكم بالقرآن؛ فإنه نور بالليل المظلم، وهدى بالنهار” ونادى فضيلته : فيا أيها المسلم: اقرأ كلام ربك وقلبك فارغٌ مِّن كل شيء إلا مِّن الله ومحبته والرغبة في فهم كلامه قال تعالى } إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ { ، قال سليمان الخواص: قلتُ لنفسي: “اقرئي القرآن كأنك سمعتيه مِّن الله حين تكلم به ، فجاءت الحلاوة”. واكمل فضيلته الخبطة الثانية بقوله : إن هذا الشهر مدرسة للتربية على تهذيب الأخلاق الفُضلى والشمائل العُليا والصفات الحُسنى، فكن أيها الصائم في قمة الطِّيب والحُسن قولًا وفِّعلًا وتعاملًا ، ومِّن ذلك: أن يتقِّ العبد الفُحش والأذى وينأى بنفسه عن الإضرار بالآخرين ويبتعد عن كل خُلُق رديء مذموم، وعن كل تعامل فظِّ فاحشِّ، قال صلى الله عليه وسلم: “وإذا كان يومُ صَومِّ أحَدِّكم فلا يصخَبْ، ولا يرَفُث، فإن سابهَ أحدٌ، أو قاتَلَه ؛ فلْيقُلْ: إني امرؤٌ صائِّمٌ . The post الدكتور حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي: ألا فحركوا بهذا القرآن العظيم قلوبكم وعظموا به خالقكم وزكوا به جوارحكم وهذبوا به أخلاقكم appeared first on صحيفة مكة الإلكترونية .
مشاركة :