روسيا تقصف مصنع صواريخ نبتون بكييف ردا على إغراق 'موسكفا'

  • 4/15/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أوديسا (أوكرانيا) - حذرت موسكو الجمعة من أنها ستكثف الهجمات الصاروخية على كييف ردا على ما قالت إنها طلعات جوية أوكرانية عابرة لحدودها، في اليوم التالي لغرق بارجتها "موسكفا" في البحر الأسود ومفخرة الصناعة العسكرية الروسية. واستهدف قصف روسي ليلا مصنعا في منطقة كييف لتصنيع صواريخ "نبتون" التي قال الجيش الأوكراني إنه استخدمها لضرب الطراد الروسي موسكفا، كما أفاد صحافيون. وبحسب مراسلي وكالة فرانس برس، تعرض جزء من المصنع ومبنى إداري مجاور له في بلدة فيشنيفي، على مسافة حوالي 30 كيلومترا جنوب غرب العاصمة الأوكرانية، لأضرار جسيمة. كما تحطمت نوافذ حوالي 50 سيارة كانت متوقفة في موقف سيارات قريب. وكانت روسيا أعلنت في وقت سابق أنها استخدمت صواريخ بعيدة المدى من طراز كاليبر لضرب المصنع الذي تقول شركة تصنيع الأسلحة الحكومية الأوكرانية أوكروبورونبروم إنه ينتج صواريخ "نبتون". وقال أندريه سيزوف (47 عاما) وهو صاحب ورشة خشب قريبة "نُفذت خمس ضربات. كان هناك موظف في المكتب ألقاه الانفجار بعيدا"، مضيفا أنه يعتقد أن روسيا تنتقم للسفينة الحربية "موسكفا" التي قال حاكم منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا ماكسيم مارشنكو إنها أصيبت بصواريخ "نبتون" الأوكرانية الأربعاء. وغرقت البارجة الروسية "موسكفا" في البحر الأسود الخميس بسبب حريق عرضي حسب موسكو وبعد إصابتها بصاروخ أوكراني بحسب كييف، في انتكاسة كبيرة لروسيا تثير مخاوف من تصاعد النزاع، بينما تتهم موسكو كييف بقصف قرى على أراضيها. وقالت وزارة الدفاع الروسية مساء الخميس "أثناء سحب الطراد موسكفا إلى ميناء الوصول، فقدت السفينة استقرارها بسبب الأضرار التي لحقت بهيكلها في الحريق بعد انفجار الذخيرة". وأضافت أنه "في البحر الهائج غرقت السفينة". من جانب آخر، حذرت وزارة الخارجية الروسية الجمعة من أن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) ستكون له عواقب على هاتين الدولتين وعلى الأمن الأوروبي. وقالت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في بيان إن هاتين الدولتين "يجب أن تدركا عواقب مثل هذه الخطوة على علاقاتنا الثنائية وعلى البنية الأمنية الأوروبية ككل". وأضافت أن "الانضمام إلى الناتو لا يمكن أن يعزز أمنهما القومي، وبحكم الأمر الواقع ستكونان (فنلندا والسويد) الخط الأول للحلف الأطلسي". وتدرس هلسنكي وستوكهولم الانضمام إلى الحلف الأطلسي ردا على الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا. وبدأت القوات الروسية الشهر الماضي الانسحاب من محيط العاصمة الأوكرانية مع إعادة تعزيز صفوفها بهدف التركيز على شرق البلاد، لكن المدينة ما زالت عرضة للقصف الصاروخي. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن "عدد الضربات الصاروخية ضد أهداف في كييف ونطاقها سيزداد ردا على أي هجمات إرهابية أو تخريب يرتكبها النظام القومي في أوكرنيا على الأراضي الروسية". وأضافت "نتيجة القصف على مصنع فيزار في زوليانسكي، دمّرت ورش إنتاج وإصلاح أنظمة صواريخ مضادة للطائرات البعيدة والمتوسطة المدى وكذلك أنظمة صواريخ مضادة للسفن". وسيسمح استيلاء الروس على دونباس في الشرق الأوكراني بتعزيز مكاسبهم في المنطقة عبر ربط دونباس التي يسيطر عليها جزئيا الانفصاليون الموالون لروسيا منذ 2014، بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في السنة نفسها. وأعلنت أوكرانيا أن الضربات الروسية أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص في المنطقة التي قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية تسعى إلى "تدميرها". وفي سياق تشديد الخناق على وسائل الإعلام المستقلة، حجبت الهيئة الناظمة الروسية لوسائل الإعلام الجمعة موقع "ذي موسكو تايمز" الناطق بالروسية بسبب تغطيته الأحداث في أوكرانيا، وكذلك حظرت الموقع الإلكتروني لإذاعة "أر إف إي" الفرنسية التي تبث الأخبار ب15 لغة من بينها الروسية. وقالت كييف في تقرير أصدرته الرئاسة إن شخصين قتلا فيما أصيب اثنان آخران في منطقة لوغانسك في شرق البلاد بينما قتل ثلاثة آخرون وأصيب سبعة في منطقة دونيتسك المجاورة. وأوضحت الرئاسة الأوكرانية أن "القتال مستمر على طول خط المواجهة" في دونيتسك. وقال زيلينسكي في خطاب ألقاه في وقت متقدم ليل الخميس الجمعة "دونباس هي الهدف الرئيسي لروسيا ... منطقة دونباس هي التي تريد روسيا تدميرها. إن لوغانسك ودونيتسك هما المنطقتان اللتان تدمرهما القوات الروسية حتى لا يبقى فيهما إلا الحجارة وتفرغا من سكانهما". أما مدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية فقد أصبحت مدمّرة بعد 50 يوما على ما تطلق عليها موسكو "العملية العسكرية الخاصة" الروسية في أوكرانيا. ويعتقد أن آلاف المدنيين قتلوا في المدينة المحاصرة وما زالت جثثهم هامدة في المباني السكنية. لكن حدّة القتال خفت وبدأ سكان ماريوبول الخروج بحثا عن الطعام والماء وعن طريق للهرب من المدينة. وروت تاتيانا (59 عاما) وهي موظفة في بلدية المدينة تنتظر المساعدة الإنسانية "أعلم أننا عشنا رعبا ولا نعرف ماذا سيحدث بعد ذلك. نعيش كما لو كنا على قمة بركان. الخوف يتملكنا... كثير من الناس يعانون". وفي السياق، قتل سبعة مدنيين وجرح 27 آخرون الخميس بنيران روسية على حافلات إجلاء في منطقة خاركيف في شرق أوكرانيا، كما أعلن مكتب النائب العام الأوكراني الجمعة. وكتب مكتب النائب العام على تطبيق تلغرام "في 14 أبريل أطلق جنود روس النار على حافلات إجلاء تقل مدنيين في منطقة بوروفا. حسب المعلومات الأولية، قُتل سبعة أشخاص وأصيب 27 آخرون" بجروح. من جانبها، ذكرت 'ديلي تلغراف' الجمعة أن الروس قبضوا على بريطاني يقاتل ضمن صفوف الجيش الأوكراني طلبت والدته عبر الصحيفة البريطانية معاملته "بإنسانية" والإفراج عنه. وبث التلفزيون العام الروسي مساء الخميس صورا لشاب مكبل اليدين ومصاب بجرح في جبهته، قال إنه يدعى أيدن أسلين. وقالت وزارة الدفاع الروسية الجمعة إن قواتها الصاروخية الإستراتيجية "حيّدت ما يصل إلى 30 من المرتزقة البولنديين" في غارة على قرية إيزيومسكي القريبة من خاركيف في شمال شرق أوكرانيا. وأعلن الجيش الأوكراني الجمعة أن عملية تبادل جديدة لأسرى الحرب الروس والأوكرانيين جرت الخميس في منطقة خيرسون التي تخضع جزئيا للسيطرة الروسية في جنوب أوكرانيا. وتخضع مدينة خيرسون لسيطرة الجيش الروسي منذ بداية مارس/اذار الماضي، كغيرها من البلدات الأخرى في هذه المنطقة الساحلية. وجرت عمليات عدة لتبادل الأسرى من جنود ومدنيين منذ بداية الغزو في 24 فبراير/شباط ، لكن لم يؤكدها الطرفان معا. وقد أعلنت كييف الخميس إطلاق سراح ثلاثين أوكرانيّا في تبادل أسرى جديد من دون تحديد عدد الجنود الروس المفرج عنهم في المقابل. وعرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع مبادلة فكتور ميدفيدشوك رجل الأعمال المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي احتجزته كييف الثلاثاء بعد هربه من الإقامة الجبرية، بأوكرانيين أسرتهم روسيا. لكن الكرملين رفض هذه الفكرة. على صعيد آخر، أظهرت أرقام الأمم المتحدة الجمعة أن أكثر من خمسة ملايين شخص فروا من أوكرانيا منذ الغزو الروسي. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن 4.7 ملايين أوكراني فروا عبر الحدود فيما تفيد المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة بأن قرابة 215 ألفا من مواطني دول ثالثة فروا أيضا إلى البلدان المجاورة.

مشاركة :