ثمّنت قيادات تربوية ومعلمون في الميدان التربوي، توجيهات القيادة بجعل 2016 عاماً للقراءة في الدولة، تأكيداً على أنها السبيل إلى رقيّ الأمم ونهضة الشعوب. وأكدوا لالخليج أهمية القراءة، والدور الذي تلعبه في بناء عقول المبتكرين والمبدعين، في مختلف المجتمعات، فضلا عن أنها ركيزة أساسية في بناء أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة، تستطيع مجابهة المتغيرات العالمية في المجالات كافة. و أكد حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، أن إرادة القيادة الرشيدة للدولة، وتصميمها الواضح على بلورة أجيال واعية، ومتمكنة، وقارئة، تضعنا أمام استحقاقات تمليها علينا رسالتنا التربوية النبيلة، وتضعنا في الصورة المطلوبة، لما ينبغي أن نعمل عليه لإرساء دعائم دولتنا المستندة إلى العلم والمعرفة، ولا يكون ذلك إلا من خلال تهيئة الظروف، ودفع عجلة العلم، وتشجيع أبنائنا على اتخاذ القراءة محطة للانطلاق نحو آفاق أرحب من النجاح الدراسي والمهني، لتشييد بنيان وأركان أمة نهضوية قوية. أشاد وزير التربية والتعليم بتوجيهات القيادة الرشيدة، واصفاً تلك الخطوة المتفردة بقيمتها، بأنها وسيلة تستنهض فينا مكامن الحرص على شحذ هممنا لمواصلة مسيرة العطاء والتنمية المستدامة، ولا يكون ذلك إلا من خلال أمة تقرأ، وأجيال شغوفة بحب العلم والمعرفة، دون استثناء فئة عن أخرى، وهي رسالة واضحة على أن القراءة يتعين أن تكون عادة متجذرة فينا، لتشمل مختلف الشرائح المجتمعية. خطى واثقة وقال إن الإمارات، وهي تسير بخطى واثقة نحو مجتمع الاقتصاد المعرفي المبني على الابتكار، وعوالم التقنيات الحديثة، فإن ذلك مؤشر مهم ومطلب ضروري نحو إيلاء القراءة أهمية قصوى في حياتنا، وتشجيع أبنائنا على ممارستها، حتى نستطيع مواكبة تطلعات الدولة في تحقيق مستهدفاتها 2021، وبناء أمة متعلمة ومثقفة، لتأسيس منصة مستقبلية لجيل من العلماء والمبتكرين. ورأى أن هذه التوجهات الدؤوبة ليست وليدة اللحظة، وإنما هي قناعة راسخة انتهجتها القيادة منذ زمن، ولا تزال ماضية فيها، وما تلك المبادرات التي أطلقتها سواء على الصعيدين المحلي والعربي، لتشجيع القراءة سوى دلالة واضحة على ثبات الخطوة، وعمق الرؤية والبصيرة، ووضوح الغاية. وذكر أن وزارة التربية ومن موقعها هذا ستعمل على توظيف جميع امكاناتها لتعزيز تلك التوجهات، وستستمر وفق المسار الذي بدأته عبر الاهتمام بالقراءة ومنابعها القيمة، مشيراً إلى أن الوزارة أطلقت مبادرات سابقة عدة تدعم توجهاتها نحو تشجيع القراءة، ومنها، شعلة القراءة، ووطني يقرأ، فضلاً عن تطوير مصادر التعلم، ومكتبة الابتكار، وكان آخرها إطلاق جائزة قيّمة هي الأولى والأضخم من نوعها للطلبة والمعلمين تستهدف تشجيع الميدان التربوي على الكتابة، للخروج بمؤلفات وكتب تثري مكتبة الوزارة والساحة المحلية. خطوة جديدة أما وكيل وزارة التربية والتعليم مروان الصوالح، فأكد أنها، خطوة جديدة نحو دعم المهارات الأساسية لأجيال المستقبل. وقال إن القراءة تعد من المهارات الأساسية التي تركز عليها النظم الحديثة؛ فهي تمكن المتعلمين من الحصول على المعرفة واكتساب المهارات الأخرى، كما تسهم في صنع الفرد وتدعم ثقته بنفسه وتساعد على تنمية لغته. وللقراءة أهمية على المستوى الفردي والمجتمعي، لذلك تعدّ من أهم المعايير التي تقاس بها المجتمعات تقدماً أو تخلفاً، فالمجتمع القارئ هو المجتمع المتقدم الذي ينتج الثقافة والمعرفة، ويطورها بما يخدم تقدمه وتقدم الإنسانية، حيث ينتج الكتاب ويستهلكه قراءة ودرسا، فضلاً عن أنها تروّض الفكر على سلامة الفهم والمراجعة والتمحيص، وتنمّي القدرة على النقد وإصدار الحكم. ويرى علي ميحد السويدي، وكيل وزارة التربية المساعد للقطاع الإداري، أنها رسالة واضحة لأجيال المستقبل، تؤكد أهمية القراءة في بناء المجتمعات والبلدان. وأكد أن القراءة تسهم في تكوين الشخصية النامية المبدعة المبتكرة، وتشكيل الفكر الناقد للفرد وتنمية ميوله واهتماماته، وتعدّ من أهم وسائل استثارة قدرات المتعلم وإثراء خبراته وزيادة معلوماته ومعارفه، وتمكينه من تحصيل المواد الدراسية جميعها، والعامل الأهم في تشكيل عقل المتعلم، وتُكسبه القدرة على الفهم والتعبير، وتنمّي اتجاهات الأفراد الفكرية لخدمة المجتمع وتنميته، فهي قاعدة لكل علم ومفتاح يفتح للقارئ ملكات الفكر الغنية. وقال إن للقراءة أهمية في حياة الفرد والمجتمع، فهي تزوّد الأفراد بالخبرات وتنمّي مداركهم وتهيئهم لخدمة المجتمع وتدفعهم ليكونوا رواداً، بلا شك العملية الأساسية في فهم التراث الثقافي والوطني، والاتصال بتراث الآخرين، ووسيلة للاتصال بباقي العلوم، وعن طريقها يشبع الفرد حاجاته، وينمي قدراته ويوسِّع آفاقه. أجيال العلم والمعرفة من جانبها أشادت فوزية حسن غريب وكيلة وزارة التربية المساعدة للعمليات التربوية، بالخطوة مؤكدة الدعم اللامحدود للقيادة الرشيدة، في تأهيل أجيال متسلّحة بالعلم والمعرفة، وغرس ثقافة القراءة في نفوسهم، لمواكبة المتغيّرات العلمية عالميا، من خلال تلك الثقافة. وقالت إن غرس بذور التجديد والإصلاح وتعويض ما فات من دون قراءة، يتمّ من خلال بناء الشباب العربي بناء سليما، بتعليمهم مهارات القراءة الحديثة وأساليبها، والسعي نحو نشر المكتبات وإعطاء المثقف، مساحة اكبر، فضلا عن التركيز على دور الوالدين في توثيق الصلة بين الطفل والقراءة منذ نشأته، كما أن هذه الانطلاقة تتطلب استراتيجية شاملة تتعاضد فيها أدوار جهات متعددة هي الأسرة والمدرسة والإعلام والمراكز الثقافية والجهات الحكومية. وأكدت أنه من أكثر وسائل محبة القراءة أن يشعر الإنسان باستفادة تعودُ عليه من وراءِ قراءته، لذا ينبغي وضع خطة منهجية للقراءة؛ وتحديد نوعية الكتب التي يرغب الطلبة في قراءتها، فضلاً عن عدد الكتب التي يستطيع قراءتها يومياً أو أسبوعياً، والتقييم الدوري لما حققه الطلبة من وراء القراءة من مدة لأخرى. مسارات متعددة وترى المعلمة حصة الطنيجي، أن توجيهات القيادة الحكيمة، تخلق مسارات متعددة للنهوض بالأجيال وتشيّد مجتمعاً يتمتع بالعلم والمعرفة. وقالت إن العصر الحديث يرى أن الأمة التي يقرأ مواطنوها، الأمة الأكثر رقيّاً، ومعرفة القراءة من أهم أدوات ومتطلبات العمل في العصر الحديث، حيث إنّ الأنشطة البشرية التي يقوم الإنسان بممارستها في نطاق العمل تتطلّب معرفة بالقراءة، ومن المعروف أنّ الدول المتأخّرة هي الدول التي تزيد فيها نسبة الأمية بين سكانها، أمّا في الدول المتقدّمة فالموضوع يختلف حيث إنّ الدول تتنافس فيما بينها على عدد المواطنين الذين يرتادون المكتبات، أو حجم القراءة وسوق الكتب ومبيعاتها في كل دولة. القراءة .. حضارة إنّ القراءة غذاء الروح ومتعة العقل، تمثّل تلك المقولة أحد أشكال التعبير عن فوائد القراءة الكثيرة التي لا يمكن حصرها. هذا ما أكدته شريفة موسى نائبة رئيس مجلس إدارة جمعية المعلمين، ومضت قائلة: بدأ التاريخ الإنساني مع معرفة الإنسان للتدوين الوجه الآخر للقراءة، وتُعرف العصور التي سبقت اختراع الإنسان لرموز الكتابة وتعلمه لقراءتها بعصور ما قبل التاريخ، ومنذ العصر التاريخي أصبح تعلّم القراءة يعني المعرفة والعلوم والحضارة التي يمكن من خلالها تطوير الذات والدولة والبشرية بشكل عام. وأشارت إلى أن أقدم الحضارات الإنسانية التي تركت آثاراً مهمة أضافت إلى مجموع المعرفة البشرية التي تتطوّر بالتراكم، لذا أصبح من الضروري على كل من يريد أن يعرف أو يضيف لتلك المعرفة، أن يتعلّم القراءة أولاً، حتّى يستطيع أن يطّلع على مختلف الإنتاج البشري الحضاري ويستفيد منه بالشكل الكامل. وثمّنت موسى جهود القيادة الرشيدة للدولة في نهضة أجيال المستقبل وتسليحهم بالعلم والمعرفة من خلال القراءة، مؤكدة أن الإمارات تحاكي تطور التعلم واتجاهاته المستقبلية من خلال توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة بجعل 2016 عاماً للقراءة.
مشاركة :