أشاد الميدان التربوي في إمارة أبوظبي، بالمبادرة، مشيرين إلى أن القراءة غذاء العقل والروح ووسيلة فذة للنهوض بالمجتمع، وارتباط بعضه ببعض، كما تعدّ وسيلة مهمة من وسائل التقارب العالمي. وسيلة اتصال وأكد الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس هيئة الصحة المكلف مهام المدير العام لمجلس أبوظبي للتعليم لالخليج أن القراءة وسيلة اتصال رئيسية للتعلم والتعرف إلى الثقافات والعلوم المختلفة، وهي المصدر الرئيسي للنموّ اللغوي للفرد ومصدر لنمو شخصيته، بما يكسبه القدرة على استيعاب العالم من حوله والظواهر وإدراك العلاقات فيما بينها. وأضاف أن أي تعلم أو نموّ عليه أن يتخذ من القراءة وسيلة أساسية له، حيث ينبغي أن تخصص لها الخطط الدراسية نصيباً كبيراً من عدد ساعاتها، باعتبار القراءة الأرض الصلبة التي يقوم عليها بناء التلميذ، وخاصة في المراحل الأولى من التعليم، لأنها أهم عامل تقوم عليه العملية التعليمية كلها، وأصبحت القراءة الناجحة أهم وسيلة لتعليم منتج مثمر. وقال الخييلي إن مجلس أبوظبي للتعليم والجامعات يقدم علاجاً وبرامج إثرائية لطلبة مدارس أبوظبي لإكسابهم الاتجاه الإيجابي المبكر نحو حب الكتاب والقراءة والمطالعة، الذي يتحول إلى مهارة مكتسبة بتقدم الطفل في العمر لتخريج جيل قارئ مطلع. عملية الفهم وقال محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية في مجلس أبوظبي للتعليم إن القراءة واحدة من مواد قليلة تتطلب أن يكون كل التلاميذ متمكنين فيها، حتى يسير تعلم الفرد بنجاح، مشيراً إلى أن كل المواد الدراسية تعتمد أساساً على القراءة، والعجز فيها يعني عجزاً في عملية التحصيل، وأصبح طبيعياً أن الكفاية في القراءة مرتبطة تماماً بالنجاح في الدراسة، ولا غنى لأي مادة عن عملية القراءة، حتى تتم فيها عملية الفهم أولاً، والتحصيل ثانياً، فهي أهم عنصر تقوم عليه العملية التعليمية كلها، لافتاً إلى أن القراءة وسيلة الإعداد العلمي للفرد، وعن طريقها يمكن للفرد أن يحل كثيراً من المشكلات العلمية التي تواجهه. ازدياد التكامل وأكدت الدكتورة نجوى الحوسني مديرة إدارة المناهج في مجلس أبوظبي للتعليم أهمية القراءة، مشيرة إلى أنها أداة العالم في الاستزادة، وأنها تضيف إلى حصيلة الفرد الثقافية في كل يوم شيئاً جديداً مما تخرجه المطابع ليدعم فكره بأفكار غيره، وبذلك يتسنى له الإنتاج الخصب. وقالت إن حملة أبوظبي تقرأ تعدّ المبادرة الأولى من نوعها التي ينفذها مجلس أبوظبي للتعليم لطلبة المدارس منذ ثلاثة أعوام وعلى مستوى المراحل التعليمية كافة، لاكتشاف ذواتهم ومواهبهم، وحثهم وتحفيزهم على القراءة والكتابة من خلال الابتكار والمعرفة والمرح والإلهام، وتعزيز العلاقة ما بين أفراد المجتمع المدرسي وتوعيتهم بأهمية القراءة. وأشارت الحوسني الى أنه في ظل العصر الحاضر تبدو الحاجة ملحة إلى القراءة، فعصرنا يتميز بالتفاعل الحي الغني مع الثقافات الأخرى، وازدياد التكامل بين أجزاء العالم المختلفة يوماً بعد يوم، ويتميز أيضاً بطموح الإنسان فيه إلى العدالة والحرية والرخاء والتفاهم الدولي، وهو عصر الانفجار المعرفي والمعرفة البشرية، ولابد من مسايرة العصر حتى لا نكون تابعين للآخرين. اكتساب المعرفة وأكد عبيد مفتاح المحرزي مدير مدرسة الصقور الحلقة الثانية في أبوظبي أن القراءة من أهم مجالات النشاط اللغوي في حياة الفرد والجماعة، باعتبارها من الوسائل المهمة لاكتساب المعرفة والثقافة، والاتصال بما أنتجه العقل البشري، مشيراً إلى أنها وسيلة مهمة تصل الإنسان بالمصادر التي سيأخذ منها علمه وثقافته، وتزيد من قدرته على التفكير والنقد فتنمي فكره وعواطفه، وتثري خبراته، وتعينه على التعامل مع مشكلات الحياة المختلفة. وقال المحرزي إن الإنسان في هذا العصر يواجه أموراً لا حصر لها، تتطلب منه القراءة والكتابة، حتى يكون مطلعاً وملماً بما يدور حوله من تطورات متسارعة، مشيراً إلى أن القراءة تخلق صلة وثيقة بين الفرد القارئ وبين جوانب الحياة، كالمعرفة، والثقافة اللتين ولدتا الأعمال والروائع الأدبية، وللقراءة أهمية أخرى بوصفها وسيلة للمتعة، والتسلية، وظروف عصرنا تفرض على الفرد أن يخصص وقتاً للمتعة والتسلية تخفيفاً من ضغوط الحياة. تنمية الشخصية وأضافت منى أبو خاطر معلمة اللغة العربية بمدرسة الظبيانية الحلقة الأولى أن القراءة تمدّ الطالب بأفكار وحقائق وآراء، كما تساعده في تنمية شخصيته وميوله واتجاهاته، وتعمل على تأسيس مفاهيمه المختلفة، وعن طريقها يستطيع أن يمتلك مهارة التعلم الذاتي التي تعدّ اليوم ضرورة إذ بدونها لا يمكن مواكبة التطور العلمي والتقني. فكر متنوع وقالت مها الميسري الاختصاصية الاجتماعية في مدرسة الحديثة الخاصة بأبوظبي ، بواسطة القراءة يطل الإنسان على الفكر الإنساني طولاً وعرضاً، وعمقاً واتساعاً، وهي لا تقف بالإنسان عند معرفة عصره فقط، ولكنها تعبر إلى الماضي، وتنطلق به نحو المستقبل أملاً وإشراقاً وتطلعاً، فالفرد بالقراءة يلتقى مع فكر الإنسان المتنوع، فهو بالقراءة مع الأديب يكتسب ذوقاً ورهافة حس، ومع العالم يقرأ عن العدم وتطوره واكتشافاته لظواهر الكون، لافتة إلى أن القراءة الواسعة لا تعين على فهم الحياة والتعبير عنها فحسب، بل هي شيء لا يستغنى عنه للوصول إلى مستوى رفيع من الثقافة والعلم.
مشاركة :