المصداقية أساس الـعـلاقـات الإنسانية الـسوية

  • 4/16/2022
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لو‭ ‬حدث‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬ان‭ ‬قام‭ ‬شخص‭ ‬ما‭  ‬بوضع‭ ‬يده‭ ‬في‭ ‬جيوبك،‭ ‬هل‭ ‬بوسعك‭ ‬أن‭ ‬تسكت‭ ‬أم‭ ‬انك‭ ‬بالمقابل‭ ‬سوف‭ ‬تغضب‭ ‬وتتحرك‭ ‬لاتخاذ‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬الفعلة؟‭ ‬أم‭ ‬ستتظاهر‭ ‬بعدم‭ ‬الاكتراث‭ ‬وتبتسم‭ ‬لما‭ ‬حدث‭ ‬لك‭ ‬باعتباره‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬المزاح؟‭ ‬هذا‭ ‬الرأي‭ ‬الأخير‭ ‬سوف‭ ‬يعطي‭ ‬رسالة‭ ‬خاطئة‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬وكأنك‭ ‬تقول‭ ‬له‭ ‬تمادى‭ ‬في‭ ‬تصرفك‭ ‬غير‭ ‬المسؤول‭ ‬والمشين‭.. ‬ولكن‭   ‬بالمقابل‭ ‬لو‭ ‬حدث‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬عقر‭ ‬دارك‭ ‬وبين‭ ‬أسرتك‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬زوجتك‭ ‬وأولادك،‭ ‬فالمؤكد‭ ‬أنك‭ ‬لن‭ ‬تلتزم‭ ‬الصمت‭ ‬لأنك‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تصرخ‭ ‬بعلو‭ ‬صوتك‭ ‬رافضا‭ ‬ومستنكرا،‭ ‬لأنك‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬نفسك‭ ‬أنك‭ ‬على‭ ‬حق،‭ ‬وتستطيع‭ ‬ان‭ ‬تقول‭ ‬لهذا‭ ‬الشخص‭ ‬أيا‭ ‬كان،‭ ‬إن‭ ‬جرحك‭ ‬عميق‭.‬ من‭ ‬هنا،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نفرق‭ ‬بين‭ ‬الجاني‭ ‬والمجني‭ ‬عليه،‭ ‬فالجاني‭ ‬وان‭ ‬كان‭ ‬متعلما‭ ‬أو‭ ‬جاهلا‭ ‬فكليهما‭ ‬صورة‭ ‬واحدة،‭ ‬لان‭ ‬المتعلم‭ ‬يأخذك‭ ‬إلى‭ ‬أحلام‭ ‬وأمانٍ‭ ‬وردية،‭ ‬وكأنه‭ ‬يقول‭ ‬لك‭ ‬سأحول‭ ‬لك‭ ‬الحلم‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة،‭ ‬ومما‭ ‬يؤسف‭ ‬له‭ ‬أننا‭ ‬نصدقه،‭ ‬أما‭ ‬الثاني‭ ‬وأعني‭ ‬به‭ ‬الجاهل‭ ‬أي‭ ‬الأمي‭ ‬الذي‭ ‬يظهر‭ ‬نفسه‭ ‬لك‭ ‬بأنه‭ ‬يملك‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬ولا‭ ‬يحصى،‭ ‬ويدعي‭ ‬انه‭ ‬يحمل‭ ‬شهادات‭ ‬ويزعم‭ ‬انه‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬مديرا‭ ‬لشركات‭ ‬ومصانع‭ ‬وبنية‭ ‬صافية‭ ‬نصدقه‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬غير‭ ‬ذلك،‭ ‬الآن‭ ‬نسأل‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬المتعلم؟‭ ‬ومن‭ ‬هو‭ ‬الجاهل؟‭ ‬ في‭ ‬الأخير‭ ‬كلاهما‭ ‬واحد،‭ ‬وهما‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬على‭ ‬وتيرة‭ ‬واحدة‭.  ‬وهي‭ ‬محاولة‭ ‬استغلالك،‭ ‬حتى‭ ‬ان‭ ‬الشكوى‭ ‬منهما‭ ‬لا‭ ‬فائدة‭ ‬منها‭ ‬هنا‭ ‬لماذا؟‭  ‬لان‭ ‬هؤلاء‭ ‬لم‭ ‬يسلكوا‭ ‬مدخل‭ ‬الباب‭ ‬الصحيح،‭ ‬بل‭ ‬اختاروا‭ ‬التسلل‭ ‬عبر‭ ‬النوافذ‭ ‬كما‭ ‬اللصوص،‭ ‬غير‭ ‬مدركين‭ ‬مشكلات‭ ‬الحياة‭.‬ وإذا‭ ‬عدنا‭ ‬ثانية‭ ‬إلى‭ ‬مدعي‭ ‬التعلم‭ ‬نجده‭ ‬يتقدم‭ ‬إليك‭ ‬بعشرات‭ ‬الأفكار‭ ‬أما‭ ‬الآخر‭ ‬وهو‭ ‬الجاهل‭ ‬فيأخذك‭ ‬إلى‭ ‬عوالم‭ ‬أخرى‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬خيال‭ ‬وأحلام‭ ‬وهكذا‭ ‬دواليك،‭ ‬لمثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتعلم‭ ‬اسما‭ ‬فقط‭ ‬والجاهل‭ ‬نوعا‭ ‬آخر،‭ ‬وهذا‭ ‬له‭ ‬تفسير‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬المصداقية،‭ ‬حتى‭ ‬أنهم‭ ‬يأخذونك‭ ‬إلى‭ ‬اللين‭ ‬حتى‭ ‬نصدقهم‭ ‬وأحيانا‭ ‬يصل‭ ‬بهم‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬التسامح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يقنعوك‭ ‬ان‭ ‬نواياهم‭ ‬سليمة‭ ‬وصالحة‭ ‬وهم‭ ‬مؤمنون‭ ‬بما‭ ‬يقومون‭ ‬به‭ ‬مع‭ ‬أنهم‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الحقيقة‭.‬ وحين‭  ‬نأتي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث‭ ‬أو‭ ‬بمعنى‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحا‭ ‬حكاياتها‭ ‬تكشف‭ ‬لنا‭ ‬ان‭ ‬من‭ ‬الخطأ‭ ‬أن‭ ‬نأخذها‭ ‬بحسن‭ ‬نية‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬فردية،‭ ‬أو‭ ‬بصورة‭ ‬أخرى‭ ‬والنتيجة‭ ‬واحدة،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬نعتبر‭ ‬البحرين‭ ‬وطن‭ ‬مؤسسات‭ ‬ونظم‭ ‬وقوانين‭ ‬والتزامات‭.‬ مطلوب‭ ‬منا‭ ‬ان‭ ‬نتصدى‭ ‬لتلك‭ ‬العينة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬بكشفهم‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬لهم‭ ‬بممارسة‭ ‬الخداع‭ ‬والتضليل‭ ‬تجاه‭ ‬الناس،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬مطلوب‭ ‬منا‭ ‬الانتباه‭ ‬والوعي‭ ‬الدائم‭ ‬حتى‭ ‬نضمن‭ ‬لوطننا‭ ‬العيش‭ ‬الرغيد،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التوعية‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحف‭  ‬بتلك‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬السلوكيات‭ ‬المرفوضة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬حتى‭ ‬يبقى‭ ‬كل‭ ‬عمل‭ ‬له‭ ‬مردوده‭ ‬الذي‭ ‬يتسم‭ ‬بالمصداقية‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬العلاقات‭ ‬السوية‭ ‬والصادقة‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬لقلة‭ ‬منحرفة‭ ‬بتهديد‭  ‬أواصر‭ ‬الإخاء‭ ‬والتعاون‭ ‬والتآلف‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬المجتمع‭.. ‬فهل‭ ‬يتعظ‭ ‬هذا‭ ‬البعض‭ ‬ويعود‭ ‬إلى‭ ‬جادة‭ ‬الصواب‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬ينبذهم‭ ‬المجتمع‭  ‬بكل‭ ‬قطاعاته‭ ‬نتيجة‭ ‬افتقادهم‭ ‬المصداقية‭ ‬في‭ ‬الأقوال‭ ‬والأفعال‭ ‬والسلوك‭ ‬الاجتماعي؟‭!‬

مشاركة :