لو حدث ذات يوم ان قام شخص ما بوضع يده في جيوبك، هل بوسعك أن تسكت أم انك بالمقابل سوف تغضب وتتحرك لاتخاذ ما يلزم بشأن هذه الفعلة؟ أم ستتظاهر بعدم الاكتراث وتبتسم لما حدث لك باعتباره نوعا من المزاح؟ هذا الرأي الأخير سوف يعطي رسالة خاطئة تجاه هذا الشخص وكأنك تقول له تمادى في تصرفك غير المسؤول والمشين.. ولكن بالمقابل لو حدث هذا في عقر دارك وبين أسرتك المكونة من زوجتك وأولادك، فالمؤكد أنك لن تلتزم الصمت لأنك تستطيع أن تصرخ بعلو صوتك رافضا ومستنكرا، لأنك تجد في نفسك أنك على حق، وتستطيع ان تقول لهذا الشخص أيا كان، إن جرحك عميق. من هنا، علينا أن نفرق بين الجاني والمجني عليه، فالجاني وان كان متعلما أو جاهلا فكليهما صورة واحدة، لان المتعلم يأخذك إلى أحلام وأمانٍ وردية، وكأنه يقول لك سأحول لك الحلم إلى حقيقة، ومما يؤسف له أننا نصدقه، أما الثاني وأعني به الجاهل أي الأمي الذي يظهر نفسه لك بأنه يملك ما لا يقدر ولا يحصى، ويدعي انه يحمل شهادات ويزعم انه كان في يوم من الأيام مديرا لشركات ومصانع وبنية صافية نصدقه وهو في الحقيقة غير ذلك، الآن نسأل من هو المتعلم؟ ومن هو الجاهل؟ في الأخير كلاهما واحد، وهما في مثل هذه السلوكيات على وتيرة واحدة. وهي محاولة استغلالك، حتى ان الشكوى منهما لا فائدة منها هنا لماذا؟ لان هؤلاء لم يسلكوا مدخل الباب الصحيح، بل اختاروا التسلل عبر النوافذ كما اللصوص، غير مدركين مشكلات الحياة. وإذا عدنا ثانية إلى مدعي التعلم نجده يتقدم إليك بعشرات الأفكار أما الآخر وهو الجاهل فيأخذك إلى عوالم أخرى كلها في الحقيقة خيال وأحلام وهكذا دواليك، لمثل هؤلاء المتعلم اسما فقط والجاهل نوعا آخر، وهذا له تفسير واحد هو عدم المصداقية، حتى أنهم يأخذونك إلى اللين حتى نصدقهم وأحيانا يصل بهم الأمر إلى التسامح من أجل أن يقنعوك ان نواياهم سليمة وصالحة وهم مؤمنون بما يقومون به مع أنهم غير ذلك ولكن هذه هي الحقيقة. وحين نأتي في نهاية هذا الموضوع نجد أن مثل هذه الحوادث أو بمعنى أكثر وضوحا حكاياتها تكشف لنا ان من الخطأ أن نأخذها بحسن نية قد تكون فردية، أو بصورة أخرى والنتيجة واحدة، ونحن في هذا الوطن نعتبر البحرين وطن مؤسسات ونظم وقوانين والتزامات. مطلوب منا ان نتصدى لتلك العينة من الناس بكشفهم وعدم السماح لهم بممارسة الخداع والتضليل تجاه الناس، وفي هذا مطلوب منا الانتباه والوعي الدائم حتى نضمن لوطننا العيش الرغيد، وذلك من خلال التوعية عبر وسائل الإعلام والصحف بتلك النوعية من السلوكيات المرفوضة في المجتمع حتى يبقى كل عمل له مردوده الذي يتسم بالمصداقية التي تعزز العلاقات السوية والصادقة بين أفراد المجتمع وعدم السماح لقلة منحرفة بتهديد أواصر الإخاء والتعاون والتآلف بين أبناء المجتمع.. فهل يتعظ هذا البعض ويعود إلى جادة الصواب قبل ان ينبذهم المجتمع بكل قطاعاته نتيجة افتقادهم المصداقية في الأقوال والأفعال والسلوك الاجتماعي؟!
مشاركة :