بتوجيهات ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أعلنت اللجنة المنظمة للمنتدى الاستراتيجي العربي عن انطلاق أعمال الدورة الثامنة للمنتدى يوم 15 من ديسمبر الجاري بدبي. ويستضيف المنتدى مجموعة من كبار المفكرين والخبراء والمحللين السياسيين والاقتصاديين من أجل استشراف المستقبل وقراءة وتحليل التحديات التي تواجه العالم على المستويين الاقتصادي والسياسي في عام 2016. تخطيط للمستقبل وصرح معالي محمد عبدالله القرقاوي رئيس المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمنتدى الاستراتيجي العربي، بأن تنظيم الدورة الثامنة للمنتدى يأتي تحقيقاً للرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، من حيث تنامي الحاجة العالمية إلى التخطيط للمستقبل.. وتأكيد سموه الدائم ضرورة العمل على وضع سيناريوهات متعددة وبديلة لجميع الخطط قصيرة ومتوسطة المدى على الصعيدين السياسي والاقتصادي، نتيجة لما يشهده العالم من متغيرات سريعة تستوجب دراسة أبعادها والوقوف على متطلبات مواجهة مختلف التحديات الناشئة إقليمياً ودولياً. شراكة مع العالم وأضاف معالي القرقاوي: إننا في دولة الإمارات نعمل بشكل مستمر على رصد المتغيرات كافة وتحديث خططنا ومشاريعنا وفق المستجدات، كما أن الثقة العالمية التي اكتسبتها الإمارات تؤهلها لأن تكون مركزاً لاستشراف المستقبل ووضع الحلول للتحديات المقبلة. لقد أثبتت القيادة الرشيدة صواب رؤيتها في ما يتعلق بأسباب النزاعات السياسية والأزمات الاقتصادية وآليات حلها، ومن هنا يشكل المنتدى الاستراتيجي العربي المنصة التي تلتزم من خلالها دولة الإمارات بشراكتها مع العالم في صياغة أفضل الحلول لمختلف التحديات من أجل الوصول إلى عالم أكثر أماناً وعدالة. التحديات الراهنة وأكد رئيس اللجنة العليا المنظمة للمنتدى أن الدورة السابعة للمنتدى التي انعقدت في دبي العام الماضي نجحت في قراءة العام الحالي 2015 وأسهمت في إلقاء الضوء على العديد من الأحداث العالمية والإقليمية والسيناريوهات والتحديات الراهنة... وتوقعت بعمق مختلف التبعات الناشئة على المستويين الإقليمي والدولي، الأمر الذي ساعد العديد من صنّاع القرار على وضع آليات للتعامل مع مختلف السيناريوهات بما يؤثر إيجاباً في الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم مستقبلاً. صناع القرار ويشهد المنتدى هذا العام مشاركة نخبة من صناع القرار وعلماء السياسة والاقتصاد لاستشراف حالة العالم سياسياً واقتصادياً في 2016. حيث يشارك الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، بجانب المفكر السياسي البروفيسور غسان سلامة في جلسة لاستشراف حالة العالم العربي سياسياً في 2016 من خلال رصد أهم التغيرات السياسية المتوقعة وأثرها في المنطقة، ويدير الجلسة مهند الخطيب من قناة سكاي نيوز عربية. التوجهات الاقتصادية كما يشارك سلام فياض، رئيس مجلس الوزراء الفلسطيني السابق بجانب محمود محيي الدين أمين عام البنك الدولي في جلسة لاستشراف حالة العالم العربي اقتصادياً في 2016 من خلال تسليط الضوء على أهم التوجهات الاقتصادية وفرص النمو والتحديات وأثرها، ويدير الجلسة ناصر الطيبي من قناة العربية. بالإضافة إلى ذلك، يشارك وليم هيغ، وزير الخارجية البريطاني السابق في جلسة لاستشراف حالة العالم سياسياً في 2016، من خلال عرض أهم التوقعات على المستوى العالمي سياسياً وأثرها في العالم، وتدير الجلسة بيكي أندرسون من قناة سي إن إن. كما يشارك البروفيسور لاري سامرز، وزير الخزانة الأميركي السابق، الرئيس السابق لجامعة هارفرد إلى جانب البروفيسور نورييل روبيني من جامعة نيويورك في جلسة لاستشراف حالة العالم اقتصادياً في 2016 من خلال استعراض أهم التوجهات الاقتصادية وأثرها العالمي، ويدير الجلسة توم كيني من بلومبيرغ الاقتصادية. التأثير الإقليمي من جانبه، توقع غسان سلامة الوزير اللبناني السابق والمفكر السياسي ارتفاع مستوى تأثير الدول الإقليمية في الشرق الأوسط كدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. كما توقع زيادة رقعة المساحات التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية. أما أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري الأسبق فتوقع أن تكون أولويات السياسة المصرية في عام 2015 حفظ الأمن والاستقرار، وتأمين الدولة والمجتمع، وإطلاق التنمية، وجذب الاستثمارات الأجنبية لمصر. وإقليمياً توقع الوزير المصري تزايد التدخل الإقليمي الإيراني، ما يستدعي تشكيل تحالف عربي قوي لمواجهة ذلك. أسعار الوقود من جانب آخر، أكد عبدالله البدري الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ضرورة الاستمرار بالاستثمار في التنقيب عن النفط، ورفع الدعم عن أسعار الوقود، والتفكير بشكل جدي في فرض الضرائب وتخفيض النفقات الحكومية وترشيد استهلاك الطاقة، لتجاوز التأثيرات السلبية لانخفاض أسعار النفط العالمية، وأوضح بأن العالم سيستمر في الاعتماد على الطاقة التقليدية بنسبة تفوق 60% خلال الثلاثين عاماً المقبلة. بدوره، توقع هنري عزام الخبير الاقتصادي والرئيس التنفيذي السابق لدويتشه بنك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن يكون تأثير هبوط أسعار النفط في دول الخليج محدوداً، وأن يطرأ تراجع طفيف في معدلات نمو اقتصاديات الخليج عام 2015. في حين سيكون تأثير انخفاض أسعار النفط أكبر في الدول غير الخليجية المصدرة للنفط، مؤكداً أن القطاعات غير النفطية ستقود النمو في السنوات المقبلة. منصة فكرية جدير بالذكر أن المنتدى الاستراتيجي العربي الذي انطلقت دورته الأولى في العام 2001، يركز على القضايا السياسية والاقتصادية الرئيسية المؤثرة على مستوى العالم العربي والمجتمع الدولي، كما يمثل منصة فكرية نظراً لاستضافته مجموعة من قادة العالم والمفكرين. توقعات الدورة الماضية تحققت العام الجاري شهدت أعمال الدورة السابعة للمنتدى التي تم تنظيمها في ديسمبر 2014 مشاركة العديد من الأسماء المؤثرة في فضاء السياسة والاقتصاد، وتناولت 12 موضوعاً محورياً على المستويين الإقليمي والدولي، طرح فيها المشاركون توقعاتهم لما ستؤول إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية إقليمياً ودولياً. وشهد العام الحالي 2015 تحقق العديد من هذه التوقعات مثبتاً دقتها. حيث توقع فرانسيس فوكوياما الكاتب والمؤلف في مجال السياسة والاقتصاد السياسي، عدم التوصل لحل بخصوص الأزمة في ليبيا. أما على الصعيد الاقتصادي، فتوقع فوكوياما نجاح رئيس الوزراء الهندي في تخطي عقبات مهمة في مسيرة التنمية الاقتصادية. في حين أكد بروس بوينو دي مسكيتا، أستاذ السياسة ومدير مركز الكسندر هاملتون للاقتصاد السياسي في جامعة نيويورك، وكبير زملاء معهد هوفر في جامعة ستانفورد أن العالم مشرف على تغيرات كبيرة ناجمة عن التغيرات السياسية والاستراتيجية المختلفة للحكومات.. ونجح في توقع أن التقلبات الاقتصادية الناتجة عن ضعف اقتصادات أوروبا والصين ستزيد من انخفاض أسعار النفط والغاز على المستوى العالمي، وعلى الصعيد السياسي توقع دي مسكيتا نجاح مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس أمن الأمم المتحدة في الوصول إلى اتفاق نووي مع إيران. لمشاهدة الجراف بالحجم الطبيعي .. اضغط هنا
مشاركة :