استعاد الشارقة هيبته، وأكد أنه لا يستحق المكان الذي تواجد فيه قبل لقاء الوصل الذي أنهاه لصالحه 2-1، بعدما قدم عرضاً ساحراً على مدى 70 دقيقة جعل الملك يتخلى عن وصافة القاع، ويصل إلى النقطة الثامنة، كما أعطى جماهير النادي الأبيض اطمئناناً كبيراً إلى المستقبل بوجود وجوه صاعدة مثل عبد الله غانم وسيف راشد وحمد إبراهيم وعمر جمعة ومحمد سرور الذين شاركوا في اللقاء. كما أكدت المباراة مدى الإضافة الفنية للمدرب عبد العزيز العنبري من خلال تغييراته الجريئة والناجحة، التي تجلت بالدفع بالمدافع البرازيلي مارسيو راموس بعد 24 دقيقة من بداية اللقاء، بعدما كان مايسترو أيام زمان أبقاه على مقاعد الاحتياط خوفاً عليه من تجدد إصابته التي أبعدته عن آخر مباراتين. وقد أجاد العنبري في هذا التغيير الذي جاء بدلاً من حمدان قاسم، ذلك أن الوصل وفي ظل غياب القائد في الخط الخلفي كان يسرح ويمرح كيفما حلا له وطاب، وافتتح التسجيل عبر ليما بطريقة غريبة، إذ تبادل لاعبوه الكرات الرأسية قبل أن يزرع المهاجم البرازيلي الكرة في شباك الحارس راشد أحمد الذي لعب بديلاً لمحمد يوسف وهو ما يحسب أيضاً للمدرب الذي أبقى حارس مرماه الأساسي في الاحتياط بعدما لاحظ تراجع مستواه في اللقاءات الأخيرة. ورغم تأخره بهدف مبكر، فإن العنبري وفريقه حافظا على رباطة الجأش، بل أصبحت سيطرة الشارقة أوضح على اللقاء بفعل تحركات ريناتو كاجا الذي قدم أفضل مباراة له على الإطلاق منذ قدومه إلى صفوف الملك في الصيف. ومنذ الدقيقة 30 سارت المباراة في اتجاه واحد، حيث كانت البوصلة ملكية بالكامل، ولولا رعونة سيف راشد ووليد أحمد لكان في المباراة نتيجة أخرى. وكانت ثاني تبديلات العنبري بإدخال عمر جمعة، الذي هو ابن جمعة ربيع صانع هذا الجيل المميز في الدقيقة 60، وكان ذلك بمثابة فأل الخير بعدما سجل الهداف الكبير واندرلي هدف التعادل 1-1، ومن ثم شارك محمد سرور مكان حمد إبراهيم لأسباب تكتيكية وليست فنية، بعدما قدم حمد مواجهة مميزة، ليأتي هدف الفوز الثاني بعد ذلك عبر واندرلي أيضاً عبر تسديدة جميلة بعيدة لم يستطع راشد علي حارس عرين الإمبراطور، فعل حيالها أي شيء. بعد المباراة كانت الأجواء رائعة في قلعة الملك، التي عاد إليها الهدوء بعد الخوف الذي اعترى بعضهم من تعيين عبد العزيز العنبري كمدرب بديل للبرازيلي المقال من منصبه باولو بوناميغو، لكن بعد العرض أمام الوصل كان هناك من يهتف باسم العنبري، ويقدم اعتذاره له، ويؤكد ثقته به وبفكره الفني. وكان لافتاً أن موقع نادي الشارقة الرسمي نفى وبسرعة قياسية خبراً تم تداوله عن أن البرازيلي ماركوس باكيتا الذي حضر المباراة هو المدرب القادم ل الملك، وأكد الموقع أن عبد العزيز العنبري مازال المدرب للفريق الأول. وكلمة مازال تعني أن المفاوضات مازالت مستمرة مع مدربين آخرين، وقد تردد بقوة اسم البرازيلي دي أوليفيرا، لكن هناك من دعا إلى التروي وإعطاء المزيد من الثقة للعنبري، ولاسيما أن الفريق تحت قيادته حصد 4 نقاط من مباراتين، أي نفس عدد النقاط التي حصدها الملك، مع بوناميغو لكن في 8 مباريات كاملة. عموماً، كان العنبري واقعياً بعد اللقاء، وأكد أن الشارقة مازال في وضعية صعبة، والفوز على الوصل لا يعني شيئاً إذا لم تتكرر مثل هذه الانتصارات في المراحل المقبلة. واعتبر العنبري أن الوصل سيطر في البداية، وكان الطرف الأفضل، وافتتح التسجيل مبكراً وتحديداً في الدقيقة السادسة، لكن بعد ذلك استعاد الشارقة المبادرة، ومنذ الدقيقة 20 كان الملك هو الأفضل، وعادل ثم سجل الفوز. وأكد أن تغيير المدرب ليس بالأمر السهل على أي فريق، لذلك فإن اللاعبين يحتاجون إلى وقت للتكيف مع الأسلوب الجديد، وشكر اللاعبين على تطبيقهم لنفس الأسلوب الذي تدربوا عليه قبل لقاء الوصل. ورأى العنبري أن أهم ما ميز الشارقة الروح القتالية، وامتلاكهم المهارة الذهنية والفنية على مدار المباراة. واعتبر العنبري أن إشراك راموس فرضته ظروف اللقاء، حيث إن حمدان قاسم حصل على إنذار، وخط الدفاع تعرض لهجمات عدة، لذلك تكلم مع المدافع البرازيلي، وسأله إن كان بإمكانه اللعب بعدما ظل سابقاً كلاعب احتياطي خوفاً من تجدد إصابته في الرأس. وأكد العنبري أن مشاركة راموس شكلت إضافة كبرى ولاسيما أنه يملك خبرة كبرى، كما أشاد باللاعب حمد إبراهيم على الأداء المميز في المباراة دفاعاً وهجوماً ومساهمته الكبرى في سيطرة الملك على وسط الملعب. واعتبر مجدداً أن المطلوب في المرحلة المقبلة هو الحفاظ على هذه الروح، داعياً اللاعبين إلى الاستعداد لمرحلة أصعب تتطلب منهم الحفاظ على نفس الأداء الذي قدموه أمام الوصل. وتقدم العنبري أخيراً بالشكر إلى الشيخ أحمد بن عبد الله آل ثاني رئيس مجلس الإدارة على الثقة به، وعلى وقفته مع الفريق، كما شكر أعضاء مجلس إدارة النادي، واللاعبين على الرغبة في تغيير موقعهم في الترتيب، ولاسيما أنهم يعرفون أنه لا يتناسب مع إمكاناتهم الحقيقية. وكشف عبد العزيز العنبري أنه مدرب مؤقت لفريق الشارقة، مؤكداً أنه أحد أبناء النادي، ويسعى لرد الجميل له في أي موقع يتواجد فيه. كالديرون: جميعنانتحمل مسؤولية الخسارة لم يقدم الوصل نفس المستوى الذي كان عليه في المباريات الأخيرة ان كان في الدوري أو كأس الخليج العربي، حيث اكتفى بعشرين دقيقة ثم اختفى تماما عن المشهد، مع غياب لاعبيه المؤثرين ولاسيما البرتغالي هوغو فيانا عن التأثير في اللقاء، وكذلك الأمر بالنسبة لإدغار وكايو حيث كانا أشبه بضيفي شرف ولم يشكلا أي خطورة تذكر. وقال الأرجنتيني كالديرون ان أحد أسباب الخسارة هو بطء خط الدفاع أمام هجوم الشارقة السريع، كما ان الفريق ككل تراجع بعدما قدم 30 دقيقة جيدة كان خلالها باستطاعته تسجيل أكثر من الهدف الذي بقي متقدماً به حتى الدقيقة 60. وأكد كالديرون ان الكل يتحمل مسؤولية الخسارة بمن فيهم هو، معتبراً إنه يجب النظر إلى الأمام ولاسيما ان الفريق تنتظره مباريات مهمة.
مشاركة :