الـ"سي.آي.أي" تحذر من استخدام روسيا لسلاح نووي تكتيكي في أوكرانيا

  • 4/15/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر مدير وكالة المخابرات المركزية "سي.آي.أي" وليام بيرنز الخميس أن انتكاسات روسيا العسكرية في أوكرانيا قد تدفع الرئيس فلاديمير بوتين إلى استخدام سلاح نووي تكتيكي أو منخفض القوة. وقال بيرنز في كلمة ألقاها في أتلانتا "نظرا إلى إمكان إصابة الرئيس بوتين والقيادة الروسية بيأس محتمل، وإلى الانتكاسات العسكرية التي يواجهونها حتى الآن، لا يمكن لأي منا التعامل باستخفاف مع التهديد الذي يمثله اللجوء المحتمل إلى أسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة نووية منخفضة القوة". وكان الكرملين أعلن عن وضع القوات النووية الروسية في حالة تأهب قصوى بعيد بدء غزو أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير، لكن الولايات المتحدة لم تر "أدلة عملية" كثيرة على عمليات نشر فعلية لهذه الأسلحة من شأنها التسبب بالمزيد من القلق، وفق ما أضاف بيرنز خلال حديثه أمام طلاب في جامعة جورجيا. وتابع بيرنز "نحن قلقون جدا بالتأكيد. أعلم أن الرئيس بايدن يشعر بقلق عميق بشأن تجنب حرب عالمية ثالثة، وتجنب العتبة التي يصبح فيها الصراع النووي ممكنا". وتمتلك روسيا الكثير من الأسلحة النووية التكتيكية، وهي أقل قوة من القنبلة التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية. وتتميز العقيدة العسكرية الروسية بمبدأ يسمى التصعيد من أجل خفض التصعيد، والذي قد يشمل شن ضربة أولى بسلاح نووي منخفض القوة لاستعادة المبادرة، إذا سارت الأمور على نحو سيّء في صراع تقليدي مع الغرب. لكن في ظل هذه الفرضية "سيتدخل حلف شمال الأطلسي عسكريا على الأرض في أوكرانيا في سياق هذا الصراع. وكما أوضح الرئيس بايدن بشكل جلي، هذا أمر مرجح"، حسب بيرنز. ومتذكرا عمله سفيرا للولايات المتحدة لدى روسيا، وجه بيرنز كلمات قاسية جدا لبوتين، واصفا إياه بـ"رسول الثأر" الذي وقف على مر السنين وسط "مزيج قابل للاشتعال من التظلم والطموح وعدم الأمان". والخميس غرقت البارجة الروسية موسكفا في البحر الأسود بسبب حريق عرضي حسب موسكو، وبعد إصابتها بصاروخ أوكراني بحسب كييف، في انتكاسة كبيرة لروسيا تثير مخاوف من تصاعد النزاع، بينما تتهم موسكو كييف بقصف قرى على أراضيها. وقالت وزارة الدفاع الروسية مساء الخميس "أثناء سحب الطراد موسكفا إلى ميناء الوصول، فقدت السفينة استقرارها بسبب الأضرار التي لحقت بهيكلها في الحريق بعد انفجار الذخيرة". وأضافت أن "السفينة غرقت في البحر الهائج". وكانت الوزارة ذكرت أنه "تم احتواء" النيران على متن السفينة وأنها "حافظت على قدرتها على الطفو"، مؤكدة أنها تحقق في أسباب الحادث. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" جون كيربي الخميس إن خسارة سفينة القيادة هذه "ضربة قاسية" للأسطول الروسي في المنطقة، وتؤدي إلى "عواقب على" قدراتهم القتالية لأنها "عنصر أساسي في جهودهم لفرض هيمنة بحرية في البحر الأسود". وكتب المتحدث باسم الإدارة العسكرية لمنطقة أوديسا سيرغي براتشوك على تطبيق تلغرام أن "موسكفا" كانت "تؤمن الغطاء الجوي للسفن الأخرى خلال عملياتها، لاسيما قصف الساحل ومناورات الإنزال". وقال حاكم منطقة أوديسا الأوكراني ماكسيم مارشينكو إن القوات المسلحة الأوكرانية قصفت "موسكفا" بصواريخ "نبتون" أوكرانية الصنع، ما ألحق "أضرارا كبيرة" بالسفينة. ويشكل غرق السفينة الحربية انتكاسة كبيرة لروسيا أيا تكن أسبابه. وتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالته المسائية عبر الفيديو عن الأوكرانيين "الذين أظهروا أن السفن الروسية لا يمكن إلا أن تذهب إلى القاع". وحذّر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي.آي.أي" وليام بيرنز الخميس من أن الانتكاسات العسكرية في أوكرانيا قد تدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اللجوء إلى سلاح نووي تكتيكي أو منخفض القدرة في ذلك البلد. لكنه شدد على أنه "لم نشهد في الواقع أي إشارات ملموسة مثل عمليات انتشار أو إجراءات يمكن أن تزيد من مخاوفنا". وصوت البرلمان الأوكراني الخميس على قرار يصف الهجوم الروسي بأنه "إبادة جماعية". وينص القرار على أن "تحركات روسيا تهدف إلى إبادة الشعب الأوكراني بطريقة منهجية وحرمانه من حق تقرير المصير وتنمية مستقلة". واتهمت روسيا، في المقابل، أوكرانيا بقصف قرى حدودية روسية. وأكدت لجنة التحقيق الروسية أن مروحيتين أوكرانيتين "مزودتين بأسلحة ثقيلة" دخلتا روسيا، وشنتا "ست غارات على الأقل على مبان سكنية في قرية "كليموفو" في منطقة بريانسك. وأضافت أن "سبعة أشخاص بينهم طفل أصيبوا بجروح "متفاوتة الخطورة"، في اتهامات لا يمكن التحقق من صحتها من مصدر مستقل. لكن مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني نفى هذه المعلومات، واتهم الاستخبارات الروسية بشن "هجمات إرهابية" في المنطقة الحدودية لتأجيج "الهستيريا المناهضة لأوكرانيا". وهددت روسيا التي لم يبدأ هجومها المكثف في دونباس وتسعى إلى السيطرة الكاملة على ميناء ماريوبول الاستراتيجي في بحر آزوف، بضرب "مراكز صنع القرار" في كييف. وقال إيغور كوناشينكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، "نشهد محاولات تخريب وضربات من قبل القوات الأوكرانية على أهداف في أراضي الاتحاد الروسي". وحذّر من أنه "إذا استمرت مثل هذه الحوادث فسيوجه الجيش الروسي ضربات على مراكز صنع القرار بما في ذلك في كييف، وهو ما امتنع الجيش الروسي عن القيام به حتى الآن". Thumbnail وبقي الرئيس زيلينسكي منذ بداية الحرب متحصنا مع إدارته في وسط العاصمة، مطالبا الغرب بلا توقف بتسليمه أسلحة ثقيلة تنقصه لمقاومة القوة النارية للروس. وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الخميس إن "روسيا جلبت الآلاف من الدبابات وقطع المدفعية وجميع أنواع الأسلحة الثقيلة إلى المنطقة، على أمل سحق جيشنا". وبعد رفضه أولا، وافق الرئيس الأميركي جو بايدن على الطلب الأوكراني الأربعاء ووعد بمساعدة عسكرية جديدة ضخمة بقيمة 800 مليون دولار، تشمل مدرعات ومدافع بعيدة المدى. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي انتقده زيلينسكي لرفضه تأييد عبارة "إبادة جماعية" التي استخدمها جو بايدن لتبرير مساعدته العسكرية، إن "الدول التي تعتبر أنها إبادة جماعية يجب عليها بموجب الاتفاقات الدولية أن تتدخل". وأضاف الرئيس الفرنسي "هل هذا ما يريده الناس؟ لا أعتقد ذلك". وميدانيا، في ماريوبول (جنوب شرق) سجلت أكبر الخسائر البشرية لهذه الحرب. وتحدثت السلطات الأوكرانية عن مقتل نحو عشرين ألف شخص. وتشير غالينا فاسيليفا (78 عاما)، إلى أن مبنى من تسعة طوابق احترق بالكامل. وقالت "انظر إلى مبانينا الجميلة!". وأضافت هذه المتقاعدة التي كانت تقف في طابور أمام شاحنة للانفصاليين الموالين لروسيا يوزعون مساعدات إنسانية "الناس تفحموا داخل المبنى". وتعرضت المدينة الساحلية المنكوبة لعمليات قصف دمرت البنية التحتية ومنازل نصف مليون شخص كانوا يعيشون هناك، عندما أطلق بوتين الغزو في الرابع والعشرين من فبراير. واليوم وبعد أكثر من أربعين يوما، يقتصر القتال على المنطقة الصناعية الشاسعة بالقرب من شاطئ البحر، حيث فرضت القوات الروسية وحلفاؤها الانفصاليون في دونيتسك حصارهم الرهيب ثم شددوه تدريجيا. وسيسمح استيلاء الروس على هذه المدينة بتعزيز مكاسبهم في المنطقة عبر ربط منطقة دونباس، التي يسيطر عليها جزئيا الانفصاليون الموالون لروسيا منذ 2014، بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في السنة نفسها. كما يستمر القصف في الجزء الشرقي من أوكرانيا. وبحسب حاكم المنطقة، قُتل أكثر من 500 مدني بينهم 24 طفلا في منطقة خاركيف (شمال شرق) منذ بدء الغزو الروسي. ويقول محللون إن الرئيس الروسي الذي يواجه مقاومة أوكرانية شرسة يريد تحقيق نصر في دونباس، قبل العرض العسكري في التاسع من مايو في الساحة الحمراء في ذكرى انتصار السوفيات على النازيين في 1945.

مشاركة :