قالت منظمة الصحة العالمية إنه مع استمرار تطور فايروس كورونا لا يمكن إغفال المتحورات الناتجة عنه، محذرة من أن انخفاض أعداد الحالات والوفيات لا يعني بالضرورة أن "المخاطر أقل". وقد شهد الأسبوع الماضي أقل عدد لوفيات كورونا منذ الأيام الأولى للجائحة، لكن بعض البلدان لا تزال تشهد “ارتفاعات خطيرة” تضغط على القطاع الصحي. ونقل موقع أخبار الأمم المتحدة عن مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قوله إن "قدرتنا على مراقبة الاتجاهات معرضة للخطر إذ تقلصت الاختبارات بشكل كبير". وكرر المدير العام أن معدلات أعلى من الاختبار والتسلسل ضرورية للعلماء ليتبعوا المتحورات الحالية ويحددوا المتحورات الجديدة عند ظهورها. وأضاف "في الوقت الحالي هناك عدد من سلالات أوميكرون الفرعية التي نتابعها عن كثب". وقالت ماريا فان كيركوف القائدة الفنية لكورونا في برنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية "هناك أقل من 200 تسلسل متاح حتى الآن ونتوقع أن يتغير هذا (..) نحن نتتبع الفايروس عن كثب لمعرفة ما إذا كان هناك أي زيادة في اكتشاف الحالات، ولكننا لم نشهد أي تغيير في علم الأوبئة لهذا الفايروس أو خطورته". وقالت منظمة الصحة العالمية إن إجمالي عدد الأشخاص الذين أصيبوا بشكل مؤكد بفايروس كورونا بلغ أكثر من 500 مليون شخص. الأسبوع الماضي شهد أقل عدد لوفيات كورونا منذ الأيام الأولى للجائحة، لكن بعض البلدان لا تزال تشهد ارتفاعات خطيرة ويشار إلى أنه على مستوى العالم، وبحلول مساء الخميس كان هناك 500.19 مليون حالة إصابة مؤكدة بكوفيد – 19 من بينهم 6.19 مليون وفاة تم إبلاغ المنظمة بها، وفقا للمنظمة. ومنذ ظهور فايروس كورونا في نهاية عام 2019، فإن غالبية الإصابات المسجلة كانت في أوروبا (206.5 مليون شخص) وفي أميركا (151.7 مليون إصابة). ومن ناحية أخرى فإن أفريقيا أحصت فقط حوالي 2 في المئة من إجمالي الحالات عالميا. ومع ذلك تشتبه منظمة الصحة العالمية في أن هناك عددا كبيرا من الحالات لم يتم الإبلاغ عنها في هذه القارة. ووفقا للمنظمة فإن عدد الأشخاص المصابين فعليا يساوي ما يصل إلى 97 مرة الرقم المعروف. وفي إطار العمل المستمر على ترصّد المتحورات الذي يضطلع به فريق المنظمة الاستشاري التقني المعني بتطور فايروس كورونا، اجتمع الفريق لمناقشة آخر البيّنات بشأن متحور أوميكرون المثير للقلق، بما يشمل سلالتيه الفرعيتين بي.أي 1 وبي.أي 2. واستنادا إلى البيانات المتاحة عن جوانب الانتقال والوخامة وتكرار الإصابة بالعدوى والتشخيص والعلاج وتأثير اللقاحات، أكّد الفريق الإبقاء على تصنيف السلالة الفرعية بي.أي 2 على أنها أوميكرون. وشدّد الفريق على ضرورة مواصلة رصد السلالة الفرعية بي.أي 2 من جانب سلطات الصحة العامة بوصفها سلاسة فرعية قائمة بذاتها لمتحور أوميكرون. ويجدر الذكر أن متحور أوميكرون المثير للقلق هو المتحور الذي هيمن على الصعيد العالمي، حيث يكاد يستأثر بجميع المتواليات المسجلة في قاعدة البيانات العالمية لتبادل جميع بيانات الإنفلونزا. ويتألف متحور أوميكرون من عدة سلالات فرعية تخضع كل سلالة منها لرصد المنظمة وشركائها. وتعدّ السلالات "بي.أي 1 وبي.أي 1 – 1 (أو الزمرة نكستستراين 21 – ك ونكستستراين 21 – ل بي.أي 2) الأكثر شيوعاً من بين هذه السلالات الفرعية. متحور أوميكرون المثير للقلق هو المتحور الذي هيمن على الصعيد العالمي، حيث يكاد يستأثر بجميع المتواليات المسجلة في قاعدة البيانات العالمية وتُجرى دراسات لتقييم خطر تكرار الإصابة بالعدوى بسلالة بي.أي 2 مقارنةً بسلالة بي.أي 1، حيث وُثقت حالات تكرار الإصابة بعدوى بي.أي 2 بعد الإصابة بعدوى بي.أي 1، غير أن البيانات الأولية لدراسات تكرار الإصابة بالعدوى على مستوى السكان تشير إلى أن الإصابة بعدوى السلالة بي.أي 1 توفر حماية أقوى من الإصابة بعدوى السلالة بي.أي 2، على الأقل خلال الفترة المحدودة التي تغطيها البيانات. ورصدت إنجلترا ما يزيد على ألف حالة إصابة مؤكدة بالسلالة بي.أي 2، بحسب وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة. وصنفت السلطات الصحية البريطانية الإصابات تحت مسمى "متحور قيد الدراسة"، مما يعني أنها تراقب عن كثب ولكن لا تستشعر القلق الشديد. كما تزايدت الإصابات بالسلالة بي.أي 2 في ألمانيا بوتيرة أسرع من السلالة بي.أي 2 ودلتا بحسب ميرا تشاند مديرة مكافحة كوفيد – 19 في وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة. وخلصت دراسة أجراها معهد ستاتينس سيرام الدنماركي شملت 8500 أسرة و18 ألف شخص إلى أن السلالة بي.أي 2 أكثر قدرة على الانتقال بشكل كبير مقارنة بالسلالة بي.أي 1. وقالت الدراسة إن السلالة أكثر انتقالا مقارنة بالمتحورات السابقة من حيث إصابة الأفراد الذين حصلوا على اللقاح أو حصلوا على جرعات معززة، على الرغم من أن الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح كانوا أقل عرضة لنقلها.
مشاركة :