البنتاجون: غرق الطراد "موسكفا" قد يقلص انخراط البحرية الروسية على الساحة الأوكرانية

  • 4/16/2022
  • 00:43
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أمس إن الطراد الروسي موسكفا أغرق بصاروخين أوكرانيين مؤكدا أنها "ضربة قاسية" لروسيا، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه لمجموعة من الصحافيين "نعتقد أنهم ضربوها بصاروخي نبتون"، نافيا بالتالي رواية موسكو التي تؤكد أن بارجتها الرئيسة في أسطول البحر الأسود "تضررت بشدة" جراء حريق. لكن المسؤول الأمريكي لم يؤكد صحة معلومات أشارت إلى أن الجيش الأوكراني أربك دفاعات موسكفا بطائرة مسيرة من جهة، فيما ضربها من الأخرى بصواريخ نبتون. وتابع: "نعتقد أن هناك ضحايا سقطوا، لكن من الصعب معرفة عددهم" مشيرا إلى أن الولايات المتحدة رصدت ناجين انتشلتهم سفن روسية أخرى. وقال "إنها ضربة قاسية لها رمزيتها"، معتبرا أن خسارة روسيا أحد طراداتها الثلاثة من طراز سلافا "يوجد فراغا على صعيد القدرات العسكرية" في جنوب أوكرانيا التي قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعلها محور العمليات العسكرية المقبلة. وأوضح أن تركيا بموجب اتفاقية مونترو "تمنع السفن الحربية من دخول البحر الأسود، ولن يكون بمقدورهم (الروس) أن يستبدلوا البارجة بأخرى من طراز سلافا". وتتحكم أنقرة في الوصول إلى البحر الأسود من خلال معاهدة مونترو الموقعة عام 1936 التي تضمن حرية إبحار السفن التجارية في وقت السلم وتمنحها حق منع السفن الحربية من عبور مضيقي البوسفور والدردنيل في حال النزاع، ولا سيما إذا كانت تركيا نفسها مهددة أو إذا كانت هذه السفن عائدة إلى قواعدها. وعد المسؤول الأمريكي أن غرق الطراد الروسي قد يدفع البحرية الروسية إلى توخي مزيد من الحذر وإلى تقليص انخراطها على الساحة الأوكرانية. وطردت روسيا 18 دبلوماسيا من بعثة الاتحاد الأوروبي في موسكو، في رد انتقامي لطرد سابق لمبعوثين روس لدى التكتل الأوروبي، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس، إن الاتحاد الأوروبي يدمر باستمرار بنية الحوار والتعاون الثنائي الذي نشأ طوال عقود. وتأتي الأنباء بعدما أعلنت بروكسل أن 19 مسؤولا في البعثة الدائمة لروسيا لدى الاتحاد الأوروبي غير مرغوب فيهم، متهمة إياهم بالقيام بأنشطة تخالف وضعهم الدبلوماسي. كما طرد عدد كبير من دول الاتحاد الأوروبي دبلوماسيين روس خلال الأسابيع القليلة الماضية. وندد الاتحاد الأوروبي في بيان بقرار روسيا باعتباره خطوة انتقامية بحتة. وجاء في البيان الذي أصدره المتحدث باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي بيتر ستانو إن "مسار العمل الذي اختارته روسيا سيزيد من تعميق عزلتها الدولية بشكل أكبر". وفي وقت سابق، أمرت مقدونيا الشمالية ستة دبلوماسيين روس بمغادرة البلاد. وقالت الوزارة في بيان: وفقا للمعلومات الواردة من السلطات المختصة، فإن الدبلوماسيين الروس الستة المعنيين يشاركون في أنشطة تتعارض واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، وإنه يتعين مغادرتهم أراضي مقدونيا الشمالية في غضون الأيام الخمسة المقبلة. وهذه هي المرة الثانية التي يصدر فيها أمر للدبلوماسيين الروس بمغادرة مقدونيا الشمالية منذ بدء الحرب في 24 شباط (فبراير) الماضي، حيث كانت المرة السابقة من عمليات الطرد في 28 آذار (مارس) الماضي. وطالبت الأمم المتحدة أمس بإفساح المجال لها للوصول إلى الأوكرانيين العالقين في مناطق القتال، محذرة من أن المحاصرين يموتون جوعا. ويفيد برنامج الأغذية العالمي الذي يدير عمليات لتوزيع المساعدات في أوكرانيا منذ بدء الحرب أنه أوصل مساعدات غذائية إلى 1.4 مليون شخص، ولم يسمح له بالوصول إلى مناطق القتال، بما في ذلك مدينة ماريوبول الساحلية في الجنوب التي يحاصرها الجيش الروسي وميكولايف الواقعة شرق أوديسا. وقال ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي في بيان "ندعو الجميع لتمكيننا من الوصول إلى الناس في المدن المحاصرة". وأضاف "معاناة الناس من الدمار الناتج عن الحرب في كفة، وتجويعهم حتى الموت في كفة أخرى". وأفاد برنامج الأغذية العالمي بأنه يستعد لإيصال الغذاء إلى 2.3 مليون شخص الشهر الجاري، لكنه يحتاج إلى ممرات آمنة. وتوزع الوكالة الغذاء على سكان المناطق المحيطة بكييف التي انسحب منها الجيش الروسي على غرار بوتشا وإربين. ونزح أكثر من سبعة ملايين شخص داخل أوكرانيا فيما انهارت سلاسل الإمداد التي تزود السكان بالغذاء في عديد من المناطق، بحسب الوكالة. وفر أكثر من خمسة ملايين شخص من أوكرانيا، من بينهم 4.8 مليون أوكراني، بعد 51 يوما على بدء الغزو الروسي في 24 شباط (فبراير)، وفق تعداد مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. وأحصت المفوضية 4796245 لاجئا أوكرانيا حتى أمس بزيادة 59774 شخصا عن آخر حصيلة نشرت أمس الأول. وفر نحو 215 ألف شخص غير أوكراني من البلاد ويواجهون أحيانا صعوبات في العودة إلى بلدانهم الأم، بحسب المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة. ولم تشهد أوروبا مثل هذا التدفق للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. وتشكل النساء والأطفال نحو 90 في المائة من الذين فروا من أوكرانيا، في حين لا تسمح السلطات الأوكرانية بمغادرة الرجال في سن القتال. وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين داخل أوكرانيا بنحو 7.1 مليون، بحسب آخر تعداد صادر عن المنظمة في 5 نيسان (أبريل) الجاري. واضطر نحو 12 مليون شخص، أي أكثر من ربع السكان، إلى مغادرة منازلهم إما عن طريق عبور الحدود بحثا عن ملجأ في البلدان المجاورة وإما سعيا إلى ملاذ آمن آخر في أوكرانيا.

مشاركة :