جدل بشأن دخول قوات تركية إلى أراض عراقية

  • 12/6/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تواصل الجدل حول دخول قوات تركية إلى الأراضي العراقية، واستدعى مواقف من الرئيس العراقي فؤاد معصوم والحكومة الاتحادية وصفت خطوة أنقرة في الموصل بـالانتهاك للقوانين الدولية، فيما أعلنت وزارة الدفاع العراقية انسحاب القوات التركية الى الموصل، صباح أمس. وفي رد فعل تركي، نفت أنقرة أن تكون قد وسعت عملياتها العسكرية في شمال العراق بعد أن نشرت جنودا بالقرب من منطقة يسيطر عليها تنظيم داعش. وقال رئيس الوزراء احمد داود اوغلو في كلمة متلفزة ان معسكر بعشيقة على بعد 30 كلم شمال شرق الموصل، هو معسكر تدريبي أقيم لدعم قوات المتطوعين المحلية التي تقاتل الارهاب، نافيا التقارير بان نشر القوات هو تمهيد لشن عملية برية ضد تنظيم داعش. ومن جهته، أكد مصدر عسكري مطلع في قوات البشمركة الكردية أن القوات التركية المرابطة في جبل بعشيقة شمال العراق لا يتجاوز قوامها 150 عنصرا. وأضاف المصدر أن تلك القوات التركية كانت موجودة في المنطقة لكن بعدد قليل منذ أشهر. وأوضح أنها دخلت الإقليم بطلب من محافظ الموصل السابق أثيل النجيفي لتدريب قوات الحشد الوطني، وأنها عبارة عن مجموعة من الضباط والمدربين ومعهم بعض العربات المصفحة وليست قوة ضاربة. وكانت مصادر أمنية تركية قد أعلنت أن مئات من العسكريين الأتراك وصلوا إلى محافظة نينوى، مساء الجمعة. وأضافت المصادر أن تلك القوات تقوم بعمليات تدريب دورية في قضاء الموصل، مشيرة إلى أن الدول الأعضاء في التحالف الدولي الذي يقصف تنظيم داعش على علم بهذا التحرك. لكن مسؤولاً عسكريا أميركيا قال إن هذا التحرك العسكري التركي لا يدخل ضمن إطار التحالف الدولي ضد تنظيم داعش. فيما طالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في وقت سابق القوات التركية بالانسحاب فورا، معتبراً الخطوة التركية التي تمت بدون موافقة حكومة بغداد انتهاكا للقوانين والأعراف الدولية. انتهاك وفي أحدث ردة فعل عراقية، وصف الرئيس العراقي فؤاد معصوم أمس نشر مئات من القوات التركية قرب مدينة الموصل العراقية الشمالية بأنه يمثل انتهاكا للأعراف والقوانين الدولية، وقال إن هذا الأمر سيزيد التوترات الإقليمية. ودعا في بيان بث على الانترنت تركيا إلى سحب القوات وطلب من وزارة الخارجية العراقية اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية سيادة واستقلال البلاد. نينوى تنفي ومن جهته، نفى قائد عمليات نينوى وصول أي قطعات أو وحدات تركية للمشاركة في تحرير مدينة الموصل. وقال اللواء نجم الجبوري ان الموجودين هم من المدربين الاتراك، وبأعداد قليلة جدا لم تتجاوز الـ100 مدرب وهم متواجدون من أجل تدريب القوات الأمنية التي ستشارك بعملية تحرير الموصل، نافيا وجود أي قطعات عسكرية تركية في معسكرات التحرير بالموصل. وكان الناطق باسم الحشد الوطني في نينوى قد أعلن في وقت سابق عن وصول ثلاثة أفواج قتالية تركية الى معسكر زيلكان التابع للحشد شمال الموصل وتجهيزهم بكافة الآليات ومدرعات ومدفعية وانضمامهم إلى الحشد في المعسكر، المتكون من قرابة 1200 مقاتل محلي يتلقون التدريبات منذ أشهر. وأوضح الجبوري ان التدريبات جرت في مقر قيادة عمليات نينوى بقضاء مخمور جنوب شرق الموصل على يد قوات التحالف الدولي، وتم تجهيز القوة بأسلحة ومعدات أميركية. وأضاف أن المتدربين تلقوا تدريبات على الانزال الجوي وحرب الشوارع والقتال الأعزل والتعامل مع الحالات الانسانية. ردود فعل وفي ردود فعل القوى العراقية، وصف قيادي بارز في التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر دخول قوات عسكرية تركية إلى الأراضي العراقية بأنه يمثل خرقاً واضحاً لسيادة العراق كدولة. وقال القيادي بهاء الأعرجي في بيان صحفي إن دخول هذه القوات لا يكون دون إيعاز من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، الذي تقف تركيا موقف الداعم له والمدافع عن سياساته، لا سيما بعد دخول الترسانة العسكرية الروسية إلى المنطقة. ولذا فإن العراق لا بد له أن يحسم أمره بتجنب الخوض في غمار حرب المحاور، وإبعاد أراضيه عن أي تدخل أجنبي من الممكن وقوعه مستقبلاً. انسحاب تركي وإلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن انسحاب القوات التركية التي دخلت الجمعة الى الموصل. وقال الناطق المدني للوزارة د. نصير نوري في تصريح صحافي أمس، ان القوات التركية التي دخلت الى معسكر الزلكان، وقوامها ما يقارب ألف جندي مع عدد من الدبابات والمدرعات، انسحبت صباح السبت عائدة الى الحدود التركية. واشنطن: لم نتفق مع بغداد بعد على تفاصيل دور القوة الجديدة أعلن مسؤولون أميركيون ان الولايات المتحدة لم تتفق مع بغداد بعد على تفاصيل مهمة تحكم دور وحدة جديدة من القوات الأميركية الخاصة تهدف إلى ملاحقة تنظيم داعش. ونقلت رويترز عن المسؤولين قولهم إن القوة كانت محل نقاش وتنسيق مع رئيس الوزراء حيدر العبادي. وتابعوا إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تعتزم إرسال فريق إلى بغداد في الأسابيع المقبلة للاتفاق على التفاصيل مع حكومة العراق. وشدد مسؤولون أميركيون على أنه لن تكون هناك عمليات عسكرية أميركية من جانب واحد في العراق على النقيض من سوريا، لافتين إلى أن المبدأ الأساسي لنا في هذا الأمر برمته هو أن أي شيء نقوم به سيتم بموافقة وتنسيق كاملين مع الحكومة العراقية. يذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اعتبر، الخميس، أن إرسال الولايات المتحدة مزيدا من القوات لمحاربة تنظيم داعش في العراق لا يعني أنه سيسير على نهج الغزو الأميركي للعراق في 2003. وقال أوباما في مقابلة مع شبكة سي.بي.اس: لن نشرع في غزو بالعراق أو سوريا على غرار غزو العراق بإرسال كتائب تتحرك عبر الصحراء. وأضاف لكني أبدي وضوحا شديدا في أننا سنضيق الخناق دوماً على تنظيم داعش وسندمرها في النهاية وهذا يتطلب منا توفير مكون عسكري لفعل ذلك. هذا في حين رفض رئيس الوزراء حيدر العبادي، الخميس، إرسال أية قوات برية أجنبية إلى العراق، مؤكدا أن حكومته لم تطلب ذلك من أية جهة سواء إقليمية أو دولية، فيما أشار إلى أن العراق سيعد ذلك عملا معادياً ويتعامل معه على هذا الأساس. وقال في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي إن الحكومة العراقية ملتزمة بعدم السماح بتواجد أية قوة برية على أرض العراق، ولم تطلب من أية جهة سواء إقليمية أو من التحالف الدولي إرسال قوات برية إلى البلاد، مجدداً تأكيده على عدم حاجة العراق إلى قوات برية أجنبية.

مشاركة :