أبو الجدائل يأخذنا في جولة مع أسواق جدة برمضان قبل 50 عامًا

  • 4/16/2022
  • 16:34
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

روى المهتم بتاريخ مدينة جدة خالد صلاح أبوالجدائل، تفاصيل تتعلق بأسواق مدينة جدة التاريخية، وكيف كانت تبدو في عصاري أيام شهر رمضان المبارك قبل 50 عامًا وكيف استطاع المتسوق في ذلك الزمان الحصول على كافة متطلباته. وقال "أبو الجدائل": تبدو هذه الأسواق متقاربة ومتجاورة وتتصل بعضها ببعض، فالزائر لجدة التاريخية لا يشعر بأنه انتقل من سوق إلى آخر ومنها سوق برا الذي تأسس عام ١٢٢٠ه،ـ وهو ما يعرف منذ عقود بسوق باب مكة، واشتهر قديمًا بسوق برا لأنه كان خارج سور مدينة جدة، حيث تباع فيه اللحوم بأنواعها الجملي والضاني والبقري، والدواجن ومنتجاتها، والخضار والفواكه التي كانت يصل بعضها إلى أسواق جدة من وادي فاطمة و مدينة الطائف ومتاجر باعة الأجبان والزيتون والحبوب والمعلبات الغذائية. وأضاف: تظهر هذه المتاجر في واجهات محلاتها المنتجات الخاصة بالشهر الفضيل، ولا تكتفي بذلك بل تعد بسطات خارجية لبيع الخبز والسحيرة (الشريك) وتجد بسطات أخرى لبيع رقاق السمبوسك وعجينة الكنافة الناعمة والجبن البلدي. وأردف: هناك بسطات لبيع الأكلات الجاهزة مثل السمبوسك والمقلية (وهي أكلة شعبية مكونها الأساسي الحمص أو الفول، كانت تعرف قبل الطعمية أو الفلافل)، وكان يوجد محل فول بالقرب من دكاكين بيع السمن البلدي، من أبرز الباعة فيه العم عبدالقادر أبو الحمائل وباسماعيل، ويوجد محل أبوعوف للمطبق تحول فيما بعد إلى دكان بيع اللحوم البقري، ودكان العم عليان لبيع الدجاج والبيض البلدي. وتابع: في دكاكين مدرسة الفلاح الابتدائية من الناحية الشرقية؛ توجد دكاكين مطاحن الحبوب وباعة بعض الأواني المنزلية، منهم العم يوسف رجب ثم أنشئت عمارة الموصلي وأصبحت من ضمنها مجموعة من الدكاكين لبيع الحبوب الغذائية واحتياجات المنازل من المواد المساندة، والصيدليات التي تعلوها بعض العيادات الطبية مثل عيادة الدكتور البحراوي لطب العيون والدكتور محمد أسعد وغيرهما، وكانت العمارة في السابق عبارة عن فيلا سكنية. وقال "أبو الجدائل": أنشئت دكاكين العم عبدالله الحسون الشهير بالشرقي التي كانت مركزاً لكثير من خياطي الملابس وبجوارهم عمارة تطل على الشارع بها عيادة الدكتور سليمان فقيها قبل تأسيس المستشفى في حي الحمرا، وتجد بعض دكاكين باعة الطلاء حيث تزداد الحركة لديهم في شهر رمضان فبعض الأسر تستحسن طلاء منازلها قبل دخول عيد الفطر. وأشار إلى أنه يوجد بائع الفول النابت بجوار دكان عم مفرج بطيش. وأضاف: إذا اتجهت في سوق باب مكة نحو الجنوب على يسار الذاهب نحو الغرب؛ ستجد نفسك أمام باعة التمور الذين تنشط حركة البيع لديهم في شهر رمضان عن الأشهر الأخرى، نظرًا لكثرة استخدام التمور على وجبة الإفطار، والحبوب الغذائية والفحم ثم حلقة الحمام والطيور بجوار أملاك عزايه ومسجد البقصماتي، وفي هذا السوق يكثر حمّال الزنبيل (زنبيل المقاضي) فمجرد أن يصل رب الأسرة إلى السوق تجد حامل الزنبيل أتى إليه خصوصًا إذا كان يعرفه سابقًا. وأردف: أما اذا اتجهت نحو الغرب مباشرة دون الذهاب نحو الجنوب؛ فستجد نفسك قد دخلت إلى حدود سور جدة تجد محلات باعة الملابس الداخلية وبعض الخياطين ودكان باصفار لبيع الحبوب الغذائية، وتنشط بعض هذه الدكاكين في مواسم المدارس في بيع أنواع الشنط وخصوصًا مع ظهور استخدام شنط أو حقائب السمسونايت، تمر بشارع العيدروس لتجد على يمينك وأمامك باعة الأحذية وإذا اتجهت جنوبًا تجد حلقة بيع الأغنام. وتابع: أما إذا اتجهت يسارًا؛ فتجد أمامك بوابة مدرسة الفلاح الابتدائية. وقال "أبو الجدائل": هنا أنت أمام خيارين إما أن تدخل سوق البدو أو تذهب إلى سوق العلوي، فإذا دخلت سوق البدو وهو ما كان يعرف قديمًا بحارة الباب نسبة إلى باب مكة، وهذا السوق ضمن محلة المظلوم وامتداده سوق الجامع نسبة لجامع (مسجد) الشافعي. وأضاف: هذا السوق يهتم ببيع المنتجات التي تخص أهل البادية الكرام ثم باعة الأقمشة وفي التسعينات افتتح في امتداد هذا السوق محلات لبيع الذهب وتجد هذا السوق تزداد الحركة به في شهر رمضان، فهناك من يريد أن يشتري ذهبًا تحضيرًا لمناسبة بعد العيد أو استبدال القديم بشيء أحدث، وكما تجد باعة الفضيات من أساور وتعليقات وخلاخيل وحلقان وخواتم وغيرها، فهذه المنتجات لها عشاقها ويزداد الطلب عليها في شهر رمضان. وأردف: كانت في السوق بعض محلات تلميع الأواني النحاسية والفضية وإصلاحها بالطرق التقليدية كذلك بعض الحجامين (من كلمة حجام وهو المعالج شعبي لإخراج الدم الفاسد بالطرق التقليدية القديمة). وتابع: سوق الجامع كان به بعض أفران العيش مثل فرن شعلان والصعيدي ومقهى شعبي وبعض الدكاكين وفي فترات سابقة كان به بعض محلات الأكلات الشعبية كان اخرهم محمد قارورة لبيع التقاطيع. وقال "أبو الجدائل": إذا اتجهت نحو سوق العلوي الذي عرف بهذا الاسم نسبة إلى أبو بكر العلوي الذي كان ضريحه في جوار هذا السوق؛ ستجد دكاكين العطارة، كدكان الشلبي ودكان القمصاني ودكان باقبص وغيرهم وباعة الشنط الحديد والأواني المنزلية وبسطة عم عبدالله حلبة لبيع السمبوسك البلدي ومقهى وبعض باعة العطور والساعات والأحذية الزبيرية وبعض باعة الحليب منهم عم سعيد صبان بجوار مركز آل حبيب ريس في برحة نصيف. كان العم بكر حلواني الطباخ له بسطة بيع السمبوسك في محلة اليمن بجوار مطبخه في شهر رمضان. وأضاف: وإذا أردت أن تشتري بعض النقل (المكسرات) فما عليك إلا الذهلب إلى مقلى عم يعقوب سندي خلف سوق العلوي، ففي رمضان تحتاج ربة البيت إلى بعض المكسرات خصوصًا إذا قرب العيد لإعداد وتجهيز الدبيازة. وأردف: إذا اتجهت نحو الغرب مقابل مسجد المعمار؛ تجد سوق النورية الذي أنشئ في زمن قائمقام جدة نوري باشا ونسب إليه، وكان مكان هذا السوق مقام من يعرف (أبو حنة) قام بهدم المقام وأنشأ سوقًا خصص لبيع اللحوم والخضار. وتابع: خلال توجهك نحو الغرب؛ ستجد أمامك شارع الملك فيصل الذي اشتهر بشارع الذهب، وسمي بذلك نظرًا لتساقط بعض الجنيهات الذهبية من أحد المنازل أثناء شق الشارع عام ١٣٨١هـ، كما عرف بالشارع الجديد. وقال "أبو الجدائل": إذا اتجهت نحو الغرب؛ ستصل إلى سوق قابل وبجواره عدة أسواق منها شارع الصنيع وسوق الندى وسوق الخاسكية والسوق الكبير وشارع الملك عبدالعزيز. واختتم بالقول: هذه الأسواق مجتمعة تمثل مقرًا لمعظم العلامات التجارية في مختلف المجالات التجارية، بل هي القلب النابض للاقتصاد و التجارة والبنوك والصرافة، ومعظم أهالي جدة يشترون منه احتياجاتهم خلال شهر رمضان المبارك.

مشاركة :