وعد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين خلال يومين أو ثلاثة، وهو أحد الشروط التي تطالب بها القوى المعارضة، والقوى الدولية والاقليمية لإنجاح أي مبادرة لحل الأزمة السياسية في البلاد. وقال البرهان خلال إفطار رمضاني أول من أمس إنهم شرعوا في اتخاذ إجراءات إطلاق سراح المعتقلين لتهيئة المناخ للحوار «حتى يساهموا مع الآخرين في تحقيق الوفاق»، معلنا في الوقت ذاته استعداد الجيش للتنحي وتسليم السلطة للمدنيين حال حدوث توافق بين القوى السياسية. وأوضح البرهان أنه عقد اجتماعا مع النائب العام، ورئيس القضاء لدراسة الوضع القانوني للمعتقلين، وتسريع الإجراءات الخاصة بهم، مبرزا أنه وجه الأجهزة المختصة بمراجعة حالة الطوارئ، والإبقاء على بعض البنود التي تستهدف الأمن الوطني والاقتصاد. ويشدد تحالف المعارضة الرئيسي «قوى الحرية والتغير» على عدم الدخول في أي عملية سياسية ما لم يتحقق شرط إطلاق سراح المعتقلين السياسيين من قادة التحالف ولجان المقاومة، ورفع حالة الطوارئ، ووقف العنف والقتل ضد المتظاهرين السلميين. وتحتجز السلطات العسكرية منذ شهرين عضو مجلس رأس الدولة المقال، محمد الفكي سليمان، ووزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر يوسف، ومقرر لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو (حزيران) 1989 وجدي صالح، وأكثر من 200 من أعضاء لجان المقاومة. فيما ترى المعارضة أن البلاغات المدونة ضد المسؤولين في الحكومة المقالة من قبل الجيش، «كيد سياسي لا يقوم على أي سند قانوني». وألقت السلطات السودانية القبض على 18 من أعضاء لجنة تفكيك النظام المعزول، فيما تتحدث النيابة عن 204 من أوامر القبض في مواجهة آخرين. وكانت النيابة العامة قد دونت بلاغا في مواجهة أعضاء لجنة تفكيك النظام المعزول، تحت مادة 1من القانون الجنائي السوداني «خيانة الأمانة»، الشاكي فيها وزارة المالية السودانية. وفي 25 من أكتوبر الماضي استولى الجيش السوداني على السلطة بعد الإطاحة بالحكومة المدنية. من جهة ثانية، دعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، القوى السياسية والمجتمعية ولجان المقاومة بأسمائها المختلفة، وكل الفعاليات الوطنية وأهل الشأن من السودانيين لتقديم التنازلات، وتغليب المصلحة الوطنية من أجل تحقيق التراضي الوطني. وقال البرهان: «نريد للمرحلة الانتقالية أن تمر بسلام وتوافق وتراض بين الجميع». مشيرا إلى أهمية البحث عن الطريقة المثلى التي يتم بها إكمال هذه الفترة، إلى حين قيام انتخابات حرة ونزيهة، يختار فيها المواطن من يحكمه عبر التداول السلمي للسلطة. مؤكدا أن القوات المسلحة ليس لديها مانع في قبول أي مبادرات ورؤى مطروحة، كما دعا القوى الوطنية للتوافق والتراضي فيما بينها. وفي سياق ذلك، أقر البرهان بفشل الجميع في الفترة السابقة لإدارة المرحلة الانتقالية، وعدم تلبية طموحات المواطنين، وقال إن البلاد ظلت تعاني من التظاهرات والمسيرات، ومن المشاكل الاقتصادية والصراعات القبلية والتفلتات الأمنية. وترهن بعثة الأمم المتحدة في السودان «يونيتامس» بدء المحادثات بين الأطراف السودانية بوقف العنف والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وبإلغاء تدريجي لحالة الطوارئ الراهنة في البلد. وحذرت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي من خطورة الأوضاع في السودان، ودعت جميع الأطراف للدخول في مفاوضات لإيجاد حل عاجل للأزمة، بهدف تلافي مخاطر الانزلاق في صراعات وانقسامات تهدد البلاد.
مشاركة :