كتب أحمد الذهبة: عقد الاتحاد البحريني لكرة السلة اجتماعاً استثنائياً عاجلاً بعد انتهاء مباراة المنامة والمحرق الثانية في نهائي دوري زين، وذلك على خلفية الأحداث المؤسفة التي حصلت من فئة من جماهير الفريقين داخل وخارج صالة خليفة الرياضية والتي أدت إلى وقوع بعض الاشتباكات والإصابات استدعت تدخل رجال الأمن والإسعاف للتعامل معها. ولم ينتظر وليد العلوي وأعضاء مجلس إدارة اتحاد السلة اليوم التالي لعقد الاجتماع في مقر الاتحاد بأم الحصم إنما عقد الاجتماع مباشرة في منصة الشخصيات بصالة خليفة الرياضية ما يؤكد الأهمية البالغة للموضوع وحرص الاتحاد على إقامة فعالياته ضمن الإطار الرياضي بعيداً عن الأجواء الخارجة عن النص والتي تهدد سلامة الجميع خاصة أن في الصالة الكبار والصغار والعوائل. وأصدر اتحاد السلة في غضون أقل من ساعة على انتهاء المباراة بياناً عاجلاً استنكر فيه الأحداث التي صاحبت نهاية مباراة المنامة والمحرق والتي لا تمت للروح والأخلاق الرياضية بصلة وتسيء إلى سمعة الرياضة البحرينية. وأكد العلوي أن ما حصل مرفوض تماماً ولا يتماشى مع الأهداف التي تقام من أجلها مثل هذه التجمعات والأحداث الرياضية التنافسية، وتطرق إلى أن الاتحاد ماض في اتخاذ كل الإجراءات الخاصة التي من الممكن أن تقام فيها المباراة الفاصلة يوم الإثنين القادم في أجواء رياضية بعيدة عن كل ما يعكر الروح والأخلاق الرياضية، وأن مجلس الإدارة يدرس إقامة المباراة الفاصلة من دون حضور جماهيري كخيار من أجل سير الأمور بنظام وسلاسة وحفاظا على سلامة الجميع. وكانت صالة خليفة الرياضية قد سجلت الحضور الجماهيري الأكبر في الموسم وذلك في نهائي دوري زين الثاني الذي انتهى بفوز المنامة بنتيجة 87/73 ليتأجل الحسم إلى المواجهة الفاصلة يوم الاثنين القادم، حيث امتلأت جميع المقاعد للفريقين في منظر رياضي جميل افتقدناه في ملاعبنا في السنوات الأخيرة بسبب جائحة كورونا، ولكن من المؤسف ما شاهدناه من أحداث بعيدة عن الروح الرياضية والتي قد تؤدي إلى اللعب من دون جماهير كعقوبة لجماهير الفريقين، يضاف إلى ذلك احتمال صدور قرارات رادعة تتضمن غرامات مالية على الناديين وحرمان من الحضور الجماهيري ربما لأكثر من مباراة. يذكر أن اتحاد السلة قرر نقل المباريات في الأدوار النهائية إلى صالة خليفة الرياضية من أجل السماح لشريحة أكبر من الجماهير بالحضور والمشاهدة نظراً إلى القدرة الاستيعابية الأكبر لهذه الصالة مقارنة مع صالة زين في أم الحصم. الجدير بالذكر أن في الموسمين الماضيين وبسبب الجائحة ومنع الجماهير أقيمت جميع المباريات في صالة زين، ولكن في هذا الموسم ومع عودة الجماهير قرر الاتحاد الانتقال إلى الصالة الأكبر غير أن الأحداث الأخيرة قد تعيد النظر في هذا القرار بما يتناسب مع المصلحة العامة وسلامة الجميع وسمعة الرياضة البحرينية. وبالعودة إلى الوراء الجميع يتذكر الأسوار الحديدية في صالتي زين والجفير، وهي مازالت موجودة في صالة اليد وملاعب القدم، فيما تم إزالتها من صالة زين قبل مواسم قليلة بقرار شجاع من رئيس الاتحاد السابق سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة أسوة بما نراه في الملاعب الأوروبية، وقد سارت الأمور بشكل إيجابي وقدرت الجماهير هذه الثقة التي منحها إياهم سموه آنذاك ولم نر دخول الجماهير إلى أرضية الملعب أو مناوشات واشتباكات في المدرجات أو خارج الصالة على عكس ما شاهدناه في اللقاء الأخير، يضاف إلى ذلك قرار سموه بنقل مباريات الأدوار النهائية إلى صالة خليفة الرياضية بمدينة عيسى والذي لاقى نجاحاً كبيراً وعزز من مكانة لعبة كرة السلة في مملكة البحرين على المستوى الآسيوي. كما نتذكر جيداً أن في السابق من المستحيل إقامة نهائي بدون تواجد أمني كبير في الصالة، ولكن في المواسم الماضية قبل الجائحة أقيم أكثر من نهائي مع تواجد أمني بسيط وباللباس المدني وكان الجميع متعاونا والأجواء رياضية تنافسية لا تخرج عما يعكر صفوها، أما اليوم نشاهد عودة التواجد الأمني الكبير وبالزي العسكري في دلالة واضحة على عدم التزام الجماهير وتجاوزها الخطوط الحمراء. اليوم نوجه رسالة إلى جماهير المنامة والمحرق وكل الجماهير البحرينية.. الرياضة فوز وخسارة وهي تجمعنا ولا تفرقنا، يجب أن نلتزم بالقوانين ونحافظ على الممتلكات والأرواح، ينبغي أن نعكس صورة المواطن البحريني للخارج، المنافسة الشريفة حق مشروع والتحدي أمر مطلوب ولكن في إطار الروح الرياضية والأخلاق، لابد من تقييد سلوكنا في الصالة وأيضاً ما يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي من تعليقات، نتمنى التوفيق للفريقين ونقول مقدماً للفائز ألف مبروك وللخاسر هاردلك، شكراً للمنامة.. شكراً للمحرق، وشكراً للجماهير الرياضية المثقفة.
مشاركة :