مع انتصاف شهر رمضان، يسابق أغلب صناع الأعمال الدرامية الزمن للانتهاء من تصوير المشاهد المتبقية من أعمالهم التي تزدحم بها الاستديوهات وصالات المونتاج، ويتواصل العمل فيها ليل نهار على مدى أكثر من 17 ساعة يومياً، ويرفع المخرجون حالة الطوارئ، وينتاب الجميع القلق، حيث تعرض الأعمال على الهواء، وهي مشكلة تتجدد كل عام مع موسم دراما رمضان، إذ اعتاد صناع المسلسلات المصرية البدء في تصويرها قبل الموسم الرمضاني بوقت غير كافٍ، ما يجعلها عرضة لأزمات عديدة، منها «اللجوء إلى استكمال التصوير حتى الأيام الأخيرة من شهر الصوم، وما يعانيه الممثلون والفنيون من إرهاق كبير». ويجمع عدد من صناع الدراما على أن «كتابة العمل وتسليم الحلقات متأخرة، بخلاف تعدد أماكن التصوير»، وراء عدم إتاحة مساحة للتركيز وظهور بعض الأعمال بجودة «غير مكتملة». ومع انتصاف موسم «دراما رمضان»، لا تزال بعض الأعمال تعاني داخل سباق هذا الماراثون الشهير، فالمخرجة هالة خليل التي تخوض أولى تجاربها مؤلفةً بعيداً عن الإخراج في مسلسل «أحلام سعيدة»، انتهت قبل أيام من كتابة الحلقة الأخيرة لهذا العمل الذي يتواصل تصويره حتى الآن، بينما يسعى صناع مسلسل «دايماً عامر» إلى الانتهاء من تصويره يوم 25 رمضان، وعزز صناع العمل هذا التأخير لتعدد أماكن التصوير الخارجي بين الغردقة والأقصر وأسوان. وبدأ تصوير مسلسل «جزيرة غمام» قبل رمضان بشهرين فقط، وهذا وقت متأخر على عمل فني بهذا الحجم من الديكورات والمجاميع، كما يؤكد الفنان طارق لطفي لـ«الشرق الأوسط». ويقول: «لم تكن لدينا رفاهية التوقف لأي لحظة، وواصلنا التصوير في ظل العاصفة الترابية التي مرت بها مصر، وكنا نصور على البحر وسط رياح شديدة جداً وموجات الحر والبرد، وقد صورنا المشاهد الخارجية خلال 20 يوماً بمدينة القصير، ونصور حالياً يومياً في مدينة الإنتاج الإعلامي من الثالثة عصراً حتى الخامسة صباحاً، ونتناول إفطارنا وسحورنا معاً، ومن المتوقع أن يستمر التصوير إلى 20 رمضان». ويستمر الفنان محمد رمضان، في تصوير مشاهد مسلسله «المشوار»، وتكثيف ساعات العمل إلى أكثر من 17 ساعة يومياً، حيث اضطرت الجهة المنتجة للاستعانة بثلاث وحدات تصوير لثلاثة مخرجين مساعدين، لضمان الانتهاء وتجهيز الحلقات في موعد تسليمها للقنوات التي تعرضها، وهذه الأزمة ظهر مؤشرها الأسبوع الماضي عندما تم تغيير كتابة اسم محمد ياسين مخرجاً على تتر المسلسل، ليصبح مشرفاً على الإخراج، مع إضافة شكر خاص للمخرج محمد شاكر خضير الذي يشارك في تصوير المشاهد المتبقية. وفي الوقت الذي أعلن فيه أبطال مسلسل «الاختيار 3» الانتهاء من تصويره قبل منتصف رمضان بأيام كأول مسلسل يحقق هذه الطفرة، لدخوله التصوير في توقيت مبكر، لا يزال يواصل فريق عمل مسلسل «العائدون» للفنان أمير كرارة، تصوير أحداثه في عدد من الأماكن المتفرقة، ومن المفترض أن ينتهي تماماً يوم 20 رمضان. وفي السياق نفسه، دخل مسلسل «فاتن أمل حربي» الموسم الرمضاني بعد تصوير نحو 70 في المائة من مشاهده، وجرى الانتهاء من كامل العمل قبل يومين فقط. ومن المتوقع كذلك، الانتهاء من تصوير أحداث مسلسل «توبة» بطولة الفنان عمرو سعد، نهاية الأسبوع المقبل، حسب تأكيدات منتج العمل اللبناني صادق الصباح، الذي أرجع هذا التأخير إلى ضخامة المسلسل، والتصوير في أكثر من مكان داخل مصر ولبنان. ويبدأ مع منتصف رمضان عرض مسلسل «بطلوع الروح» بطولة إلهام شاهين ومنة شلبي، الذي تم تصويره بالكامل خارج مصر، نظراً لما تفرضه طبيعة الأحداث بالمسلسل التي تدور كلها في سوريا، ورغم أنه ينتمي إلى نوعية الـ15 حلقة فقط، لا يزال يتم تصوير بعض مشاهده حتى الآن. وبرغم أن مخرجة المسلسل كاملة أبو ذكري، عانت كثيراً من ضغوط العمل في دراما رمضان. لكنها هذا العام تواصل التصوير في شهر رمضان، وما يهون من حدة الضغوط أن «المسلسل يقع في 15 حلقة فقط»، منوهة إلى أن «التأخير في تصوير مسلسلات رمضان يأتي غالباً نتيجة تأخر في كتابة الأعمال»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أنه «يجب أن يكون هناك وقت كافٍ لإعداد العمل الدرامي، وإتاحة مساحة لتصويره بتركيز، لنرى أعمالاً محكمة الصنع على درجة عالية من الجودة». ووصف المنتج صفوت غطاس، هذا الأمر، بأنه «ظاهرة غير صحية تهدد الأعمال الدرامية»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «المسلسل لكي يعرض في شهر رمضان لا بد أن يتم البدء في تصويره قبل ذلك بثلاثة أشهر على الأقل، وهذا لا يتحقق لأسباب عديدة، من بينها بدء التصوير دون انتهاء كتابة العمل، وأحياناً لا يكون مع المخرج سوى عشر أو خمس حلقات فقط، مما يدفع صناع الأعمال للاستعانة بأكثر من وحدة تصوير للوفاء بالتزامهم، ويتواصل العمل على مدى 20 ساعة يومياً». وأرجع غطاس هذا التأخير أحياناً لـ«ارتباط بعض الممثلين بتصوير أكثر من عمل في الوقت نفسه مما يؤثر على التزامهم في مواعيد التصوير»، مشيراً إلى تعرضه لتلك الأزمة من قبل.
مشاركة :