ما زالت الزينة المذهبة الشهيرة موجودة في قصر الإليزيه، لكن مقر الرئاسة الفرنسية تغير خلال خمسة أعوام بدفع من إيمانويل وبريجيت ماكرون، اللذين قاما بتحديثه وفتحه للجمهور، وإن ظل قصرا لأسرار السلطة. ولم يتغير "البيت الأول في فرنسا" كثيرا في عهد الرئيسين نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند، لكن عند وصولهما، قرر الزوجان ماكرون، وهما أول زوجين رسميين يستقران فيه منذ عقد، أنه يحتاج إلى عملية تجديد واسعة. خرجت اللوحات الضخمة لرؤساء الدولة السابقين التي كانت تخيف الزوار في الطابق الأول، وحلت محلها أعمال فنانين حديثين أو معاصرين مثل: سولاج وألشنسكي وديلوناي من مجموعات المفروشات الوطنية "كوليكسيون دو موبيلييه ناسيونال" وكذلك الأثاث والسجاد. التجديد الأكثر جرأة طال قاعة الحفلات، الغرفة الأكثر فخامة في القصر: أزيلت السجادة الحمراء والستائر الثقيلة، وحل محلها ديكور بكل أطياف اللون الرمادي. اختفت منسوجات غوبلان المهيبة من الجدران بعد أن ظل بعضها معلقا طوال 40 عاما. بإشراف بريجيت ماكرون، كلف هذا المشروع 500 ألف يورو وتم الانتهاء منه مطلع 2019. لتمويل جزء من هذا التجديد، أطلق الإليزيه منتجات برعايته (أكواب وأحذية وقمصان، إلخ) تباع عبر متجر إلكتروني خاص (بوتيك.إليزيه). إضافة إلى أيام التراث التي تحظى بشعبية كبيرة، يتم تنظيم أيام أبواب مفتوحة مثل فعاليات "صنع في فرنسا" التي تعرض خلالها منتجات مبتكرة مزينة بألوان العلم الفرنسي. كما أقيمت حفلات في الفناء الرئيس بمناسبة مهرجان الموسيقى. تم كسر الأعراف أيضا مع استقبال نجمي اليوتيوب ماكفلاي وكارليتو عام 2021 لإجراء "مسابقة طرائف" مع الرئيس، انتهت في الحديقة بحفل صغير لموسيقى الميتال. يعمل في الإليزيه نحو 800 شخص، تم البدء بإصلاح إدارة القصر 2017، وسرعت وتيرتها في أعقاب قضية ألكسندر بنعلا المدوية، التي سلطت الضوء على نقاط ضعف الرئاسة. ثم تم تعيين مدير عام للخدمات للإشراف على إعادة تنظيم أربع إدارات، من بينها قسم الأمن شديد الحساسية.
مشاركة :