تولى مدافع نادي مانشستر يونايتد السابق غاري نيفيل مهمته التدريبية الأولى في ناد إسباني يمتلك مواهب رائعة من دون إنجازات لائقة علاوة على مشكلات خارج أرضية الملعب. وعلى مدار أسابيع قليلة كان لاعبو فالنسيا يظنون أن نيفيل قد يصبح يومًا ما مديرهم الفني. لكن ما لم يكونوا يتوقعونه هو أن اسم مدربهم الأول سيكون غاري. لقد تولى فيل نيفيل - شقيق غاري - مهمة تدريب الفريق هذا الأسبوع بعدما أعلن نونو إسبيريتو استقالته مساء يوم الأحد الماضي ثم أقيل بعد ظهر يوم الاثنين. لكن غاري لم يتول المهمة قبل مباراة أمس في الدوري الإسباني ضد برشلونة، بعدما وقع عقدًا مع النادي لتدريب فريق كرة القدم حتى نهاية الموسم. وستكون المباراة الأولى التي يخوضها الفريق تحت قيادته مهمة للغاية: المباراة الأخيرة للفريق في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا ضد ليون في استاد ميستالا يوم الأربعاء. كانت العلاقة بين نونو واللاعبين قد انهارت منذ وقت طويل، لكنها ظلت طيبة بمساعده فيل نيفيل، الذي قدم أداء رائعًا منذ قدومه في موسم الصيف، لكنه لا يمتلك بعد المؤهلات التدريبية الضرورية لتولي تدريب نادي في إسبانيا. وسيصبح سلفادور غونزاليس فورو، والذي يمتلك تلك المؤهلات، المدير الفني رسميا خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع، بينما تعد المرة الثانية التي يتولى فيها المهمة. المرة الأخيرة كانت عام 2008 واستمرت 5 مباريات، لكن هذه المرة ستكون لمباراة واحدة فقط. ثم يبدأ الأخوان نيفيل مهمتهما، حيث يتولى غاري الإدارة الفنية للفريق ويساعده فيل. وربما لا تكون كلمة «يبدأ» هي اللفظة المناسبة. هناك صورة تجمع فيل وغاري ورئيسة النادي لاي هون تشان يمشون عبر ملعب تدريب الفريق في باتيرنا. ولا يعود تاريخ هذه الصورة إلى الفترة الحالية ولكن إلى موسم الصيف. وبالتأكيد كان فيل حاضرًا هناك بالفعل. إنه وغاري شريكان تجاريين لمالك فالنسيا، بيتر ليم. ويمتلك السنغافوري نصف نادي سالفورد سيتي ويستثمر في مشاريع أخرى يباشرها خماسي مانشستر يونايتد كلاس أوف 92 الذي يقوده غاري. لقد كان التواصل قائمًا والاتصالات فيما بينهم مفتوحة بالفعل، ما انعكس في السرعة التي اتخذ بها القرار. ومن الصعب ألا نتخيلهم يتحدثون عن فالنسيا، مثلما من السهل تخيل غاري الذكي والمحلل والصريح - بارعًا في تقييم موقفهم. وفي ميستالا، يقال إن ليم أكثر اقتناعًا بأسلوب غاري نيفيل، الأكثر بريطانية والأشبه بأسلوب فيرغسون في إدارة فريق لكرة القدم، من النهج الأوروبي المعتاد. والآن يمكن وضع هذا الأسلوب رهن التطبيق العملي. المدير الرياضي أقيل في الصيف ولم يتم استبداله، لذا فمن المرجح أن يكون نيفيل مديرًا، وليس مجرد مدرب للنادي. ولا يدخل نيفيل هذه التجربة أعمى، رغم أنه قد يكون أبكم بعض الشيء خاصة مع اللغة الإسبانية، ولذا فإن الاستعانة بمترجم ستكون بالتأكيد من التعيينات المرجحة في الجهاز الفني. إن العلاقة التي تربطه بليم وشقيقه تعني أنه سيتولى المنصب ولديه رؤية واضحة لما ينتظره وربما أعد له العدة. هذه ليست قفزة إلى المجهول. ولدى نيفيل بين يديه فريق عاد إلى دوري أبطال أوروبا بعد غياب دام 3 مواسم، وهو مما لا شك فيه فريق شاب يمتلك المواهب لكنه في المركز التاسع في جدول الترتيب بالدوري الإسباني الممتاز (الليغا). كما أن لديه مساعدا يمكنه أن يثق فيه ثقة تامة، مرشد وجسر مفيد للتواصل مع الفريق، شخص بذل مجهودًا لافتًا من أجل الاندماج والتواصل ونال الإعجاب لأجل ذلك. ويدرك نيفيل أيضًا ما أخطأ فيه نونو والسبيل إلى أن يكون مختلفًا، ومن اللافت للانتباه أن تشان تحدثت عن سماته «القيادية». ويحظى غاري نيفيل بالإعجاب في إسبانيا. لقد ترك مانشستر يونايتد انطباعًا مؤثرًا هناك ويوجد شعور بالإجلال إزاء ناد تمكن من الحفاظ على هيكله متماسكًا لفترة طويلة من الزمن: وينظر إلى القائد نيفيل على أنه رمز لذلك الفريق وإذا لم تكن تحليلاته التكتيكية بلغت التلفزيون الإسباني، فإن دوره مع المنتخب الوطني لبلاده يشيع إحساسا بأنه يمتلك المعرفة التدريبية الجاهزة لأداء المهمة. لكن من الطبيعي، رغم ذلك، أن تساور البعض الشكوك إزاء رجل لا يمتلك خبرة كافية يتولى مهمته التدريبية الأولى في منتصف الموسم وفي بلد أجنبي. كما أن هناك شكوكًا أخرى، قد تكون أكثر عمقًا، ليست إزاء نيفيل في حقيقة الأمر، لكنها ستؤثر عليه وبالتأكيد سيكون على وعي بها، إذ إن بعضها يطال بدقة صلب هيكل النادي. وفي هذا الصدد أيضًا، سيكون لديه سابق إنذار وإلمام أفضل بأبعاد القضية أكثر مما قد يتسنى لأي مدرب آخر. لقد تابع فيل الجماهير وهي تنقلب ضد مديرها الفني، وتطلق الصيحات مطالبة برحيل نونو، وبينما لم يطله بعض هذا الضجيج فيما كان يتابع رد فعل وسائل الإعلام والمشجعين، لا يسعه إلا أن يدرك أن هذه بيئة مختلفة عما عرفها في مانشستر وليفربول، إذ تأتي مشحونة على وجه الخصوص بالضغوط والسياسة. وفي تصريحات أدلى بها يوم الاثنين الماضي، أصر نونو على أن المشكلات في فالنسيا اجتماعية، وليست رياضية. والرجل محق على الأقل على أحد المستويات. لقد كانت هناك مشكلات رياضية - أداء فالنسيا أسوأ مما ينبغي أن يكون عليه الفريق - لكنها ليست المشكلات الوحيدة التي يعاني منها النادي. النتائج الجيدة تداري أي شيء آخر، لكن من دونها تنكشف التصدعات والانقسامات الشديدة. لقد أصبح نيفيل المدرب الرابع عشر على مدار عقد من عدم الاستقرار المؤسسي في فالنسيا. إنه ناد يمتلك استادين: أحدهما لا يستطيع بيعه، والآخر لا يمتلك المال الكافي للانتهاء من بنائه، ولطالما عانى من الأزمات الاقتصادية والمعارك الداخلية، وشهد تعاقب الكثير من الرؤساء عليه، ووصل به الحال إلى أن يمتلكه فعليًا مصرف بعد أن حصل على حزمة إنقاذ مالي. وكان وصول ليم العام الماضي بمثابة طوق النجاة لهذا الفريق، وكان من المفترض أن يجلب معه أخيرا الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، ثم جاءت العودة إلى دوري أبطال أوروبا لتعزز تلك الفكرة. لكن في فصل الصيف، أجبر كل من الرئيس السابق للنادي أماديو سالفو، والذي ساعد في مجيء ليم إلى النادي، ومديره الرياضي روفيتي، على الرحيل. وكلاهما كان يتمتع بشعبية كبيرة وسط مشجعي الفريق.
مشاركة :