بمناسبة اليوم العالمي للآثار والمواقع بعنوان «التراث والمناخ»هيئة الثقافة تــؤكد أن الـــتراث الأثري البــحـــريني ليــس بمنأى عن التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية في العالم

  • 4/18/2022
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

‭ ‬أكدت‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬أن‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬والطبيعي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ليس‭ ‬ببعيد‭ ‬عن‭ ‬تأثيرات‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬سلمان‭ ‬المحاري‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬الآثار‭ ‬والمتاحف‭ ‬بالهيئة‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ظاهرة‭ ‬من‭ ‬ظواهر‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬لها‭ ‬أثرها‭ ‬السلبي‭ ‬والضار‭ ‬على‭ ‬مكونات‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬وبالخصوص‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬للبقايا‭ ‬الإنشائية‭ ‬القديمة‭. ‬فالارتفاع‭ ‬في‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬والرطوبة‭ ‬وسرعة‭ ‬الرياح‭ ‬ونسبة‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬والارتفاع‭ ‬المحتمل‭ ‬في‭ ‬منسوب‭ ‬مياه‭ ‬البحار،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬حفظ‭ ‬وصون‭ ‬مكونات‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬والمباني‭ ‬التاريخية‭ ‬والمناطق‭ ‬الزراعية‭ ‬التاريخية‭.‬ وأشار‭ ‬الدكتور‭ ‬المحاري‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬ارتفاع‭ ‬في‭ ‬منسوب‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬مستقبلا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يغمر‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬مثل‭ ‬القلعة‭ ‬الساحلية‭ ‬بموقع‭ ‬قلعة‭ ‬البحرين‭ ‬وقلعة‭ ‬بوماهر،‭ ‬فكلاهما‭ ‬تقعان‭ ‬مباشرة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬ساحل‭ ‬البحر،‭ ‬وكذلك‭ ‬الآثار‭ ‬الساحلية‭ ‬في‭ ‬جزر‭ ‬حوار‭.‬ وأوضح‭ ‬أن‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لها‭ ‬تأثيرها‭ ‬السلبي‭ ‬في‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬قامت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬والأفراد‭ ‬المعنيين‭ ‬بلفت‭ ‬انتباه‭ ‬لجنة‭ ‬التراث‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬قضية‭ ‬آثار‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬على‭ ‬الممتلكات‭ ‬الطبيعية‭ ‬والثقافية‭ ‬للتراث‭ ‬العالمي‭. ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬حظي‭ ‬موضوع‭ ‬تأثير‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬باهتمام‭ ‬ملحوظ‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬حيث‭ ‬بات‭ ‬أحد‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭. ‬وعليه،‭ ‬عقدت‭ ‬أيضا‭ ‬الايكوموس‭ (‬المجلس‭ ‬الدولي‭ ‬للآثار‭ ‬والمواقع‭) ‬عدة‭ ‬اجتماعات‭ ‬وورش‭ ‬عمل‭ ‬كان‭ ‬منها‭ ‬ورشة‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬بريتوريا‭ - ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬عام‭ ‬2007‭ ‬وصدرت‭ ‬عنه‭ ‬توصيات‭ ‬تتعلق‭ ‬بتأثير‭ ‬المناخ‭ ‬في‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭.‬ هذا‭ ‬ويعد‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬اليوم،‭ ‬حيث‭ ‬تعاني‭ ‬ممتلكات‭ ‬التراث‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الحرائق‭ ‬المتزايدة‭ ‬إلى‭ ‬الفيضانات‭ ‬والجفاف‭ ‬والتصحر‭ ‬وذوبان‭ ‬الجليد‭ ‬وارتفاع‭ ‬منسوب‭ ‬البحر،‭ ‬وأيضا‭ ‬زيادة‭ ‬تواتر‭ ‬الظواهر‭ ‬الجوية‭ ‬المتطرفة‭. ‬فيما‭ ‬يهدد‭ ‬إبادة‭ ‬المجتمعات‭ ‬بسبب‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬أساليب‭ ‬الحياة‭ ‬بأكملها،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ممارسة‭ ‬ونقل‭ ‬التراث‭ ‬الحي،‭ ‬التقاليد‭ ‬الشفوية‭ ‬وفنون‭ ‬الأداء‭ ‬والممارسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمناسبات‭ ‬الاحتفالية‭ ‬والمعارف‭ ‬التقليدية،‭ ‬كلها‭ ‬عرضة‭ ‬للتأثر‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭. ‬باختصار،‭ ‬يؤدي‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬إلى‭ ‬تعطيل‭ ‬حياة‭ ‬المجتمعات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬ما‭ ‬يحد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬ثقافتهم‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها‭. ‬والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1982م،‭ ‬حدد‭ ‬المجلس‭ ‬الدولي‭ ‬للآثار‭ ‬والمواقع‭ ‬يوم‭ ‬18‭ ‬أبريل‭ ‬باعتباره‭ ‬يوما‭ ‬عالميا‭ ‬للمواقع‭ ‬والمعالم‭ ‬الأثرية،‭ ‬وأقرته‭ ‬اليونسكو‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1983‭.  ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وبهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬تقترح‭ ‬الـICOMOS‭  ‬موضوعًا‭ ‬للأنشطة‭ ‬التي‭ ‬سينظمها‭ ‬أعضاؤها،‭ ‬واللجان‭ ‬العلمية‭ ‬الوطنية‭ ‬والدولية‭ ‬التابعة‭ ‬لـها،‭ ‬وأي‭ ‬شخص‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الاحتفال‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم،‭ ‬وجاء‭ ‬عنوان‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬‮«‬التراث‭ ‬والمناخ‮»‬‭ ‬ليتيح‭ ‬الفرصة‭ ‬لعرض‭ ‬استراتيجيات‭ ‬وإمكانيات‭ ‬تطوير‭ ‬الأبحاث‭ ‬والطرق‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬تنمية‭ ‬مستدامة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬من‭ ‬التأثيرات‭ ‬السلبية‭ ‬للتغيرات‭ ‬المناخية‭.‬

مشاركة :