رام الله / القدس / غزة 17 ابريل 2022 (شينخوا) تجددت الصدامات بين الفلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية صباح اليوم (الأحد) في المسجد الأقصى شرق مدينة القدس بعد دخول مئات المستوطنين الإسرائيليين إلى باحاته تحت حماية الشرطة. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس في بيان، إن طواقمها تعاملت مع 19 إصابة خلال مواجهات اندلعت في محيط المسجد الأقصى، مشيرة إلى نقل خمسة منهم لتلقي العلاج بالمستشفى. وأفادت مصادر فلسطينية وشهود عيان أن قوة كبيرة من الشرطة الإسرائيلية اقتحمت المسجد الأقصى واعتدت على المعتكفين فيه واعتقلت خمسة شبان، وسط إطلاق مكثف لقنابل الصوت والغاز، في محاولة لإخراجهم تهيئة لاقتحامات المستوطنين الاستفزازية. وذكرت المصادر أن قوات الشرطة الإسرائيلية اعتدت على النساء وأجبرت المصلين على الدخول إلى المصليات وأغلقت أبوابها عليهم، وضيقت على موظفي الأوقاف بالمسجد وأجبرتهم على مغادرة أماكنهم. من جهتها، قالت الشرطة الإسرائيلية في بيان، إن قواتها نفذت نشاطا في منطقة المسجد الأقصى ضد مئات الشبان الفلسطينيين الذين جمعوا الحجارة ونصبوا الحواجز، مشيرة إلى أن القوات عملت على إزالة الحواجز للسماح للمستوطنين بدخول المسجد. وأوضح البيان أن عددا من المشتبه بهم ألقوا حجارة على حافلات المستوطنين أثناء سيرها في القدس بالقرب من البلدة القديمة للمدينة المقدسة. وأظهرت مقاطع فيديو مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الحافلات بعد تحطيم نوافذها بالقرب من باب الأسباط بالبلدة القديمة، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 7 من ركاب الحافلات أصيبوا بجروح طفيفة. وتعليقا على ذلك، اعتبر عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) حسين الشيخ أن "التصعيد الإسرائيلي الخطير في المسجد الأقصى بهدف التقسيم الزماني والمكاني عدوان سافر على المقدسات". وقال الشيخ في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن الشعب الفلسطيني سيفشل المخطط الإسرائيلي بوحدته وصموده وثباته، داعيا المجتمع الدولي للتدخل فورا "للجم الحكومة الإسرائيلية كونه لم يعد مقبولا هذا الصمت الأممي وضرب الشرعية الدولية عرض الحائط". بدورها حملت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) السلطات الإسرائيلية مسؤولية "الاعتداء على المصلين داخل المسجد الأقصى وتداعيات السماح للمستوطنين باقتحام وتدنيس باحاته"، معتبرة ذلك يشكل "استفزازا" لمشاعر الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين كافة. وقالت الحركة في بيان، إن استمرار "الاعتداء على المصلين، وقدسية الزمان والمكان، سيرتد على الاحتلال ومستوطنيه"، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني سيقف في "وجه الاحتلال وجرائمه بقوة في كل الساحات". من جهته، حذر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب من أن استمرار الأحداث في المسجد الأقصى سيفتح الباب أمام "مواجهة شاملة مع إسرائيل في ظل مواصلة انتهاكاته للمسجد". وقال شهاب للصحفيين في غزة إنه "لا يوجد خيار يكفل ردع السلطات الإسرائيلية سوى خيار المقاومة والمواجهة"، داعيا الجماهير الفلسطينية في كل مكان إلى شد الرحال للمسجد الأقصى والاشتباك مع الاحتلال في كل الساحات". وتأتي الأحداث وسط احتفال اليهود بعيد الفصح اليهودي الذي يتزامن مع شهر رمضان عند الفلسطينيين. واندلعت أول أمس الجمعة، صدامات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى أسفرت عن إصابة أكثر من 150 فلسطينيا واعتقال العشرات. وجاءت الصدامات في المسجد الأقصى وسط خشية من تصاعد التوترات في الضفة الغربية والقدس مع حلول شهر رمضان كما جرى العام الماضي حيث شهد حي الشيخ جراح شرق المدينة المقدسة توترات بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية على خلفية إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها لصالح جمعيات يهودية، مما أسفر عن توتر عسكري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة استمر لمدة 11 يوم وأدى لمقتل أكثر من 250 فلسطينيا و13 إسرائيليا.
مشاركة :