العواصم – الوكالات: أثارت التجمعات التي نظّمتها حركة يمينية متطرفة في السويد وحرقت خلالها نسخا من القرآن تنديدا في أنحاء العالم العربي. وأعربت الخارجية السعودية أمس عن «استنكارها لما قام به بعض المتطرفين في السويد من الإساءة المتعمدة للقرآن الكريم، والاستفزازات والتحريض ضد المسلمين»، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية للمملكة. بدورها، أعلنت البحرين والكويت وقطر والأردن مواقف مستنكرة لممارسات الحركة اليمينية المتطرفة. واعتبرت وزارة الخارجية العراقية التي استدعت القائم بالأعمال في سفارة السويد أن أفعال الحركة المتطرفة تمثّل «استفزازاً لمشاعر المسلمين وتسيء بشكلٍ بالغ الحساسية لمقدساتهم». وأدانت رابطة العالم الإسلامي «العمل العبثي الشائن الذي قام به بعض المتطرفين في السويد»، وحذرت من «خطورة أساليب إثارة الكراهية»، داعية في الآن ذاته المسلمين إلى «تفويت الفرصة على رهانات التطرف»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية عن أمينها العام محمد بن عبدالكريم العيسى. وكان زعيم حزب «الخط المتشدد» الدنماركي راسموس بالودان قد أقدم يوم الخميس الماضي على إحراق نسخة من القرآن الكريم في مدينة لينشوبينغ جنوبي السويد تحت حماية الشرطة. وأفادت مصادر إخبارية بأن بالودان جاء برفقة عناصر الشرطة إلى منطقة في المدينة يقطن فيها مسلمون، وأشعل النار بالقرآن من دون أن يعير اهتماما بالتنديدات الصادرة عن حشد يقدر عدده بـ200 فرد. واندلعت صدامات يوم الخميس في نوركوبينغ بجنوب غرب ستوكهولم بين الأمن ومتظاهرين مسلمين احتجاجا على إحراق نشطاء من اليمين المتطرف نسخة من القرآن الكريم. وأمس أعلنت الشرطة السويدية إصابة 26 من عناصرها و14 مدنيا في الأيام الأخيرة خلال صدامات عنيفة مع متظاهرين احتجوا على تجمّعات مزمعة للحركة اليمينية المتطرفة. وخرجت التظاهرات احتجاجا على الناشط اليميني المتطرف راسموس بالودان الذي يعتزم الترشح للانتخابات التشريعية السويدية في سبتمبر، لكنه لم ينجح بعد في جمع التوقيعات اللازمة، ويقوم حاليا «بجولة» في السويد حيث يزور الأحياء التي تقطنها نسبة عالية من المسلمين لإحراق نسخ من المصحف فيها. وقعت الصدامات الأولى يوم الخميس في لينشوبينج ونوركوبينج في الجنوب، وهما أول محطتين في جولة حركة «سترام كورس» المناهضة للهجرة والإسلام بقيادة بالودان الحامل للجنسيتين الدنماركية والسويدية. وتوجه بالودان اثر ذلك إلى أوربرو في الوسط، ثم إلى ضواحي ستوكهولم وأخيرا إلى مالمو في الجنوب قبل إعلان تجمعات جديدة يوم الأحد في لينشوبينج ونوركوبينج ألغاها في وقت لاحق. وأضاف قائد الشرطة في المؤتمر الصحفي: «استغلت عناصر إجرامية الموقف لممارسة العنف» وهذا «لا علاقة له بالتظاهرات»، مطالبا بتوفير مزيد من الامكانيات لقوات الأمن.
مشاركة :