تركيا تطلق عملية "قفل المخلب" ضد العمال الكردستاني بُعيْد زيارة بارزاني لأنقرة أنقرة- أعلنت تركيا عن هجوم جوي وبرّي جديد ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، تشارك فيه قوات خاصة ومسيّرات قتالية. وتأتي العملية الجديدة التي أطلق عليها “قفل المخلب” بعد ثلاثة أيام على زيارة أجراها رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني إلى أنقرة، حيث التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان. وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن وحدات كوماندوز ومسيّرات ومروحيات هجومية تقصف مواقع حزب العمال الكردستاني في ثلاث مناطق قريبة من الحدود التركية. ويخوض حزب العمال الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون على أنه منظمة “إرهابية”، تمرّدا ضد الدولة التركية منذ العام 1984. وتنفّذ تركيا عادة هجمات في العراق، حيث لحزب العمال قواعد ومعسكرات تدريب في منطقة سنجار وفي المناطق الجبلية في إقليم كردستان العراق الحدودي مع تركيا. العمليات تفاقم الضغط على العلاقات بين أنقرة وحكومة العراق المركزية في بغداد، التي تتهم تركيا بأنها لا تحترم سلامة أراضي جارتها وقال أكار “نجح طيارونا الأبطال في إصابة أهداف كمخابئ وكهوف وأنفاق ومستودعات ذخيرة، وما يسمى بمقار تابعة للتنظيم الإرهابي ولفت إلى أن القوات التركية “حيّدت أعدادا كبيرة من الإرهابيين”، مؤكدا أن “عمليات البحث والمسح متواصلة في المنطقة، ومن المتوقع أن تزداد وتيرتها خلال الساعات والأيام المقبلة”. ولم يعلن عدد الجنود المشاركين في العملية التي قال إنها بدأت ليل الأحد. وقال ناطق باسم حزب العمال الكردستاني في العراق إن “جيش الاحتلال، الذي حاول إنزال قوات بالمروحيات، أراد أيضا التقدّم برّا”. وأضاف، “تدور مواجهات عنيفة بين الجيش التركي وعناصر قوات الدفاع الشعبي”، في إشارة إلى الجناح العسكري لحزب العمال. وذكرت وزارة الدفاع أن العملية بدأت بعدما أفادت معلومات بأن حزب العمال الكردستاني يخطط لشن هجوم واسع النطاق ضد تركيا، رغم أن وسائل الإعلام التركية تتحدّث عنها من أسابيع. ويرجح مراقبون أن يكون الهجوم الجديد جرى بتنسيق مسبق ومتفق عليه مع إقليم كردستان. ورحّب بارزاني بعد محادثاته الأسبوع لماضي مع أردوغان بتوسيع التعاون ودعم الاستقرار والأمن في شمال العراق. ويخيّم التوتر على العلاقة بين حكومة إقليم كردستان ومقاتلي حزب العمال الكردستاني، الذين يعقّد حضورهم في المنطقة علاقات الإقليم التجارية المربحة مع تركيا. لكن هذه العمليات تفاقم الضغط على العلاقات بين أنقرة وحكومة العراق المركزية في بغداد، التي تتهم تركيا بأنها لا تحترم سلامة أراضي جارتها. ويرى مراقبون أن تركيا تسعى لاستغلال الأزمة السياسية التي تعصف بالعراق منذ أشهر، وأيضا الانشغال الدولي بأزمة أوكرانيا لتوسيع عملياتها في شمال العراق، غير مستبعدين أن يطول الأمر ذاته شمال شرق سوريا في المرحلة التالية. وتأتي العملية الجديدة بعد عمليتي “مخلب النمر” و”مخلب النسر” اللتين أطلقهما الجيش التركي في شمال العراق عام 2020.
مشاركة :