طراز معماري فريد، وبناء طيني جميل، أبرز ملامح بيت البسام التراثي بمحافظة عنيزة،الذي يعكس تطور العمارة القديمة في نجد، حيث شُرع في بنائه عام 1374هـ وتم الانتهاء منه في 1378 هـ، وأعيد ترميمه عام 1421هـ.ويقع بيت البسام التراثي الذي يعد أحد أهم المعالم التراثية بعنيزة على مساحة 3500 متر مربع، بالقرب من البوابة الغربية لمدينة عنيزة القديمة المسماة “باب الخلا” بجوار سوق المسوكف الشعبي.واستخدم عند بناء بيت البسام “الطين” كمادة أساسية إلى جانب ” الحجر” الذي يدخل في أعمال الأساسيات، والجص في أعمال الربط بين الحجارة على الأساسات والأعمدة، وكذلك أعمال اللياسة النهائية والنقوش والأشكال الجمالية، خصوصاً في المجالس والممرات الرئيسة والوجهات الخارجية، واستخدمت الأخشاب في أعمال الأسقف والأبواب والنوافذ.وتتعدد الأنماط والتشكيلات الزخرفية داخل البيت وفي واجهاته الخارجية، فمنها: “المصاريع” وهي نوافذ في المجالس ذات فتحات بارتفاع 1.8 متر، وعرض متر واحد، وترتفع عن سطح الأرض 40 سم بدفتين من الخشب المنقوش، ومنها “الروزنة”، وهي تجاويف داخل الجدران لحاجيات الاستخدام اليومي، ومنها “الكمار” وهو دولاب من الجص مزخرف بارتفاع 2.75 متر مقسم إلى أرفف للأباريق والدلال وبجواره وجار النار.ويتكون البيت من دورين وثلاثين غرفة، ويتميز بأسقفه العالية وأقسامه المتنوعة، فيضم قسماً للرجال يحتوي على مجالس استقبال صيفية وشتوية؛تتميز بطولها الملحوظ الذي يصل إلى 10 أمتار، وكل مجلس مفتوح من جهتين للتهوية والإضاءة، إضافة لخلوة سفلية “قبو” تتميز بالدفء في الشتاء والبرودة في الصيف، ويضم كذلك جناحاً مخصصاً للتجارة،تتوزع فيه الغرف على شكل رواق بأعمدة أسطوانية، بالإضافة إلى مدخل للسيارات لتنزيل البضائع وتسويقها.أما جناح العائلة فمقسم إلى قسمين؛قسم على شكل رواق من أربع جهات مكشوفة تتوزع فيه غرف هُيئت لاستخدامات متنوعة، منها غرفة للعروس وغرفة للولادة وأخرى خاصة بحلي المرأة، وغرفة للتمريض، وغرفة للأسلحة القديمة، وغرف لطحن الحبوب وكنز التمور.وخصص القسم الآخر للاستقبال،ويضم قهوة صغيرة، وهو على شكل ممر تتوزع فيه الغرف على الجانب الأيسر من المدخل النسائي، كما يضم البيت حديقة واسعة فيها ملحق خاص بالأعمال المتعلقة بها، وفناء للماشية.وأضحى البيت بعد ترميمه وتأثيثه موقعاً رئيساً للعديد من الفعاليات التراثية والترفيهية والاجتماعية والمناسبات الوطنية، ويشهد زيارات للوفود السياحية والطلابية وزوار المنطقة.
مشاركة :