لندن: أحمد الغمراوي بينما أكدت مصادر بمطار القاهرة مساء أمس وصول وزير الخارجية القطري إلى العاصمة المصرية في زيارة مفاجئة، أوضحت مصادر دبلوماسية مصرية مطلعة أن الزيارة «ليست رسمية»، مشددة على أنه لا علم لها بـ«مغزاها»، كون وزير الخارجية المصري غير موجود بالقاهرة حاليا، «ما يترك علامة استفهام على الزيارة، دون وجود إجابة واضحة». وقالت مصادر بمطار القاهرة إن «وزير الخارجية القطري خالد العطية وصل إلى القاهرة مساء (أمس) على متن طائرة خاصة قادمة من العاصمة القطرية في زيارة مفاجئة، على رأس وفد يضم عددا من المسؤولين القطريين». وبينما أشار مراقبون إلى أن الزيارة «قد تكون في إطار محاولة جادة لتخفيف الأجواء المتوترة بين القاهرة والدوحة منذ الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي في يوليو (تموز) الماضي»، أكدت مصادر دبلوماسية مصرية لـ«الشرق الأوسط» أن الزيارة «غير رسمية». وقالت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، إن وزير الخارجية المصري نبيل فهمي «موجود في هذه اللحظة (مساء أمس) في العاصمة الغينية كوناكري، وذلك لرئاسة وفد مصر في اجتماع مجلس وزراء دول منظمة التعاون الإسلامي الأربعين»، ولا علم لديه بالزيارة، كما أن أحدا بالخارجية لم يبلغ بها «رسميا».. وهو ما ينفي وجود أي تنسيق مسبق مع الجانب القطري، أو وجود نية لدى العطية للقاء نظيره المصري. وأفاد مصدر دبلوماسي آخر أن زيارة المسؤولين القطريين إلى القاهرة تأتي ربما بدافع «تقديم واجب العزاء في شخصية من الشخصيات البارزة التي رحلت خلال الأسبوع الماضي»، مرجحين أن تكون تلك الشخصية إما الشاعر المصري البارز أحمد فؤاد نجم، وإما المهندس علي، نجل الوزير الفلسطيني السابق عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث. وشهدت العلاقات المصرية القطرية احتقانا بالغا منذ يوليو الماضي، ويقول مسؤولون مصريون إن «الدوحة - عبر قناة (الجزيرة) - مستمرة في التصعيد ضد القاهرة، وتسهم في تأجيج الرأي العام الدولي بنقل صورة مغايرة لحقيقة وواقع الأحداث، كما أتاحت عبر شاشاتها أكثر من مرة إطلالات لعدد من قادة الإخوان الذين هددوا الأمن المصري صراحة. كما أن الدوحة تستضيف عددا من الهاربين من قبضة القانون في مصر، ومن بينهم القيادي الهارب عاصم عبد الماجد، إضافة إلى فسح منابرها لمشايخ يؤلبون المصريين ضد قيادات المرحلة والجيش الوطني ورموز الأزهر الشريف، وعلى رأسهم الداعية يوسف القرضاوي». وشهدت القاهرة منذ أيام مظاهرات عدة أمام مقر السفارة القطرية في غرب العاصمة، حيث احتشد مئات المصريين الغاضبين، والداعين إلى اتخاذ إجراءات «أكثر صرامة» ضد الدوحة، على غرار ما حدث الشهر الماضي مع أنقرة، حين أعلنت القاهرة أن السفير التركي بالقاهرة «شخص غير مرغوب فيه»، على خلفية تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المناوئة لنظام الحكم الجديد في مصر.
مشاركة :