تعهدت 12 شركة كبيرة في البحرين بمنح مقاولات مختلفة لقرابة 60 شركة صغيرة ومتوسطة بهدف مساعدتها على البقاء في السوق وتحقيق النمو، وذلك خلال لقاء نظمته أمس لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في غرفة التجارة، فيما قال عضو اللجنة أحمد السلوم إن ركود السوق ورفع الدعم وفرض رسوم مختلفة فاقم من متاعب الشركات الصغيرة والمتوسطة، وأضاف أن البحرين تشهد في الآونة الأخيرة إغلاق شركتين من هذا النوع يوميًا، أي بمعدل أكثر من 700 شركة سنويًا. وأضاف في كل يوم هناك ما معدله شركتين صغيرتين أو متوسطتين تخرجان من السوق، ونرى أن أصحابها باتا عاجزين عن دفع رواتب الموظفين أو تجديد إقاماتهم، أو سداد فواتير الماء والكهرباء، ومنهم من يتعرض للطرد من المقر لعدم قدرته على سداد الأجار الشهري أو السنوي. وطالب السلوم الحكومة في حديث لـالأيام الاقتصادي على هامش اللقاء أمس بـوضع رؤية اقتصادية واضحة لمدة خمس سنوات قادمة، وقال: رفع الدعم وفرض ضرائب على الشركات تحت مسمى رسوم هو لا شك أمر ضار جدا، لكن الأكثر ضررًا منه هو حالة الضبابية والترقب التي يعيشها اصحاب الشركات والمستثمرين ورواد الأعمال وغيرهم، فهم باتوا الآن متخوفين من الخطوة التالية التي ستتخذها الحكومة، وهذا يدفعهم لعدم المخاطرة في التوسع أو الدخول في استثمارات جديدة، وهو ما يؤدي إلى جمود شبه تام في الحركة الاقتصادية ويؤدي لإفلاس شركات صغيرة ومتوسطة كثيرة وخروجها من السوق بشكل نهائي. من جانبه أشار رئيس لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الغرفة محمد المؤيد إلى الحاجة الملحة إلى أن اللقاء بين الشركات الكبيرة من جهة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من جهة أخرى جاء بهدف تمهيد الطريق والحصول على فرص تجارية واعدة بشكل أكبر أمام تلك المؤسسات. فيما قال نائب رئيس اللجنة حامد فخرو إن اللقاء يتيح أمام الشركات الكبيرة من خلال مسؤوليتها الاجتماعية دعم المؤسسات المحلية عن طريق منح الفرص التجارية واكتشاف المواهب والابداعات الجديدة، والأكثر أهمية، وأضاف نحن نرغب في تشجيع وتنمية الشركات البحرينية المحلية عن طريق اللاعبين الكبار لأنهم من أساسيات الاقتصاد، فإذا أسهمنا في دعم النمو المحلي فنحن نساعد في خلق فرص عمل عديدة. ففي النهاية، إن الاستقرار المالي الشخصي يساعد على تأمين الاستقرار والأمن الاقتصادي والسياسي لوطننا. من جانبها أعربت منى المؤيد، رئيس شركة يوسف خليل المؤيد، أن على الحكومة توفير المزيد من الدعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة على غرار ما يحدث في الدول الأجنبية، مشيرة في الوقت ذاته إلى دور الشركات الكبيرة في توفير هذا الدعم أيضا، وأعربت المؤيد عن استعداد شركتها لدعم تلك المؤسسات ورفع معدلات التعاون معها تجاريًا. وقالت: نحن كشركة كبيرة تعمل في مجال السيارات نجد أن هناك مجالات كثيرة لمساعدة الشركات الصغيرة وتوجيه طلباتنا لصالحها، وأعتقد أن هناك كثيرا من الشركات الصغيرة والمتوسطة في البحرين تعمل وفق معايير عالمية. فيما أكد مدير المشتريات في شركة فنادق البحرين محمد العوضي مسؤولية الشركات الكبرى في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وقال نحن كرواد صناعة الفندقة في البحرين يهمنا جدًا تعزيز نهوض المجتمع البحريني، وخاصة على صعيد الأعمال، وأضاف نحن نبحث عن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ونطلب خدماتها في مجالات مختلفة مثل التدقيق المالي وتجهيزات الفندق وإمدادات الطعام وغيرها، ونحن ملتزمون في العمل معها وتشجيعها وإعطائها مقترحات وأفكار لاستمرار الارتقاء في عملها. من جانبها، قالت المدير التنفيذي لشركة كريو للحلول المبتكرة نورة الحداد إن اللقاء من شأنه فتح باب أوسع أمام أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة للحصول على جزء من أعمال الشركات الكبيرة، وأكدت أنها دخلت في نقاشات مثمرة مع الشركات الكبرى الموجودة خلال اللقاء، وأيدت الحداد فكرة عقد هذه اللقاء بشكل دوري، ودعت المزيد من الشركات الكبرى للمشاركة. يشار إلى أن الشركات الكبرى المشاركة كانت شركة فيفا البحرين، شركة زين للاتصالات، بنك البحرين للتنمية، شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جبيك)، الشركة العربية لإصلاح وبناء السفن (أسري)، محمد فخرو وأخوانه، يوسف خليل المؤيد، كيه بي إم جي، السوق الحرة البحرين، شركة مطار البحرين، فندق كراون بلازا، فندق الخليج، يوسف بن أحمد كانو.
مشاركة :