عواصم (وكالات) أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن هناك حاجة لتحديد شكل الانتقال السياسي في سوريا، الأمر الذي سيتم بحثه في إطار المجموعة الدولية بنيويورك الشهر الحالي للمضي قدماً وتسهيل العملية السلمية بدعم جميع الأطراف من أجل بلد موحدة وغير طائفي يختار قياداته في المستقبل من خلال انتخابات شفافة بإشراف الأمم المتحدة، محذراً من أن واشنطن ستكون مضطرة لاتخاذ «إجراءات قاسية» في حال مواصلة موسكو وطهران دعمهما للرئيس الأسد في عرقلة مساعي الحلول. وفيما تستعد أطياف المعارضة السورية لـ«مهمة صعبة» في مؤتمر الرياض يومي الثلاثاء والأربعاء، ترمي للتوصل إلى رؤية مشتركة حول مصير الأسد في أي مرحلة انتقالية، أعرب أحمد الجربا الرئيس السابق للائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة عن أمله في أن يسهم المؤتمر في توحيد المعارضة تنفيذاً لمقررات اجتماع فيينا 2 بهدف إطلاق جولة جديدة من الحوار بين طرفي النزاع، مشدداً بقوله «لا مكان للأسد في مستقبل سوريا». ففي كلمة ألقاها أمام المنتدى الأميركي - الإسرائيلي بواشنطن الليلة قبل الماضية، قال كيري «إذا شكلت روسيا وإيران كتلة وسمحتا للرئيس الأسد بإفشال العملية السياسية، وإذا لم يحدث انتقال (سياسي، فسنكون مقيدين في خياراتنا وسنضطر إلى اتخاذ عدد من القرارات القاسية». وأكد كيري أن واشنطن لايمكن أن تقبل استمرار الوضع الراهن في سوريا، لأنه «يمثل تهديداً خطيراً لأمن الولايات المتحدة ولكل دولة أوروبية». وتابع كيري «بالنسبة لأوروبا، ليس هو تهديد بسبب ما حصل في باريس أو في أي مكان آخر، إنما هو تهديد لأن هذه الهجرة من الشرق الأوسط، قد تغير السياسة الأوروبية إلى الأبد». وأضاف أنه «من الأهمية الحيوية أن تتحد إيران وتركيا والأردن ولبنان وروسيا والولايات المتحدة وجميع الحلفاء والائتلافات لضمان بقاء «سوريا موحدة». وذكر كيري أن الجولة التالية من المفاوضات بشأن تسوية الأزمة السورية ستجري في نيويورك قبل نهاية ديسمبر الجاري، مضيفاً أن المعارضة اختارت أعضاء الوفد المكلف بخوض المفاوضات، وأنها «جاهزة للجلوس إلى طاولة الحوار إلى جانب كل من روسيا وإيران اللتين وافقتا على اقتراحنا حول ضرورة الانتقال السياسي» بهذه البلاد المضطربة. وتابع كيري قائلاً إن الهدف من هذا الانتقال هو تشكيل حكومة شاملة التمثيل خلال الأشهر الستة القادمة، على أن يتم خلال هذه الفترة وضع دستور جديد وآليات لتنظيم انتخابات يزمع إجراؤها خلال 18 شهراً تحت إشراف دولي. وفي وقت سابق، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استمرار التحضير لهذه الجولة، دون أن ينفي أو يؤكد أنباء حددت الثامن عشر من الشهر الحالي لانعقادها في نيويورك. وأشار كيري إلى وجود انقسامات حادة في المجتمع الدولي بشأن دور ومستقبل الأسد، لكنه لفت إلى ظهور وحدة دولية غير مسبوقة بشأن الحاجة لمرحلة انتقالية تنهي الأزمة. وأمس الأول، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده لا تشترط تنحي الأسد قبل الفترة الانتقالية.
مشاركة :