مثقفون يحتفون بـ «يوم زايد»: حضور مُلهم في قلب المشهد الإنساني

  • 4/20/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يوم زايد للعمل الإنساني، الذي يصادف التاسع عشر من شهر رمضان سنوياً، يُعد تخليداً لشخصية استثنائية، تفردت بحضورها الذي ألهم البشرية في العطاء والسخاء والوفاء وحب الخير والعمل الإنساني، ليبقى حضور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» القائد المؤسس خالداً في قلب المشهد الإنساني، مسطراً جل المعاني السامية لما وصلت إليه الإمارات اليوم، من نهجٍ إنساني تجاوز القارات والحدود لما تحمله من تطلعات ورؤى تعكس ديمومة رسالة المغفور له في ضمير البشرية، وفي عمق الوجدان لما أعطت أياديه البيضاء من خير جزيل. وستظل رسالته الإنسانية نهجاً أصيلاً لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة. تقول الدكتورة وفاء أحمد، كاتبة وناقدة: يتوقف التاريخ في هذا اليوم ليلقي تحية إجلال وتقدير أمام ذكرى المؤسس، رجل التاريخ ورمز الأمة، فهو والعمل الإنساني وجهان لعملة واحدة، عملة نادرة عملة لأنها حملت قلبه وكفه المعطاء، مشيرة إلى أن في هذه المناسبة الجليلة على قلوبنا جميعاً استذكر بيتاً من قصيدة للشاعر حمد خليفة بو شهاب (رحمه الله) والذي يقول فيه: نبتت فروعك من صميم أصولها.. وبك الغداة فروعها تتجمع / يا زائد والخير جم وافر.. ويد الكريم على الكريم توسع. د. وفاء أحمد د. وفاء أحمد وتابعت: فأكف زايد الخير عمت كل مدينة وحضارة وصارت تاريخاً ومنارة للإنسانية ورمزاً للعطاء، بل إنه خط في التاريخ حروفاً من إنسانية، فها هي بلقيس في نفس القصيدة للشاعر الراحل بوشهاب تتطلع من عليائها لرمز الإنسانية فيقول: وتطلعت بلقيس من عليائها.. ترنو إليك وكيف لا تتطلع. ونحن نستظل اليوم تحت هذه الشجرة الوطنية العملاقة الوارفة بظلالها، التي غرست بيد المغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه»، لتبقى شاهدة على مر العصور والأيام، ما وصلت إليه هذه الدولة الأبية بحضورٍ راسخ، في وجدان الحياة. كما أختتم قولي بالبيت الأخير لقصيدة الشاعر بوشهاب: يفنى الزمان بقضه وقضيضه.. والذكر لا يفنى ولا يتزعزع. عطاء بلا حدود وتقول الكاتبة فاطمة المزروعي، إن في هذا اليوم نستذكر أعمال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعطاءه اللامحدود وإنسانيته التي تعتبر رمزاً ووساماً على صدر كل مواطن على هذه الأرض الطيبة؛ لقد أسهم الوالد المؤسس في تقديم العون لكل محتاج في أي منطقة بالعالم، وقد أصبحت الإمارات في عهده في مصاف الدول المساهمة في العمل الإنساني والإغاثي على مستوى العالم، وها هي اليوم بفضله وبفضل إرثه وجهوده وعطائه تحتل الصدارة عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية. وأضافت لقد سجل التاريخ مآثر المغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه» في تقديم المساعدات المادية والمعنوية وتحويل العمل الإنساني في دولة الإمارات إلى أسلوب حياة وسلوك حضاري تتناقله الأجيال، لقد استحوذت القضايا الإنسانية فكر واهتمام الشيخ زايد، سواء أكان داخل البلاد أم خارجها، لقد انتشر عطاؤه في مختلف أرجاء العالم، فلا تكاد تخلو بقعة من بقاع الدنيا إلا وتحمل أثراً كريماً يمجّد ذكراه العطرة. فاطمة المزروعي فاطمة المزروعي وتابعت المزروعي: إن يوم زايد للعمل الإنساني، مناسبة وطنية؛ نستذكر فيها عظمة إنجازات القائد الفذ، الذي أرسى قواعد العمل الإنساني في دولة الإمارات، وامتدت أياديه البيضاء بالخير والعطاء لكل محتاج حول العالم، لقد أصبح منارة للعطاء والبذل والمحبة والإيثار. مختتمة، لقد حصل المغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه» على عدة أوسمة ونياشين من مختلف دول العام تقديراً لما قدمه من خدمات جليلة للإنسانية، ففي عام 1985 منحته المنظمة الدولية للأجانب في جنيف «الوثيقة الذهبية» باعتباره أهم شخصية لعام 1985 لدوره البارز في مساعدة المقيمين على أرض بلاده وخارجها في المجالات الإنسانية والحضارية والمالية، وغيرها من الأوسمة والجوائز التي سجلها التاريخ بحروف من ذهب. وهذا ما يجعل هذا اليوم، يوم زايد للعمل الإنساني، مناسبة لاستذكار الأعمال الجليلة لهذا القائد العظيم، إنها فرصة لأبنائنا ليتذكروا غرس زايد وكيف أصبحت دولتنا إحدى أهم الدول المساهمة في العمل الإنساني والإغاثي على مستوى العالم. إنسانية خالدة ويبين الكاتب عبدالله محمد السبب، أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان رجل الإنسانية منذ ريعان شبابه، ومنذ بدايات مرحلته السياسية، في مختلف أطوارها وأزمنتها وأمكنتها؛ فمن يسعى إلى الوحدة والتكامل، ومن يؤاخي بين الفرد المواطن والفرد المقيم في الحقوق والواجبات، هو إنسان بالمعنى الحقيقي للإنسانية. عبدالله السبب عبدالله السبب موضحاً، ففي 19 رمضان من العام 1425 هـ رحل، طيب الله ثراه، لكن أثره الإنساني ما زال حاضراً في كل شبر من الخريطة الجغرافية الإماراتية، وفي أنحاء متفرقة من المعمورة العربية والإسلامية والعالمية. فإنسانية المغفور له، متطابقة قولاً وفعلاً، بشهادة القاصي والداني، وشهادة القريب والغريب، وشهادة الإنسان البسيط من عامة الشعب والإنسان ذي المركز الاجتماعي والوظيفي المتعدد الأوجه والمراتب، وهو القائد الإنسان بالمعنى الحقيقي والصادق والواقعي للإنسانية بكافة شؤونها وتشعباتها في عُرف المجتمع المحلي والإقليمي والدولي. د. علي بن تميم: إرث عظيم من العطاء الإنساني قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية في هذه المناسبة: «ترك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيّب الله ثراه- إرثاً عظيماً من العطاء الإنساني الذي بات ثقافة مجتمعية لجميع أبناء دولة الإمارات، إرثاً استكملته القيادة الحكيمة وسارت على دربه، فصارت دولة الإمارات من خلاله نموذجاً يقتدى به ومنارة للبذل والعطاء عربياً وعالمياً». د. علي بن تميم د. علي بن تميم وأضاف أن هذا اليوم يمثّل ذكرى غالية على قلوبنا جميعاً، تشير بالبنان إلى ريادة دولة الإمارات في مجال العمل الإنساني فهي لا تنظر في عطائها إلى أي اعتبارات تفرق بين البشر، بل تراعي الجانب الإنساني الذي يرصد احتياجات الإنسان أينما كان، وهذا ما يجعلنا نعتزّ ونفخر بهذه المسيرة المضيئة التي وصل صداها العالم بأسره، حتى باتت دولة الإمارات اليوم في صدارة الدول المانحة وفق التصنيف الائتماني العالمي لسنوات عديدة، إذ قدّمت الدعم لأكثر من 70 دولة، وبلغت قيمة المساعدات الخارجية لدولة الإمارات خلال الفترة من 2010 وحتى 2021 نحو 206 مليارات درهم و34 مليون درهم، بما يعادل 56.14 مليار دولار أميركي، إلى جانب الاعتراف بمكانتها كدولة مانحة رئيسة. وأكد الدكتور علي بن تميم أن تخصيص هذا اليوم يعكس التفاف القيادة الحكيمة والمجتمع الإماراتي حول هذا الإرث العريق وانتماءه لهذه الثقافة، فالعطاء سمة متأصلة ونابعة من قيم الأصالة الإماراتية والتي تجعلنا نفخر على الدوام بأننا أبناء هذا الوطن المعطاء.

مشاركة :