أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اليوم (الثلاثاء) افتتاح قاعة "النسيج المصري" بالمتحف القومي للحضارة المصرية في القاهرة بعد الانتهاء من أعمال تجهيزها استعدادا لاستقبال الجمهور. وذكرت الوزارة في بيان أن القاعة تضم "مجموعة فريدة من المقتنيات الأثرية التي كانت موجودة بمتحف النسيج بشارع المعز (في القاهرة) بالإضافة إلى عدد من القطع الأثرية التي تم نقلها من المخازن والمتاحف المصرية لتحكي تاريخ النسيج المصري على مر العصور المختلفة". وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري إنه تم نقل مقتنيات متحف النسيج بشارع المعز إلى القاعة الجديدة بعد قرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية بغلق متحف النسيج بسبب سوء الحالة الإنشائية للمبنى والبدء في أعمال ترميمه وإعادة تأهيله. وجرت عملية النقل تحت إشراف وزارة السياحة والآثار مع اتخاذ كافة التدابير اللازمة واستخدام الأساليب العلمية المتبعة في أعمال التغليف والنقل، وفقا لوزيري. كما تم نقل أكثر من 250 قطعة أثرية من المتحف المصري بميدان التحرير ومتحف الفن الإسلامي بمنطقة باب اللوق وقصر محمد علي بحي المنيل والمتحف الزراعي بحي الدقي ومخازن المتحف القومي للحضارة المصرية إلى القاعة الجديدة لإثراء العرض المتحفي بها. وأوضح الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية أحمد غنيم أن قاعة النسيج المصري تعد واحدة من القاعات الرئيسية بالمتحف حيث تبلغ مساحتها 1000 متر مربع، وتعرض مجموعات فريدة من النسيج المصري باستخدام أحدث أساليب وتقنيات وفتارين العرض، ومنظومة إضاءة ملائمة لطبيعة الأثر. وتمت الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة داخل قاعة العرض من خلال وسائط الجرافيك التي تهدف إلى توضيح مقتنيات العرض المتحفي بالإضافة إلى وجود شاشات لعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تحكي تاريخ النسيج المصري. من جهته، قال رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار مؤمن عثمان إن قاعة النسيج المصري تضم نحو 650 قطعة أثرية يستطيع الزائر من خلالها أن يأخذ فكرة متكاملة عن مقتنيات النسيج المصري عبر العصور بدءا من عصور ما قبل التاريخ مرورا بالعصور الفرعونية واليونانية - الرومانية والقبطية والإسلامية وصولا إلى العصر الحديث والمعاصر. ومن أهم القطع المعروضة "مجموعة من الأردية من الصوف ترجع إلى عصر العمارنة وتعرض لأول مرة لتكون خير شاهد على استخدام المصري القديم للأصواف على عكس ما هو شائع"، بحسب مستشار وزير السياحة والآثار للعرض المتحفي محمود مبروك. ومن بين القطع أيضا "أردية من الكتان ترجع إلى العصور القديمة المختلفة، ومجموعة من النسيج الوبري والحرير والأقطان والأقمشة المختلفة والخيامية التي اشتهرت بها مصر، ونماذج من القمصان والجلاليب التي ترجع إلى العصر اليوناني الروماني". وتضم كذلك "أهم أدوات الغزل والنسج القديم، ونموذجا لورشة نسيج من عصر الدولة الوسطى، وتمثالا لرئيس النساجين بالدولة القديمة، بالإضافة الى مجموعة من التماثيل واللوحات". وتتكون قاعة النسيج من طابقين، خصص الأول لعرض مقتنيات النسيج المصري عبر العصور والتعريف بالمادة الخام للنسيج كالكتان والأدوات التي استخدمت فى صناعته والأصباغ بألوانها المختلفة وكذلك مجموعة من التماثيل التي ترتدي نماذج مختلفة من الملابس وبعض الأسرة والسجاجيد والمناشف، بالإضافة إلى مجموعة من الحلي التي كانت تتزين بها السيدات على الملابس المختلفة. أما الدور العلوي، فقد خصص لعرض مقتنيات تتبع أسرة محمد على المالكة ومنها بعض الفساتين والحلي بالإضافة إلى عرض بعض الأفلام القصيرة التي تتحدث عن النسيج بداية من المادة الخام حتى طريقة صناعته على الأنوال وخروجه كمنتج كامل. ويأتي افتتاح هذه القاعة تزامنا مع الاحتفال بيوم التراث العالمي، الذي يوافق 18 ابريل من كل عام، وذكرى مرور عام على افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية. وافتتحت مصر في ابريل 2021 قاعة العرض المركزية وقاعة المومياوات الملكية بالمتحف القومي خلال احتفال بموكب ملكي مهيب لنقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري بميدان التحرير وسط القاهرة إلى المتحف القومي للحضارة المصرية.
مشاركة :