استطاع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن يرسي دولة أساسها السعادة وبنيانها الإنسان، اهتم بالصغير والكبير، وجعل في الصدارة الاهتمام بالبيئة وبالشجر والحجر، وما تنعم به البيئة في الدولة اليوم من اهتمام وتقدير، ما هو إلا حصاد لهذا النهج القويم والرؤية الاستشرافية الثاقبة والحكمة البالغة التي كان يتحلى بها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والذي كان يضع الاهتمام بالطبيعة في الصدارة، والذي ينعكس في الكثير من المواقف الإنسانية التي عايشها كل من رافق الشيخ زايد (رحمه الله) وشهدها وما زالت راسخة في ذهنه ويستحضرها يومياً وفي جميع المناسبات. وقال إسماعيل البلوشي «مقهوي» المغفور له الشيخ زايد، إن قربه من الشيخ زايد جعله يأخذ عنه الكثير من القيم الإيجابية، ومن الذكريات التي ما تزال راسخة في ذهن البلوشي والمتعلقة بالبيئة، وتعد من المواقف الجليلة اهتمامه بالطيور والشجر والنباتات وجميع الكائنات أينما حل وارتحل، لافتاً إلى أنه كان بسيطاً وغير متكلف ويعامل الناس بود ورحمة، وكان بابه مفتوحاً للجميع، ولا يتعلق ذلك بالإنسان فحسب، بل رحمته شملت الطيور والشجر والحيوانات أيضاً. إسماعيل البلوشي إسماعيل البلوشي ففي إحدى المرات التي كان فيها المغفور له الشيخ زايد خارج الدولة وتحديداً في سويسرا، وأثناء تجوله في مركب في بحيرة معروفة، لاحظ تجمع الكثير من الطيور حول المركب، وكان سعيداً بذلك، وبعد أن جلس في أحد المطاعم وشاهد الطيور تتلقف الخبز من الأرض، وما ترميه لها أيادي زوار المكان السياحي، سأل عن طريقة إطعامها، فأخبره أحد الأشخاص أنها تعيش على ما يلقيه لها الزوار فاتفق مع صاحب المطعم على إطعام الطيور يومياً وعلى مدى سنوات طويلة، وذلك بتقديم ما يكفي لها من الخبز يومياً، ودفع لصاحب المطعم قيمة الخبز الذي سيقدمه للطيور لسنوات طويلة، ومن المواقف الأخرى الراسخة في ذاكرة البلوشي أيضا، أثناء رحلة صيد في باكستان قال:«كان المغفور له يجول في المنطقة منذ الصباح الباكر، وفجأة جاء وطلب مني فتح السيارة وإذا برجل كبير في السن يرتعش من البرد، طلب منا إكرامه وإطعامه وإعطاءه ملابس تقيه من البرد القارس، وبعد أن استرجع الرجل قواه، سأله عن سر تواجده في هذه المنطقة البعيدة، فأخبره أنه فقير ولا يملك ما يعيش به، وأنه كان يتتبع الضوء المنبعث من خيمة الشيخ زايد، رحمه الله، عله يجد من يساعده، فأمر المغفور بإكرامه وإكرام جميع من في قريته، كما أمر بحفر الآبار في المنطقة وتوفير العلف لمواشيهم، وإكرامهم مادياً». كما أكد البلوشي أن الشيخ زايد، رحمه الله، كان كريماً جداً. وقال سالم القايدي إن المغفور له قائد ومعلم، كانت له رؤية استشرافية لأمور البيئية حتى قبل أن تكون الطبيعة تعاني مثل الآن، وذلك بسبب إدراكه لأهمية البيئة والطبيعة، وأورد قائلاً، أدركنا حالياً أهمية ما كان يقوم به المغفور له الشيخ زايد «رحمه الله»، منه تعلمنا كيف نعتني بالشجر وكيف نزرع آلاف الأشجار داخل الدولة خارجها، منه تعلمنا العطاء بلا حدود، حيث حول الصحراء إلى أرض خضراء، وما نراه اليوم من اهتمام بالزراعة في الدولة ما هو إلا نتيجة لرؤيته الاستشرافية، حيث كان يمنع قلع الأشجار ويأمر يتخصيص الماء لها وريها مهما كانت بعيدة وسط الصحراء، منه نستمد حب الطبيعة والاهتمام بالبيئة واستدامة الموارد. سالم القايدي سالم القايدي أصحاب الهمم في الوجدان اهتمت دولة الإمارات منذ قيام الاتحاد بأصحاب الهمم على اختلاف نوع الإعاقة، وهو النهج الذي وضعه الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، إيماناً منه بأن أصحاب الهمم شريحة مهمة في مجتمع الإمارات، وتستحق كل الدعم والرعاية والاهتمام، وأن كل فرد بإمكانه الإسهام في تنمية المجتمع، إذا أتيحت له البيئة المشجعة، وواصلت الدولة وقيادتها السير على هذا النهج، فأصبحت سياسات تمكين أصحاب الهمم، ودمجهم الفاعل في المجتمع جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجيات الوطنية للدولة. وبفضل هذا الدعم اعتلى الكثير من أصحاب الهمم المراكز الأولى في البطولات، حققوا الإنجازات في الكثير من المحافل الداخلية والعالمية، وكل ما وصلوا له هؤلاء الأبطال المميزون كان بفضل دعم المغفور له. وخير مثال على قصة نجاح حققت بكل فخر لأم ستينية عُرفت لدى من حولها بلقب «أم أصحاب الهمم»، زعفرانة أحمد خميس أكسبتها الحياة خبرة واسعة مكنتها من مد يد العون لأفراد المجتمع وخاصة في مجال دعم ورعاية أصحاب الهمم، حيث تمتد جهودها التطوعية لأكثر من اثني عشر عاماً، أشرفت خلالها على أصحاب الهمم حيث قدمت لهم الرعاية والدعم خلال النشاطات والفعاليات الرياضية المختلفة على مستوى الدولة والعالم، ومن ضمنها الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص في أبوظبي 2019. زعفرانة هي أم لأحد عشر ابناً، منهم ابنتان من أصحاب الهمم هما حمدة ومريم البطلتان ضمن فريق الأولمبياد الخاص لمنتخب الإمارات، بدأت زعفرانة جهودها التطوعية في عام 2007 في نادي أبوظبي لأصحاب الهمم التابع لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وتعد زعفرانة محل ثقة لجميع من حولها، سواء من فريق العمل أو أولياء الأمور، نظراً لإخلاصها وأدائها مهامها التطوعية على أكمل وجه، واهتمامها باللاعبات كاهتمامها بابنتيها حمدة ومريم وبفضل الدعم القيادة الرشيدة حققت إنجازا تفتخر به وهو الفوز بجائزة أبوظبي. وتؤكد أن كل ما وصلت له من إنجازات هي وبناتها بفضل المغفور له الشيخ زايد الذي لم يتوان عن دعم وتشجيع تلك الفئة، مؤكدة أن عطاء وخير المغفور بلا حدود فقد كان الداعم الأول لأصحاب الهمم، الذي أولاهم رعاية خاصة من حيث الدعم والتشجيع والرعاية. فاطمة الحنطوبي: شخصية بيئية ملهمة تقول فاطمة الحنطوبي- رئيس قسم المحميات بهيئة الفجيرة للبيئة كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ذا رؤية ثاقبة في مجال البيئة والتي تجلت من خلال إصراره وتصميمه على بناء واحة ضمن مساحات شاسعة من الصحاري الرملية ومشاركاته الدائمة في الزراعة واهتمامه بأشجار النخيل والغاف، التي هي الموروث البيئي الطبيعي لدولة الإمارات. فاطمة الحنطوبي فاطمة الحنطوبي وتضيف «حرص المغفور له على حماية البيئة منذ بداية الاتحاد حيث أسس «المجلس الأعلى للبيئة» في عام 1975، كما أدرك أهمية التنوع البيولوجي للمنطقة، وجاء ذلك من خلال اهتمامه بالحيوانات فقد أنقذ الشيخ زايد المها العربي من الانقراض من خلال إنشاء برنامج تكاثر في صير بني ياس، في عام 1978، وأسس مستشفى خاصاً لعلاج الصقور، ومن أهم أقواله التي كان يحض الشعب عليها «نحن نعتز ببيئتنا لأنها جزء لا يتجزأ من بلادنا وتاريخنا وتراثنا». ومن الجوائز التي نالها في مجال البيئة نظراً لحرصه على الاهتمام بالبيئة فقد حصل على «الميدالية الذهبية» من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة عن عمله في إعادة تشجير الصحراء. وكان أول رئيس دولة يحصل على «جائزة الباندا الذهبية»، وهي أعلى جائزة للحفاظ على الحياة البرية يمنحها الصندوق العالمي للحياة البرية في عام 1997، كما نال جائزة منطقة غرب آسيا عن«عمله طوال حياته» لحماية بيئة بلاده، وإسهاماته المشهود لها على نطاق واسع في الزراعة والتشجير وحماية الأنواع. وأكدت الحنطوبي «المغفور له الشيخ زايد يُعد من «الشخصيات البيئية» الملهمة التي يتحدث عنها التاريخ، فقد ارتبط اسمه بالبيئة من خلال قيادته لدولة الإمارات وتحويل الصحراء إلى واحة خضراء، عمل على تأصير الروابط بين الناس والحيوان والأرض، شجع القادة على الاهتمام بـ«التنمية المستدامة» منذ القدم أكثر من ربع قرن، وتم غرس أكثر من 100 مليون شجرة غرستها قيادة الشيخ زايد وسياسته الحكيمة طيب الله ثراه. يوسف العلي يوسف العلي يوسف العلي: اهتمام بالقطاع الزراعي بين يوسف العلي - باحث في التراث، الإنجازات غير المسبوقة التي تحققت في قطاع الزراعة في الدولة على الرغم من الطبيعة الصحراوية والظروف المناخية الصعبة، حيث مثلت هذه الإنجازات نهضة حضارية متميزة للإمارات تحققت بفضل المولى سبحانه وتعالى والبصيرة الثاقبة وعزيمة التحدي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، حيث قال «أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة» حيث أولى الشيخ زايد، رحمه الله، قطاع الزراعة اهتماماً كبيراً، وقدم كافة أنواع الدعم لهذا في تحويل الصحراء إلى جنة خضراء. وأضاف العلي «غدت الإمارات مثالاً، فقامت الدولة بتهيئة العديد من الأراضي كتسوية الأرض وحرثها ومد شبكات الري الحديثة فيها، وقامت بزراعتها بشكل مبدئي بأشجار صحراوية قادرة على تحمل ملوحة التربة وحرارة الجو، وتم استخدام الطرق الحديثة في الري مثل التنقيط والتقطير بالإضافة إلى ذلك تم توزيع الأراضي الزراعية على المواطنين، وتم حفر الآبار وإنشاء الأحواض بالمجان، وتم توفير الدعم، استجلاب البذور والأسمدة وتوفير الشتلات، لذلك لم تبخل دولة الإمارات في أي شيء يساعد في ً نشر الرقعة الخضراء.
مشاركة :