أكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز، أن الغارات الجوية التي بدأتها المملكة المتحدة الخميس الماضي على تنظيم داعش في سورية غير قانونية وستشكل دعماً للإرهاب، وفي وقت قتل 32 عنصراً من التنظيم جراء غارات يعتقد أن طائرات حربية تابعة للائتلاف الدولي بقيادة واشنطن شنتها على مقرات المتطرفين في ابرز معاقلهم في سورية، صرح المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر ايف داكور بأن منظمته تسعى لإيجاد صلة مع داعش للتمكن من مساعدة 10 ملايين شخص يعيشون في المناطق التي يحتلها هذا التنظيم المتطرف ولا تستطيع حالياً الوصول اليهم. وفي التفاصيل، أكد الأسد في المقابلة التي نشرتها الصحيفة الصادرة أمس، ونقلتها وكالة الأنباء السورية سانا، ان الضربات ستكون ضارة وغير قانونية وستشكل دعماً للإرهاب، في اشارة الى الغارات التي اجازها البرلمان البريطاني الأربعاء الماضي. وأضاف ان هذه التنظيمات أشبه بالسرطان والسرطان لا يعالج بإحداث جرح فيه بل ينبغي استئصاله بشكل نهائي. أما هذه العملية فلا تتجاوز إحداث جرح في السرطان ما سيؤدي إلى انتشاره في الجسم بسرعة أكبر. وقال لا يمكن إلحاق الهزيمة بـ(داعش) من خلال الضربات الجوية وحسب، دون التعاون مع القوات على الأرض لا يمكن إلحاق الهزيمة بهم دون مشاركة الحكومة والناس بشكل عام. لذلك اعتبر الرئيس السوري ان مشاركة البريطانيين لن تحقق أي نتيجة. وسخر الأسد من تأكيد رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون وجود 70 ألف مقاتل سوري معتدل يمكن للائتلاف الدولي لمواجهة تنظيم داعش الاعتماد عليهم ميدانياً. وقال أين هؤلاء الـ 70 ألف معتدل الذين يتحدث عنهم، ليس هناك 70 ألفاً ولا 7000 ولا ربما 10. من هؤلاء الذين يتحدث عنهم؟. من جهة أخرى، اشاد الرئيس السوري بالتدخل الروسي في بلاده معتبراً أنه قانوني لأنه جرى لتلبية طلب منه. وتابع كم من الخلايا الإرهابية توجد الآن في أوروبا. كم من المتطرفين صدرتهم من أوروبا إلى سورية. هنا يكمن الخطر. يكمن الخطر في وجود حاضنة ويستطيع الروس رؤية ذلك بوضوح. إنهم يريدون حماية سورية والعراق والمنطقة وأنفسهم بل وحماية أوروبا. ولا أبالغ حين أقول إن الروس يحمون أوروبا اليوم. ورداً على سؤال حول احتمال تنفيذ الجيش الروسي تدخلاً برياً قال الرئيس السوري لم نناقش ذلك بعد ولا أعتقد أننا بحاجة لذلك الآن لأن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح. كما ابقى الباب مفتوحاً امام التعاون مع الدول الغربية. وقال إذا كانوا مستعدين وجديين ومخلصين في مكافحة الإرهاب، فإننا نرحب بأي بلد في العالم وبكل جهد سياسي يهدف إلى ذلك. نحن لسنا متشددين في هذا الصدد بل براغماتيون تماماً. في المحصلة نحن نريد تسوية الوضع في سورية ومنع المزيد من سفك الدماء. وحول إذا ما كان ينوي الترشح لرئاسة بلاده في حال تنظيم انتخابات رد الأسد إذا تم الاتفاق على مثل هذه العملية فمن حقي كأي مواطن سوري آخر أن أترشح وسيستند قراري حينذاك إلى قدرتي على الوفاء بالتزاماتي. وعلى ما إذا كنت أتمتع أو لا أتمتع بتأييد الشعب السوري. في كل الأحوال لايزال الوقت مبكراً لذلك. ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان قتل 32 متطرفاً على الأقل من (داعش) وأصيب أكثر من 40 آخرين بجروح (أمس) جراء ضربات شنتها طائرات حربية يعتقد انها تابعة للائتلاف الدولي على مقرات للتنظيم شمال وشرق وجنوب شرق مدينة الرقة. وأوضح المرصد ان عدد القتلى مرشح للارتفاع. وبحسب المرصد، شنت الطائرات الحربية اكثر من 15 ضربة على مقرات تابعة للتنظيم. إنسانياً، صرح المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر ايف داكور، بأن منظمته تسعى لإيجاد صلة مع داعش. وقال داكور في مقابلة مع وكالة فرانس برس: نعم اننا نسعى بكل تأكيد الى اتصال. وأوضح لدينا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر رؤية انسانية. اننا نرى أن هناك 10 ملايين شخص تحت سيطرة التنظيم، وهؤلاء الـ 10 ملايين شخص هم الذين يهموننا. ما هي مشكلاتهم واحتياجاتهم الإنسانية. لذلك علينا ان نتحادث ونتصل بكل الأطراف اكثر من أي وقت مضى. ولفت مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط روبرت مارديني بأسف الى أن الوضع الإنساني في سورية كارثي ويزداد تدهوراً يوماً بعد يوم. وأضاف يجب ان تتوفر لدينا امكانية افضل لتقديم المساعدة للأكثر ضعفاً. ويحتاج اكثر من 12 مليون سوري بينهم 5.5 ملايين طفل لمساعدة انسانية فورية. وهرب اكثر من أربعة ملايين شخص الى الخارج كما نزح نحو ثمانية ملايين في داخل البلاد. وأرغم عدد منهم للنزوح مرات عدة. وأوضح داكور اننا لا نستطيع (في الوقت الحاضر) الوصول الى الأجزاء التي يسيطر عليها (داعش) في سورية، انه أمر بالغ الخطورة بالنسبة لنا، لم نتمكن من إقامة اتصال.
مشاركة :