جدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري تصريحاته اللينة حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، كاشفاً أن لقاء القوى العالمية والإقليمية المرتقب بشأن سوريا سيتم في نيويورك. فيما استبعدت إيطاليا التدخل عسكرياً في الصراع السوري. وفي حين شددت طهران على أن مستقبل الأسد الخط الأحمر، أكدت أنه لم يعد من المناسب استمرار التوتر بين موسكو وأنقرة. وفي التوتر بين موسكو وأنقرة، وجد موقع ويكيليكس ما يكشف عنه متهماً الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالتحضير لإسقاط مقاتلة روسية منذ بدء العملية في سوريا وإعطاء الأمر حول ذلك بنفسه، فيما جددت وزارة الدفاع الروسية استهجانها عدم رصد الأميركيين صهاريج نفط تنظيم داعش التي تنقل النفط لتركيا، معتبرة أن ذلك بمثابة غطاء مباشر للتهريب. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في كلمةٍ له أمام منتدى سابان لدراسات الشرق الأوسط، ان اللقاء المرتقب للقوى العالمية والإقليمية في شأن سوريا، أي ما يسمى بمجموعة دعم سوريا، سينعقد في نيويورك، استكمالاً للقاءات سبق أن استضافتها العاصمة النمساوية فيينا. وقال كيري، في سياق تتراجع المواقف الدولية إزاء مرحلة انتقالية في سوريا من دون الأسد: هناك حاجة لتحديد شكل الانتقال السياسي في سوريا.. سنجتمع في نيويورك هذا الشهر للمضي قدماً وتسهيل انتقال سياسي يدعمه جميع الأطراف من أجل سوريا موحدة وغير طائفية تختار قياداتها في المستقبل من خلال انتخابات شفافة بإشراف الأمم المتحدة. ويرى مراقبون أن تراجع المواقف يعود لاستشعار الغرب خطر تمدد تنظيم داعش داخل عواصمهم، الذي لا يرون حلا لدحره دون حل الأزمة السورية. إيطاليا لن تتدخل وفي الأثناء، استبعد رئيس الوزراء الإيطالي مايتو رينزي أمس تدخل بلاده عسكرياً في الصراع الدائر في سوريا. وقال رينزي لا نريد مضاعفة ردود الفعل المتعجلة بدون أي رؤية استراتيجية. نستطيع أن نسمح لأي شيء ما عدا حدوث ليبيا رقم 2. وأضاف رينزي أربعة أعوام من الحرب الأهلية في ليبيا أظهرت أن المهمة العسكرية التي دفع إليها الرئيس الفرنسي حين ذاك نيكولا ساركوزي عام 2011 لم تكن بالخيار السعيد. وأوضح إيطاليا مستعدة لمحاربة جميع أشكال الإرهاب، عندما تكون هناك استراتيجية واضحة. خط أحمر وإلى ذلك، قال علي أكبر ولايتي كبير مستشاري السياسة الخارجية للمرشد الإيراني إن الشعب السوري وحده هو الذي يحدد مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، مضيفا أن هذا الأمر يمثل الخط الأحمر بالنسبة لطهران. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية ارنا عن ولايتي قوله الرئيس السوري الأسد يعتبر الخط الأحمر للجمهورية الإيرانية فهو الذي انتخبه الشعب السوري. وقال ولايتي أيضا إن إيران يجب أن تحاول تخفيف التوترات بين تركيا وروسيا. وتابع تصاعد التوترات لا يفيد المنطقة. يجب ألا ننحاز لأي طرف ومن واجبنا تهدئة التوترات بين هذين البلدين. ويكيليكس يتهم أردوغان وفي أحدث حلقات ملف اسقاط المقاتلة الروسية، أكد موقع ويكيليكس أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعطى شخصياً الأوامر بقصف القاذفة الروسية فوق سوريا. وقال الموقع أمس إن اردوغان أعطى هذه الأوامر قبل الحادثة بفترة طويلة، بحيث كان يجب أن تتم في بداية شهر أكتوبر عند بداية العملية العسكرية الروسية ضد تنظيم داعش في سوريا. ونقل الموقع هذه المعلومات عن فؤاد عوني، وهو الاسم المستعار في تركيا لمصدر مؤثر جداً يسمونه محلياً بـجوليان أسانج التركي. اتهامات روسية وفي سياق متصل، جددت وزارة الدفاع الروسية التعبير عن اندهاشها من تصريحات المسؤولين الأميركيين بأنهم لا يرون كيف يتم تهريب النفط المسروق من قبل تنظيم داعش الإرهابي إلى تركيا. وفي تصريح صحافي قال الناطق باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف: عندما يقول المسؤولون الأميركيون انهم لا يرون كيف يتم نقل النفط المهرب من قبل الإرهابيين إلى تركيا، فإن ذلك أكثر من مكر بسيط، لأنه يشبه توفير غطاء مباشر. وعلى صعيد آخر، انتقد وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو صورا لمقاتل روسي يحمل منصة صواريخ أثناء مروره في مضيق البوسفور التركي على متن سفينة روسية، ووصف ذلك بأنه استفزاز. وقال الوزير في كلمة بثها تلفزيون ان تي في ان اظهار السفن الحربية الروسية لأسلحة هو استفزاز. وكان التلفزيون عرض صوراً لعسكري روسي على متن تلك سفينة روسية وهو يحمل منصة اطلاق صواريخ على كتفه في وضعية الإطلاق. تصدير كثفت الحكومة السورية، على هامش الأزمة بين موسكو وأنقرة، جهودها لتوريد كميات كبيرة من الحمضيات على اختلاف أنواعها إلى روسيا، في ظل تدهور كبير في تصريف الكميات التي ينتجها الساحل السوري من الحمضيات، حيث بلغ إنتاج سوريا في العام الماضي ما يقارب مليوناً و300 ألف طن، طبقاً لما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
مشاركة :