لم تكن البدايات تشي بما سيكون عليه حال القرية المصرية الصغيرة عندما أقامت سويسرية فتنها سحر المكان مدرسة لتعليم حرفة صناعة الفخار فيها قبل عشرات السنين، غير أن (قرية تونس) تحولت إلى مقصد سياحي شهير يتردد عليه الأجانب من الزائرين والمقيمين والمصريين من مختلف محافظات البلاد وأصبح لها مهرجان سنوي للخزف والفخار والحرف اليدوية. تقع قرية تونس على تل مرتفع يطل على شواطئ بحيرة قارون بمحافظة الفيوم إلى الجنوب الغربي من العاصمة المصرية. واستمر المهرجان ثلاثة أيام قبل أن يختتم أعماله أول من أمس السبت. وبخلاف طبيعتها الريفية الجذابة اشتهرت القرية كمقصد سنوي لهواة المصنوعات اليدوية الذين يأتون من دول مختلفة لمشاهدة عملية تشكيل مثل هذه الأعمال وصنعها بأعينهم والمشاركة أيضا في صنع بعضها بأيديهم. في البداية لم يكن يخطر ببال أي من أبناء القرية أنها ستصبح وجهة سياحية شهيرة إلى أن استوطنت بها السويسرية إيفلين بوريه منذ عشرات السنين وأنشأت بها مدرسة لتعليم الحرفة، وبمرور الوقت أقيمت بالقرية فنادق ودور ضيافة على الطراز الريفي من الحجارة والطوب اللبن واشتهرت بتقديم أطعمة ريفية. وانتشر سائحون من جنسيات مختلفة بعضهم يزور القرية لأول مرة والبعض الآخر يتردد عليها بانتظام ، وقالت سابينه وهي مواطنة سويسرية تعمل بشركة في القاهرة إنها تزور تونس مع أسرتها مرة كل شهر تقريبا مشيرة إلى أن منزلها يمتلئ بالأعمال الفخارية المصنوعة في القرية ، وغلبت على الزائرين الفتيات والسيدات وقالت سيدة مصرية وهي تهم بمغادرة المكان مع أولادها إنها ستكرر الزيارة. وبجانب المشغولات الفخارية عرضت ملابس ريفية ذات ألوان زاهية وقطع من السجاد اليدوي ومشغولات مصنوعة من خوص النخيل. كما انتشرت عربات تجرها الخيول وجمال وأعد الأهالي جلسات على الطراز العربي داخل خيام لاستقبال الزائرين.
مشاركة :