نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل، نائب أمير المنطقة، حفل افتتاح منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، وندوته الـ 42 تحت شعار "الاقتصاد الرقمي واستشراف المستقبل"، بمشاركة نخبة من أبرز الخبراء والمتخصصين في مجالات الاقتصاد والتمويل والاستثمار، وذلك بحضور سمو رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور ممدوح بن سعود بن ثنيان آل سعود. واُستهل الحفل بكلمة رئيس مجلس أمناء منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي عبدالله صالح كامل، تحدث فيها عن ندوة البركة وتاريخها منذ تأسيسها على يد رجل الأعمال صالح كامل - رحمه الله - قبل نحو 42 عاماً، معلناً عن اطلاق جائزة صالح عبدالله كامل للاقتصاد الإسلامي، لتكون رافداً جديداً للاقتصاد الإسلامي، ومساراً ضمن مسارات الابتكار والتجديد في شتى مجالاته، ودعا كامل كافة المؤسسات والأفراد للاستفادة من الجائزة كمحفز حقيقي لتطوير أبحاثهم ودراساتهم في مسارات الجائزة الأربعة. وأشار رئيس مجلس أمناء منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، إلى تزايد الاهتمام العالمي بالاقتصاد الإسلامي، منوهاً بما أطلقته المملكة من استراتيجية طموحة، لجعل المملكة مركزاً عالمياً للمالية الإسلامية، وهو ما يتناسب مع ما يمثله السوق السعودي من أهمية متزايدة عالمياً في مختلف مجالات المالية الإسلامية. إثر ذلك، شاهد سمو نائب أمير المنطقة والحضور، فيلماً وثائقياً حول مسيرة صالح كامل في دعم مجال الاقتصاد الإسلامي وتطوير آلياته ومدخلاته ومخرجاته، بالإضافة إلى عرضاً مرئياً عن جائزة صالح عبدالله كامل للاقتصاد الإسلامي المزمع منحها ابتداءً من العام المُقبل للمتميزين في مجال الاقتصاد الإسلامي، وفقه المعاملات الاقتصادية. عقب ذلك، ألقى وكيل محافظ البنك المركزي للأبحاث والشؤون الدولية الدكتور فهد الدوسري، كلمة خلال الندوة تحدثها فيها عن صناعة المالية الإسلامية التي وصلت نحو 2.7 تريليون دولار، فيما بلغت أصولها بالمملكة ما يقارب 3 تريليون ريال سعودي، مشيراً إلى أن هذا القطاع مازال يشهد نمواً متسارعاً بالمملكة، بنسبة 18٪ سنوياً. فيما تحدث معالي المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الدكتور سعد بن ناصر الشثري، عن المعالجة الشرعية الإسلامية لموضوع رقمنة الاقتصاد الإسلامي، مؤكداً أن التقنية تخدم العديد من الأمور ومن بينها الاقتصاد، مطالباً بضرورة المراقبة التقنية على عمليات البنوك، والسعي لإيجاد ضمانات تقف في وجه العابثين بالتقنيات الاقتصادية، وبذل الجهود في تطوير هذا المجال بمشاركة الجامعات الإسلامية بالعالم. وفي ذات السياق، نوّه معالي رئيس المجموعة الاستشارية الدولية لمركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، خلال كلمته في أعمال الندوة، على اختيار موضوع الندوة وثراء محاورها، مشيراً إلى أن الاقتصاد الرقمي يحظى بدعم لامحدود وأصبح اليوم مساهماً فاعلاً في العديد من العلاقات المالية والاقتصادية، وأتاح فرصاً غير محدودة لانتقال رؤوس الأموال وحقق نقلة نوعية في رفع الإنتاجية وتحفيز النمو وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. من جانبٍ آخر، شهد سمو الأمير سعود بن خالد الفيصل، مراسم توقيع مذكرة تفاهم، بين مجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي. يُذكر أن ندوة "الاقتصاد الرقمي واستشراف المستقبل"، تستكمل فعالياتها مساء اليوم بمجموعة من المحاور تشمل الإطار العام للاقتصاد الرقمي وموقف الدول الناشئة من التحولات الرقمية ومدى تأثير الاقتصاد الرقمي على اقتصادياتها وصناعة المالية الإسلامية في ظل الرقمنة، وكذلك البُعد الشرعي للاقتصاد الرقمي.
مشاركة :