يزداد تهديد تنظيم "بي كا كا" الإرهابي في مناطق إقليم شمالي العراق وأمن سكانها، وذلك بعد أن بدأ تواجده هناك منذ عام 1983. وتسبب التنظيم الإرهابي منذ بداية تواجده في المنطقة وحتى الآن، بإخلاء مئات القرى في محافظات أربيل ودهوك والسليمانية، ونزوح عدد كبير من الأهالي. ويشكل تواجد عناصر "بي كا كا" في بعض المناطق شمالي العراق، عائقاً أمام ممارسة الأنشطة الزراعية والحيوانية من قبل السكان، كما يحول أيضا دون إيصال حكومة الإقليم خدمات الطرق، والبنى التحتية والمياه والكهرباء وغيرها إلى تلك المناطق. وفي حال رغبتهم بالعودة إلى ديارهم ومناطقهم التي نزحوا منها، يواجه سكان المنطقة عراقيل التنظيم الإرهابي، الأمر الذي يؤدي بين حين وآخر إلى اندلاع اشتباكات بين قوات من "البيشمركة" (قوات إقليم شمالي العراق) وعناصر "بي كا كا" ممن يهددون السكان ويتسببون بنشر الفوضى في المدن والقرى. كما تسببت الألغام التي زرعها التنظيم الإرهابي بمصرع عدد كبير من عناصر "البيشمركة" حتى الآن في مختلف مناطق الإقليم. ويعيش "بي كا كا" منذ تواجده في المنطقة قبل 40 عاماً، مشاكل باستمرار مع إدارة الإقليم وسكانه. وفي 1993، خاض الحزب الديمقراطي الكردستاني (KDP) وحزب الوطنيين في كردستان (KYB)، حربا مشتركة ضد التنظيم الإرهابي. وبعدها بـ 3 أعوام، واجه "بي كا كا" حرباً من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني، وأخرى من قبل حزب الوطنيين في كردستان، عام 2000، حيث اندلعت اشتباكات بين الحزبين من جهة، مع التنظيم الإرهابي، وأوقعت خسائر فادحة في صفوف الأخير. وفي تسعينيات القرن الماضي، كان التنظيم الإرهابي يتخذ مقرات داخل المدن، فيما اضطر لاحقاً للانسحاب باتجاه الأرياف، بعد النزاعات التي شهدها مع حزبي الديمقراطي الكردستاني والوطنيين في كردستان. ** احتلال "بي كا كا" للقرى في إقليم شمالي العراق بحسب البيانات الرسمية لحكومة إقليم شمالي العراق، فإن "بي كا كا" الإرهابي كان عام 2015 يحتل 515 قرية في 3 محافظات، 304 منها تقع داخل حدود محافظة دهوك، و177 في أربيل و34 في السليمانية. وخلال السنوات الـ 7 الأخيرة، احتل التنظيم الإرهابي 285 قرية أخرى في الشمال العراقي. وأجبرت العمليات العسكرية التي نفذتها تركيا خلال السنوات الأخيرة، خارج حدودها في شمالي العراق، التنظيم الإرهابي على الانسحاب من الحدود بين البلدين باتجاه الداخل العراقي. رئيس وزراء إقليم شمالي العراق، مسرور بارزاني، وفي تصريحات أدلى بها خلال فبراير/ شباط 2021، قال إن "بي كا كا" الإرهابي يحول دون إعادة إعمار 800 قرية بالإقليم، مؤكداً عدم تسامحهم إزاء تواجد التنظيم الإرهابي في المنطقة. ** اعتداءات على أنابيب نفط إقليم شمالي العراق لا يتردد التنظيم الإرهابي في تنفيذ هجمات ضد الموارد الاقتصادية لإقليم شمالي العراق الذي يتهمه بـ "التعاون" مع تركيا وإقامة علاقات سياسية واقتصادية وثيقة معها. وفي هذا الإطار، نفذ "بي كا كا" في مرات عديدة، هجمات على أنابيب خط النفط التي تعد إحدى الموارد الاقتصادية الأساسية لحكومة الإقليم. كما تبنى التنظيم الإرهابي الهجمات التي طالت خطوط أنابيب النفط التابعة لحكومة الإقليم، في يوليو/ تموز 2015، وأكتوبر/ تشرين الأول 2020، ويناير/ كانون الثاني 2022. وبحسب تقرير اللجنة المالية في برلمان إقليم شمالي العراق، فإن الاعتداءات التي تطول خطوط أنابيب النفط، تتسبب بخسائر للإقليم تقدر بـ 10 ملايين دولار يومياً. وإلى جانب هجماته على خطوط أنابيب النفط، ينفذ "بي كا كا" اعتداءات أخرى ضد عناصر "البيشمركة"، في كل فرصة تسنح له. ففي يونيو/ حزيران 2021، لقي 5 من عناصر "البيشمركة" حتفهم وأصيب 7 آخرون جراء تعرضهم لكمين نصبه التنظيم الإرهابي، في منطقة "أمدي" بمحافظة دهوك. ومؤخراً، وعقب إطلاق القوات المسلحة التركية عملية "قفل المخلب" ضد التنظيمات الإرهابية في شمالي العراق، أطلق المدعو ضوران قلقان، أحد قياديي "بي كا كا" تهديدات ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني، محذراً من "تحول إقليم شمالي العراق إلى أوكرانيا أخرى". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :