انطلقت أمس فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لبحوث مكافحة التطرف العنيف الذي ينظمه مركز هداية في جامعة نيويورك أبوظبي في جزيرة السعديات ويستمر ثلاثة أيام، بمشاركة 200 خبير ومختص من 40 دولة. وأكد مقصود كروز، المدير التنفيذي لمركز هداية، أن للمركز خطة استراتيجية تمتد ثلاث سنوات مقبلة، تعتمد على تنفيذ مبادرات وبرامج جديدة لتعزيز جهود مكافحة التطرف العنيف، وتحديداً التركيز على برامج بناء القدرات، بمعنى نقل المعرفة عن الظاهرة وأفضل السبل لمكافحتها، إلى جانب تنفيذ دراسات ميدانية ترتبط بتعزيز فهم الظاهرة، وتأكيد نقد الخطاب المتطرف وفهم آلياته، لإيجاد خطاب بديل وبنّاء. أبعاد مختلفة وبيّن كروز أن فكرة المؤتمر تعتمد على إيجاد أرضية وخلق فرص للباحثين من مختلف أنحاء العالم فيما يتعلق بدراسات وأبحاث مكافحة التطرف العنيف، حيث نسعى إلى البحث عن حلول للتحديات التي نواجهها في كل ما يتعلق بجهود مكافحة التطرف العنيف، لافتاً إلى أن المركز يعتمد بالأساس على مبدأ ضرورة وجود معرفة علمية بمنهجية صارمة لفهم هذه الظاهرة، ومن ثم تنفيذ برامج وأنشطة تساعد على الحد من انتشارها. وأضاف أن المؤتمر الدولي الذي عقد في ديسمبر 2014، ركز على أهم البحوث والدراسات في المناطق المختلفة، وشملت أوروبا وأفريقيا وآسيا ومناطق أخرى، أما المؤتمر الثاني فيدمج بين المناطق والموضوعات، ويبحث في مفهوم التطرف العنيف من زوايا وأبعاد مختلفة. وأشار إلى أن المؤتمر يستعرض أهم الدراسات والنتائج التي توصل إليها الخبراء والمختصون، من خلال بحوثهم النفسية والاجتماعية وبحوث علوم سياسية وعلم الجريمة التي تتعامل مع ظاهرة التطرف العنيف من زوايا مختلفة. مشاركة واسعة ولفت كروز إلى مشاركة مؤسسات بحثية وأكاديمية عدة، منها جامعة نيويورك أبوظبي، وجامعة إديث كوان الأسترالية، ومركز تريندز، والمركز العالمي للإرهاب التعاوني، والمركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي، ومعهد الدراسات الأمنية، ومشروع سي تي مورس المعني بآليات الرصد والإبلاغ، ودعم مكافحة الإرهاب التابع لهيئة الاتحاد الأوروبي للعمل الخارجي والمفوضية الأوروبية. وأوضح كروز أن الأبحاث والدارسات المطروحة تسلط الضوء على كيفية فهم ظاهرة تنامي اليمين المتطرف وظاهرة التفوق العرقي الأبيض في أوروبا، والأبعاد النفسية التي يمكن أن تقود الشخص ليصبح متطرفاً، وكذلك العوامل الجيوسياسية وطبيعة التحديات التي تواجه المنطقة، وبالتالي البحث في مفهوم التطرف بالمفهوم الشامل. إنجازات وتحدث كروز عن إنجازات المركز في السنوات الثلاث الماضية، قائلاً إن المركز حقق ثلاثة إنجازات، الأول يتعلق بالسياسات العامة ودعم متخذي القرارات، حيث توجد لدينا مجموعة كبيرة من الوثائق في هذا الصدد، منها وثيقة أبوظبي حول الممارسات الجيدة لدور التعليم في مكافحة التطرف التي تم تبنيها من المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن الإنجاز الثاني يتمثل في بناء القدرات والتدريب، حيث قمنا بطرح عدد من البرامج التدريبية على مدى ثلاث سنوات في موضوعات مختلفة.وذكر كروز أن الإنجاز الثالث يتمثل في جهود المركز لإيجاد أرضية من المنطلقات الخلاقة، وعلى سبيل المثال تنظيم المؤتمر الدولي لبحوث مكافحة التطرف العنيف الذي يعد الأول من نوعه عالمياً، كما نظمنا معرض الاتصالات العالمي في ديسمبر 2014، وهو معني بإيجاد الحلول المتعلقة بمكافحة الأنشطة القتالية للجماعات الإرهابية مثل داعش، عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. جهود محلية ودولية يأتي المؤتمر الدولي الثاني لمكافحة التطرف العنيف استكمالاً لما جاء في قمة البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب بواشنطن في فبراير الماضي الذي سعى إلى تسليط الضوء على الجهود المحلية والدولية، من أجل منع المتطرفين المستخدمين للعنف وأنصارهم من دعوة الأفراد والجماعات إلى التطرف والراديكالية، وتجنيدهم وتحريضهم على ارتكاب أعمال عنف في الولايات المتحدة وفي الخارج.
مشاركة :