للمرة الاولى منذ بدء النزاع السوري، يجتمع ممثلون عن التيارات المختلفة في المعارضة السورية وفصائل مقاتلة حول طاولة واحدة في الرياض الثلاثاء المقبل بحثا عن رؤية موحدة يحملونها الى مفاوضات محتملة مع النظام. حيث تجتمع أكثر من مئة شخصية سياسية وعسكرية سورية في الرياض يوم الثلاثاء والأربعاء والخميس المقبل، بهدف الخروج ب «وفد تفاوضي موحّد ورؤية مشتركة» من دون أن يعني ذلك تشكيل «جسم سياسي جديد» بديل ل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. وبدأت الاستعدادات لترتيب مؤتمر الرياض بدءاً من الثلاثاء المقبل وتأمين الدعم اللوجستي له بحيث تجتمع غالبية أطراف الثورة السورية، بشقيها العسكري والسياسي، للتوصل إلى رؤية مشتركة حول آليات الحل السياسي ومرحلة الحكم الانتقالي. كما أن المؤتمر السوري - السوري سيعقد من دون تدخل خارجي ومشاركة أوسع تمثيل ممكن لأطياف الشعب مؤمنة بحتمية الانتقال السياسي وإن كانت تختلف حول سبل تحقيق ذلك. هذا وينتظر أن يعلن الوفد السياسي العسكري عن وثيقة تصدر باسم المعارضة، تكون بمثابة خريطة طريق، للتفاوض مع النظام حول مستقبل سورية، خاصة وأن الوفد السوري أعلن عن عدم تنازله على مجموعة من النقاط أثناء المفاوضات، وهي: رحيل بشار الأسد، وألا يكون له أي دور في المرحلة الانتقالية أيضاً، ووحدة سورية حكومة وشعباً، والتمسك بمرجعية بيان جنيف، وتشكيل جسم الحكم الانتقالي والانتقال بسورية إلى الديموقراطية. وتبذل المملكة جهودا سياسية من أجل توحيد موقف موحد للمعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، ووجهت المملكة دعوات إلى تكتلات سياسية فاعلة، من بينها هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطية ما يسمى بمعارضة الداخل، فيما دعت إلى المؤتمر شخصيات سياسية مستقلة من بينها، رئيس الحكومة المنشق الدكتور رياض حجاب والوزير السابق رياض نعسان آغا ورجل الأعمال أيمن الأصفري وشخصيات اجتماعية نافذة بهدف جمع أكبر قدر ممكن من ممثلي الشعب السوري على المستويات كافة. وكذلك الأمر بالنسبة للقيادات العسكرية، إذ حرصت المملكة على تمثيل كل القوى المعتدلة المقاتلة على الأرض، وبحسب ماهو معلن أن هناك أكثر من 14 فصيلا عسكريا يشارك في هذا المؤتمر. كما أن حضور هذا الطيف الواسع من المجتمع السوري والقوى السياسية يؤمل بمنح المؤتمر فرصة أكبر للنجاح، خاصة وأن المعارضة تعمل وبكل جدية على توحيد الصف والعمل على إعادة ترتيب العمل السياسي والعسكري. هذا ويغيب حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي وذراعه العسكري وحدات حماية الشعب عن الاجتماع، على الرغم من الدور العسكري البارز الذي لعبوه على الارض في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية. كما تشارك هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي التي تعد من ابرز مكونات المعارضة المقبولة من النظام السوري في اجتماع الرياض، وتجمع مكونات المعارضة السورية على ضرورة القيام بعملية انتقالية تنتهي باستبدال النظام الحالي، الا انها تختلف حول الاسلوب الذي يجب اعتماده للتوصل الى ذلك. يرفض الائتلاف اي دور لبشار الاسد في مستقبل سورية، كما ترفض بعض مكونات معارضة الداخل استخدام السلاح في الاطاحة بالنظام، ويطالب الائتلاف بتسليح الفصائل التي توصف ب"المعتدلة" لإيجاد نوع من التوازن على الارض مع قوات النظام. واتفقت الدول الكبرى التي اجتمعت في فيينا على جدول زمني ينص على تشكيل حكومة انتقالية في سورية خلال ستة اشهر واجراء انتخابات خلال 18 شهرا، على ان يعقد لقاء بين ممثلين عن النظام والمعارضة بحلول الاول من يناير.
مشاركة :