حددت دراسة نشرت في BMC Psychology مقياسين تم إنشاؤهما لقياس العوامل المتعلقة بقضاء الوقت في الطبيعة، وهي خطوة أولى في استكشاف كيفية تأثير ذلك على الصحة والرفاهية. وأظهرت مجموعة من الأدلة أن قضاء الوقت في الطبيعة يرتبط بالصحة الجسدية والعقلية، وأشارت الدراسة إلى أن معظم البالغين الأمريكيين لا يقضون إلا وقتا قصيرا جدا في المساحات الخضراء أو الطبيعية. وأوضحت الدراسة أن هناك عاملين قويين للتنبؤ بالسلوكيات الصحية هما الفعالية الذاتية والنوايا، ومع ذلك، لم يتم بعد تطوير معايير لقياس هذه العوامل وهي ضرورية لإنشاء تدخلات فعالة قائمة على الأدلة لزيادة قضاء الوقت في الطبيعة. استخدم الباحثون إجراء من تسع مراحل لبناء وصقل واختبار المقاييس، وحددت المرحلة الأولى الكفاءة الذاتية والنوايا كعوامل سيتم قياسها بواسطة المقاييس. وعرّفت الكفاءة الذاتية على أنها "ثقة الشخص في قدرته أو قدرتها على اتخاذ الإجراءات والاستمرار في هذا الإجراء على الرغم من العقبات أو التحديات المتعلقة بقضاء الوقت في الطبيعة". وعرّفت النوايا على أنها "التخطيط للانخراط في سلوكيات معينة متعلقة بالطبيعة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة." سُئل المستجيبون عن مدى ثقتهم في أنهم "يستطيعون قضاء ساعتين على الأقل في الأسبوع في مساحات خضراء أو طبيعية" في ظل ظروف تشمل الطقس أو الإجهاد أو إمكانية الوصول أو الجدولة أو التكاليف، كما سُئلوا عما إذا كانوا يعتزمون المشاركة في الأنشطة المتعلقة بالطبيعة مثل الخروج في الهواء الطلق أو المشي لمسافات طويلة أو زيارة المتنزهات في الأشهر الثلاثة المقبلة. وأظهرت نتائج المسح الذي أجري على عينة من 2000 شخص بالغ، أن قضاء المزيد من الوقت في الطبيعة يرتبط بكل من الفعالية الذاتية والنوايا، مما يشير إلى التدخلات المستقبلية لتحسين قضاء الوقت في الطبيعة. وأشارت النتائج إلى أنه يجب التمتع بثقة متزايدة لقضاء الوقت في الطبيعة كهدف، وكلا العاملين يرتبطان سلبا بالعمر، مما يشير إلى تناقص الثقة الذي يمكن أن يكون مرتبطا بمخاوف التنقل أو السلامة التي تزداد مع تقدم البالغين في السن. وكان لدى المجيبين على الأسئلة الذكور كفاءة ذاتية أعلى من المستجيبين الإناث، وهي نتيجة تتفق مع الأبحاث الأخرى التي تظهر أن النساء أقل عرضة للمشاركة في الأنشطة الترفيهية في الطبيعة على الرغم من إظهار تفضيلهن للقيام بذلك. يقول الأستاذ في قسم الصحة البيئية والمهنية في كلية الصحة العامة بجامعة تكساس إيه آند إم، الدكتور جاي مادوك:"تطوير المقاييس هو مجرد الخطوة الأولى كما يأمل الباحثون أن تكون سلسلة من الدراسات بهدف نهائي هو إيجاد طرق لتحسين الصحة والرفاهية من خلال زيادة قضاء الوقت في الطبيعة وأضاف مادوك: "نحن نعمل على تطوير مجموعة كاملة من الإجراءات، وبمجرد الانتهاء من ذلك، سوف نتطلع إلى تطوير تدخلات تستند إلى النظرية لزيادة الوقت الذي يقضيه في الطبيعة". المصدر: medicalxpress تابعوا RT على
مشاركة :