بعد نحو شهرين من الحصار بدا أن ميناء ماريوبول الإستراتيجي الأوكراني أمس على وشك السقوط بأيدي الروس الذين يكثفون هجومهم على شرق وجنوب البلاد. وأكد قائد للعسكريين الأوكرانيين المحاصرين في ماريوبول، المدينة الساحلية الإستراتيجية في جنوب شرق أوكرانيا «ربما نعيش أيامنا الأخيرة إن لم يكن ساعاتنا الأخيرة». وكتب سيرغوي فولينا من اللواء 36 في البحرية على فيسبوك أن «عديد العدو أكبر من عددنا بعشر مرات.. نناشد كل قادة العالم ونرجوهم مساعدتنا. نطلب منهم استخدام إجراءات الانتشال ونقلنا إلى أراضي دولة ثالثة». وأوضحت وزارة الدفاع الأوكرانية صباح أمس أن الجيش الروسي «يركز الجزء الأكبر من جهوده على الاستيلاء على مدينة ماريوبول ومواصلة محاولاته الهجومية بالقرب من مصنع آزوفستال للصلب». ولم تعلق روسيا مباشرة على التطورات. لكن الانفصاليين الموالين لموسكو في منطقة دونيتسك - حيث تقع ماريوبول - ذكروا أن خمسة جنود أوكرانيين يدافعون عن مصنع الصلب ألقوا أسلحتهم وأنه تم إجلاء 140 مدنياً. وكانت روسيا دعت الثلاثاء المدافعين عن ماريوبول إلى وقف مقاومتهم بعد إنذار أول وجهته الأحد. وستسمح لها السيطرة على المدينة بربط شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014، بالجمهوريتين الانفصاليتين المواليتين لها في دونباس وتكثف القتال في شرق أوكرانيا منذ مساء الاثنين. وبعد سلسلة من الضربات أعلنت عنها موسكو الثلاثاء، أفادت وزارة الدفاع الأوكرانية صباح الأربعاء عن «محاولة هجوم» على بلدتي سوليجيفكا وديبريفني في منطقة خاركيف وكذلك على روبيزني وسيفيرودونتسك في منطقة لوغانسك. ودعا حاكم المنطقة سيرجيو غايداي المدنيين مجددًا إلى الرحيل. وكتب على تطبيق «تلغرام» أن «الوضع يزداد تعقيدا ساعة بساعة». وذكر مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية أن روسيا عززت وجودها العسكري في شرق وجنوب أوكرانيا وتنشر حاليًا ما مجموعه 76 كتيبة. وذكر صحافيون من وكالة فرانس برس أن القصف تكثف أيضاً في الجنوب وهو جبهة أخرى. وشهدت قريتا مالا توكماشكا وأوريخيف على بعد 70 كيلومتراً جنوب شرق زابوريجيا تصاعداً في القصف. من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إنه يتابع تنفيذ خطة تحرير ... جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين شرق أوكرانيا التي وضعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اعترف باستقلالهما. إلى ذلك، ووفقاً للبنتاجون تلقت أوكرانيا طائرات مقاتلة وقطع غيار لتعزيز قواتها الجوية في مواجهة روسيا، من دون أن يتم تحديد عددها ولا الدول التي قدمتها. وبعد إرسال قطع مدفعية هاوتزر الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي، يأتي إعلان الثلاثاء بينما بدأت روسيا هجوماً جديداً في دونباس، ليعكس تغييراً في موقف الغربيين الذين رفضوا لأكثر من شهر إمداد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة لتجنب أي تصعيد للنزاع. وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي لصحافيين إنه أصبح لدى الأوكرانيين «اليوم عدد من الطائرات المقاتلة بتصرفهم أكبر من عددها قبل أسبوعين». وأضاف «بدون الخوض في التفاصيل بشأن ما تقدمه دول أخرى، يمكنني أن أقول إنهم تلقوا طائرات وقطع غيار إضافية لزيادة أسطولهم». ويتعلق الأمر على ما يبدو بطائرات ميغ-29 روسية الصنع تطالب بها كييف منذ بداية النزاع ولا يملكها سوى عدد قليل من دول أوروبا الشرقية. وكانت بولندا اقترحت نقل مثل هذه الطائرات عبر قاعدة أمريكية في بداية مارس، لكن الولايات المتحدة اعترضت خوفاً من أن تعتبر موسكو ذلك مشاركة مباشرة تتجاوز الحدود من قبل حلف شمال الأطلسي في النزاع. ولم يذكر كيربي أسماء الدول التي قدمت الطائرات لكنه ألمح إلى أنها بالفعل طائرات روسية الصنع. وقال إن «دولاً أخرى لديها خبرة في هذا النوع من الطائرات تمكنت من مساعدتها في امتلاك المزيد منها». وقال إن الولايات المتحدة سهّلت شحن قطع الغيار إلى الأراضي الأوكرانية لكنها لم ترسل طائرات. اجتماع الفيديو: تعزيز الضغط على الكرملين توصل القادة الفرنسي إيمانويل ماكرون والبريطاني بوريس جونسون والألماني أولاف شولتس والروماني كلاوس يوهانيس والبولندي أندريه دودا والإيطالي ماريو دراغي والكندي جاستن ترودو والياباني فوميو كيشيدا، إلى «إجماع واسع بشأن الحاجة إلى تعزيز الضغط على الكرملين»، كما ذكرت الحكومة الإيطالية. وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية أن بوريس جونسون «أطلع القادة الآخرين على زيارته لكييف خلال الشهر الجاري». وأضاف أن رئيس الوزراء البريطاني «شدد على الحاجة الملحة لأوكرانيا إلى مساعدة عسكرية إضافية في مواجهة هجوم روسي كبير في دونباس واستمرار الهجمات في أماكن أخرى». من جهتها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن المشاركين في اللقاء «أكدوا خصوصاً التزامهم مواصلة مساعداتهم العسكرية والاقتصادية والإنسانية لأوكرانيا». التشيك: إصلاح معدات ثقيلة لأوكرانيا وأعلنت وزارة الدفاع التشيكية الثلاثاء أن شركات الأسلحة التشيكية ستصلح معدات عسكرية ثقيلة أوكرانية بطلب تقدمت به مؤخراً سلطات كييف. وفي البداية ستتولى الشركات التابعة للمجموعة التشيكوسلوفاكية «سي اس جي» إصلاح الدبابات المتوسطة من طراز «تي-64» التي تستخدمها القوات الأوكرانية، لكن في المستقبل قد تشمل العملية آليات «بي آر دي» و»بي آر دي ام» المدرعة وتدخل شركات تشيكية أخرى، كما ورد في بيان وزاري. كييف تعلن التوصل إلى اتفاق لإجلاء المدنيين تمّ التوصّل إلى اتفاق مع روسيا حول ممرّ إنساني لإجلاء مدنيين من مرفأ ماريوبول المحاصر في جنوب شرقي أوكرانيا، هو الأوّل من نوعه منذ السبت، وفق ما كشفت مسؤولة أوكرانية. وقالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني في رسالة عبر تلغرام «توصّلنا إلى اتفاق مبدئي (مع الروس) حول ممرّ إنساني للنساء والأطفال والكبار في السنّ». ويتمّ إجلاء المدنيين عبر هذا الممرّ إلى مدينة زابوروجيا (الجنوب). وصرّحت فيريشتشوك «نظراً للوضع الكارثي في ماريوبول، نركّز الجهود على هذه الوجهة اليوم». شارل ميشال: التاريخ لن ينسى جرائم الحرب قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الذي قام بزيارة بورودينكا القريبة من العاصمة الأوكرانية كييف أمس إن التاريخ لن ينسى جرائم الحرب في أوكرانيا، حيث سقط مدنيون ضحايا «مجازر» ارتكبها الروس بحسب السلطات الأوكرانية. كتب ميشال في تغريدة أرفقها بصورته وهو يعانق امرأة «في بورودينكا، كما في بوتشا وعدة مدن أوكرانية أخرى، لن ينسى التاريخ جرائم الحرب التي ارتكبت هنا ... لا سلام بدون عدالة». النروج تزود أوكرانيا بصواريخ مضادة للطائرات تبرعت النروج بنحو مئة صاروخ مضادة للطائرات من تصميم فرنسي لأوكرانيا التي تخوض حرباً مع روسيا، كما أعلنت الحكومة النروجية أمس. وقالت وزارة الدفاع النروجية في بيان إن الصواريخ التي تم تسليمها هي قاذفات ميسترال مع نحو مئة صاروخ كانت حتى الآن على متن سفن البحرية النروجية. صُنعت صواريخ ميسترال منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي من قبل مجموعة الدفاع ماترا التي اندمجت بعد ذلك في المجموعة الأوروبية العملاقة «ام بي دي ايه». وميسترال هي صواريخ أرض جو قصيرة المدى جداً.
مشاركة :