لكل أجل كتاب، ولا نستطيع رد القضاء ونسأل الله اللطف فيه، وقد منحنا الله تعالى العقل والإدراك الذي يجعلنا نتنبأ بالخطر ونحاول منعه أو أن نتعامل معه، ويزداد حس التنبؤ كلما تثقفنا.عندما نتثقف صحيا وإسعافيا فإن قيمة المعلومة تتجلى في الحوادث الطارئة بكيفية التعامل مع الإصابات، وكيفية إنقاذ حياة ومتى تتواصل مع الطبيب أو الطوارئ.لقد آلمتنا حادثة وفاة طالب المدرسة المتوسطة بحالة اشتباك مع طالب آخر إثر ارتطام رأسه بالطاولة بحدث وإن كرهنا فيه العنف إلا أنه يتكرر كثيرا، سواء كان بالمدارس وتجمعات الأطفال، وبالألعاب الرياضية أو سقوط الأطفال وكبار السن على الأسطح المنزلقة أو السلم، أو بحوادث السيارات وغير ذلك من مواقف كثير منها يمر بسلام، ولكن بعضها قد يكون مفجعا بآثار عصبية دائمة أو بوفاة.وتعرف إصابة الرأس بأنها هي أي ضرر يلحق بالدماغ (المخ)، أو الجمجمة، أو فروة الرأس، وتتراوح الإصابات بين الخفيفة، والمعتدلة، والحادة.وتتفاوت شدة إصابة الرأس بين الارتجاج، كدمة الدماغ، كسر الجمجمة، والورم الدموي الذي يتسبب بالنزيفوتعد اللحظات الأولى من الإصابة هي الأهم فإذا كان المصاب لا يزال بوعيه وكان يعاني قليلا من الصداع والدوار والفقدان المؤقت للذاكرة، فبالإمكان نقله للمستشفى لتتم معاينته في غرفة الطوارئ.بحال فقدان الوعي أو إذا كانت الإصابة شديدة أو عانى المصاب من أعراض شديدة مثل التشنجات أو التقيؤ المستمر فلابد من الاتصال على الطوارئ وتجنب تحريك المريض، وعند التقيؤ ينبغي إمالة المريض على جنبه لمنع ارتجاع القيء للجهاز التنفسي، ولو تشنج فلا بد من مراقبة المريض والمكوث بجانبه وإبعاد الأشياء الخطرة والحادة.وقد لا يشتكي المريض وقت الإصابة من أعراض خلال الساعة الأولى أو حتى بعد ساعات ولكن ينبغي مراقبته لمدة 24 ساعة من حيث الوعي، الإصابة بالتشجنات.كما أن نقل المصاب بإصابة في الرأس يتطلب إدراك ما يلي:• إذا كان المصاب مستيقظًا، فاطلب منه عدم تحريك رأسه ورقبته؛ لمنع المزيد من الأضرار التي لحقت بالعمود الفقري، والمخ.• إذا كان المصاب فاقدًا للوعي، ويتنفس بصورة طبيعية، فحاول تثبيت جسمه بجعل الرأس، والرقبة، والعمود الفقري في وضع مستقيم.• إذا كان الشخص في غير وعيه، ولا يتنفس، فابدأ بعملية الإنعاش القلبي - الرئوي.والوقاية خير من العلاج لتجنب الحوادث التي تتسبب بإصابات الرأس من ذلك:• الانتباه في حال استخدام الأماكن المرتفعة بدون حواجز تمنع من السقوط.• مراقبة الأطفال خصوصا أثناء اللعب واستخدام السلم فهم معرضون أكثر للإصابات بالرأس بسبب السقوط أو الارتطام أو العنف.• لمنع الضرر من الزوايا الحادة للأثاث بإمكاننا أن نقلل من حصول الإصابة بتركيب بعض القطع من البلاستيك على الأشياء الحادة.• وضع السجاد على الأرض وإنارة الممرات وتجنب وضع العوائق في المشي في حال وجود كبار السن والأطفال منعا للانزلاق وإصابات الرأس.• السلامة المرورية: استخدام حزام السلامة، مسند الرأس في كراسي السيارة، كرسي السيارة للأطفال.• ارتداء الخوذة عند استخدام الدراجة.• لبس الملابس العاكسة أثناء استخدام الدراجة أو المشي ليلا.والاستعداد المتأهب بالتدريب يجعل الشخص أكثر دراية وثقة بالتعامل مع الإصابات والحوادث لذا لا تتردد في التدرب على الإسعافات الأولية، لا تعلم متى تحتاجها لتنقذ حياة عزيز عليك.@DrLalibrahim