تميزت المائدة البحرينية بأجوائها الرمضانية الخاصة خلال الشهر الفضيل، وتميزت بأطباقها الشعبية البسيطة التي توارثها الخلف من السلف، ومع مرور الوقت طرأ العديد من التغييرات على المائدة الرمضانية البحرينية وذلك بسبب عدة عوامل أبرزها الانفتاح على المجتمعات الأخرى إلى جانب وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت بدور كبير بتطوير هذه المائدة وإضافة اللمسات الجمالية عليها. «أخبار الخليج» استطلعت آراء طهاة مختصين وبدورهم أكدوا أن كلا من الثريد والهريس سيدا المائدة الرمضانية وأن المائدة الرمضانية حافظت على مكانها بالرغم من تبدل الوقت والزمان. ما زال الطابع موجودا وقال الشيف عبدالله حسن: «اشتهرت السفرة البحرينية منذ القدم ببساطتها وذلك بسبب تواجد الأطباق الشعبية فيها مثل الهريس والثريد وغيرها من الأطباق الأخرى، وكان يتم مشاركة هذه الأطباق الشعبية مع الجيران بما هو متعارف عليه حالياً (النقصة)». وأضاف: «اعتدنا على تناول وجبة الإفطار خلال الشهر الفضيل بأطباق شعبية بحرينية مثل الهريس مع الدهن العداني، طبق ثريد اللحم إلى جانب اللقيمات المغطى بدبس التمر، وأما وجبة السحور فكان الغالبية يعتمد على طبق المحمر وسمك الصافي كطبق متعارف عليه». لم تكن تتوافر الحلويات بكثرة حيث بين: «كان يندر تواجد الحلويات خلال الشهر الفضيل وكان من أبرز حلوياته الجلي المضاف إليه قطع الفواكه، المهلبية والكريم كراميل, ولا زالت تعتبر أبرز الحلويات الرمضانية». وذكر: «لم تكن تحظى المقبلات على شعبية كبيرة آن ذاك, فقلة يمكن ان تتناول المقالي مثل السمبوسة وغيرها». وبين: «لازال الطابع البحريني موجودا على السفرة البحرينية، إذ لازال يتصدر كل من الثريد والهريس المائدة الرمضانية البحرينية وبات الكثير يتفنن في إعدادهما بطرق حديثة مطورة إلى جانب إضافتنا لبعض الأطباق العربية للسفرة وذلك بسبب اختلاف الذوق العام ومن أبرز تلك الأطباق المحاشي، الشوربات والحلويات مثل حلاوة أم علي وغيرها». أطباق لم تتغير وتطور واضح بدوره قال الشيف أحمد قاهري، وهو طباخ بحريني: «لم يطرأ العديد من التغييرات على الأطباق البحرينية، حيث لا زالت بعض الأطباق تحافظ على مكانتها إلا أن طرق إعدادها تغيرت وأصبحت بلمسات أكثر حداثة مثلا: الهريس، الثريد، اللقيمات، المجبوس وغيرها». وبين: «كان طبق الهريس من الأطباق التي تحتاج إلى نصف يوم حتى تصل إلى مرحلة الاستواء، حيث كان يتطلب جهدا كبيرا في طريقة إعداده بدءا من طريقة تنظيفه التي كانت تتطلب وقتاً مقارنة بوقتنا الحالي ووصولاً إلى طريقة تحضيره التقليدية التي كانت تطلب جهداً كبيرا، على عكس يومنا الحالي الذي توافرت فيه الأجهزة الكهربائية التي تسهل عملية استوائه وقلصت وقت إعداده الى ساعة واحدة». وأضاف: «ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام العناصر الغذائية المتوافرة في العديد من الوصفات الحديثة التي تشتهر بها دول مختلفة مثل طبق الرنجينة الخليجي، حيث تم استخدام التمر في العديد من الوصفات الحديثة بعد ما كان استخدامه محصوراً ومحدوداً». وتابع: «يتميز الشهر الفضيل بالعديد من المشروبات التقليدية مثل شراب الفيمتو، شراب قمر الدين إلى جانب شربت الزعفران والذي كان استخدامه محصوراً على الأشخاص المقتدرين مادياً على عكس يومنا هذا بات يتوافر بكثرة وبأشكال وأسعار مختلفة». وأكد: «تغيرت العادات والتقاليد الموروثة خلال الشهر الفضيل ومن بينها الأطعمة والوصفات التي نقدمها خلال الشهر الفضيل وذلك نتيجة طبيعية للتطور المستمر الذي نشهده».
مشاركة :