أعلن قادة مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) إجماعهم على توسيع عزلة روسيا الدولية، بما في ذلك اعتماد عقوبات إضافية بسبب الحرب في أوكرانيا. وعقد رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي اجتماعا عبر تقنية الفيديو كونفرانس مع نظرائه البريطاني بوريس جونسون، والكندي جاستن ترودو، والياباني فوميو كيشيدا، والروماني كلاوس يوهانيس، ورؤساء الولايات المتحدة جو بايدن، وفرنسا إيمانويل ماكرون، وبولندا أندريه دودا، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وأمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ. وأعرب القادة خلال الاجتماع عن قلقهم الشديد إزاء استمرار الأعمال العدائية، مؤكدين على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن من أجل إنهاء معاناة الشعب الأوكراني. وشددوا على أهمية التنسيق الوثيق بشأن دعم أوكرانيا على كافة الصعد لاسيما الموازنة. وأشار البيان إلى وجود إجماع واسع حيال ضرورة زيادة الضغط على الكرملين وتوسيع عزلة موسكو الدولية بما في ذلك تبني عقوبات إضافية. شارل ميشال: فلاديمير بوتين لن ينجح في تقسيم الأوروبيين وأكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال خلال زيارة إلى كييف الأربعاء أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لن ينجح” في تقسيم الأوروبيين في ردّهم على غزو روسيا لأوكرانيا. وقال ميشال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف “لن ينجح في تدمير سيادة أوكرانيا ولا في تقسيم الاتحاد الأوروبي”، مرحّبا بقدرة الدول الـ27 على “اتخاذ القرارات معا، بالإجماع” بشأن العقوبات ضد روسيا. وانتهت مهلة الإنذار الروسي للقوات الأوكرانية في ماريوبول بالاستسلام أو الموت الأربعاء دون أي استسلام جماعي، لكنّ قائدا لإحدى الوحدات التي يُعتقد أنها صامدة في المدينة المحاصرة قال إن قواته يمكنها البقاء لأيام. ويحاول الآلاف من الجنود الروس بدعم من القصف المدفعي والصاروخي التقدم في أماكن أخرى فيما يسميه المسؤولون الأوكرانيون معركة دونباس، وهي محاولة من موسكو للاستيلاء على منطقتين في الشرق لحساب الانفصاليين. وفي مقطع فيديو، طلب قائد اللواء 36 من مشاة البحرية الأوكرانية، وهو من بين آخر الوحدات التي يُعتقد أنها صامدة في ماريوبول، مساعدة دولية للخروج من الحصار. وقال الميجر سيرهي فولينا في المقطع الذي نشر على فيسبوك “هذه مناشدتنا للعالم. قد تكون الأخيرة. ربما لم يبق أمامنا سوى أيام أو ساعات قليلة”. وأضاف “وحدات العدو أكبر بعشرات المرات من وحداتنا، ولهم الغلبة في الجو والمدفعية والقوات البرية والعتاد والدبابات”. وفشل الغزو الروسي المستمر منذ ما يقرب من ثمانية أسابيع في السيطرة على أي مدينة كبيرة في أوكرانيا. واضطرت موسكو للانسحاب من شمال أوكرانيا بعدما تصدت القوات الأوكرانية لهجوم شنته على كييف الشهر الماضي، لكنها أعادت حشد القوات من أجل هجوم على الشرق بدأ هذا الأسبوع. وقالت كييف إنه وسط أنقاض ماريوبول، التي شهدت أعنف قتال وأسوأ كارثة إنسانية خلال الحرب، تقصف روسيا آخر معقل أوكراني رئيسي وهو مصنع آزوفستال للصلب بقنابل خارقة للتحصينات. وتحاول روسيا السيطرة على ماريوبول بأكملها منذ الأيام الأولى من الحرب. وسيكون الاستيلاء عليها بمثابة جائزة استراتيجية كبيرة إذ أنها تربط الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في الشرق بمنطقة القرم التي ضمتها في عام 2014. وقال الانفصاليون المدعومون من موسكو إن خمسة أشخاص فقط استسلموا. وقالت روسيا الأربعاء إن أحدا لم يرد على طلب استسلام مماثل. ماريوبول تقاوم رغم الدمار ماريوبول تقاوم رغم الدمار وأعلنت أوكرانيا عن خطط لإرسال 90 حافلة لإجلاء 6000 مدني من ماريوبول، قائلة إنها توصلت إلى “اتفاق مبدئي” مع روسيا على فتح ممر آمن، وذلك لأول مرة منذ أسابيع. ولكن لم تنجح أي من الاتفاقات السابقة على أرض الواقع، إذ منعت موسكو جميع القوافل. ويمكن لمعركة السيطرة على منطقة دونباس، التي تشمل إقليمي لوغانسك ودونيتسك، أن تكون حاسمة مع بحث روسيا عن نصر ليبرر الغزو الذي شنه بوتين في الرابع والعشرين من فبراير. ويتهم بوتين أوكرانيا بارتكاب انتهاكات بحق المتحدثين بالروسية في دونباس وهو ما تقول كييف وحلفاؤها الغربيون إنه ادعاء كاذب لتبرير الغزو واحتلال الأراضي دون سبب. وأصيبت محادثات السلام بالجمود. واتهم الكرملين كييف بتعطيل وتأجيل المحادثات وتغيير مواقفها بينما اتهمت كييف موسكو بعرقلة المحادثات من خلال رفضها وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية لتخفيف وطأة الأوضاع في ماريوبول المحاصرة. وقالت المخابرات العسكرية البريطانية إن القتال في دونباس يحتدم مع محاولة القوات الروسية اختراق الدفاعات الأوكرانية وإن روسيا لا تزال تحشد المزيد من القوات عند الحدود الشرقية لأوكرانيا. وتأمل موسكو في أن يمنحها تفوقها في قوة السلاح نجاحا على المدافعين الأوكرانيين في المنطقة بعكس ما حدث في حملتها على كييف التي فشلت بسبب الضغط على خطوط إمدادها وتعرضها لهجمات من وحدات صغيرة.
مشاركة :