قالت إيرينا فيريشوك، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إن بلادها توصلت إلى اتفاق مبدئي مع روسيا بشأن إنشاء ممر إنساني الأربعاء بمدينة ماريوبول المحاصرة لإجلاء المدنيين، بينما قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن شركاء أوكرانيا زودوها بطائرات عسكرية إضافية وقطع غيار. وأوضحت فيريشوك أنه سيجري إجلاء النساء والأطفال وكبار السن من ماريوبول، وأوضح عمدة المدينة أنه يأمل بإجلاء 6 آلاف شخص من المدينة المحاصرة في 90 حافلة الأربعاء. ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية عن التلفزيون الرسمي الثلاثاء أن نحو 120 مدنيا كانوا يعيشون بجوار مجمع آزوفستال للصلب شرقي ماريوبول، غادروا عبر ممرات إنسانية في المدينة التي تشهد أشد قتال في الحرب وأسوأ كارثة إنسانية. وقال رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع في روسيا ميخائيل ميزينتسيف إنه تم تشكيل ثلاث قوافل إنسانية في ثلاثة اتجاهات، تضم حافلات ومركبات وسيارات إسعاف، بهدف إجلاء كل من يستسلم من الجنود الأوكرانيين و"مسلحي التشكيلات القومية المتطرفة" من ماريوبول. وفي وقت سابق الأربعاء وجهت روسيا إنذارا جديدا للمقاتلين الأوكرانيين الذين ما زالوا محتجزين في ماريوبول من أجل الاستسلام، في الوقت الذي تسعى فيه لتحقيق نصر حاسم في هجومها الجديد على الشرق. ويتقدم الآلاف من الجنود الروس المدعومين بقصف المدفعية والصواريخ فيما وصفه المسؤولون الأوكرانيون بمعركة دونباس. ماريوبول وفشل الغزو الروسي المستمر منذ ما يقرب من ثمانية أسابيع في السيطرة على أي مدينة كبيرة في أوكرانيا، مما أجبر موسكو على إعادة التركيز في المناطق الانفصالية وما حولها. لكن أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ عام 1945 شهد فرار ما يقرب من خمسة ملايين شخص إلى الخارج، وتحويل مدن إلى ركام. وقالت وزارة الدفاع الروسية "القوات المسلحة الروسية، انطلاقا من مبادئ إنسانية بحتة، تقترح مرة أخرى أن يوقف مقاتلو الكتائب القومية والمرتزقة الأجانب عملياتهم العسكرية ابتداء من الساعة 14:00 بتوقيت موسكو في العشرين من أبريل، ويلقوا السلاح". واتهم مسؤول روسي السلطات الأوكرانية بأنها السبب في عدم خروج عسكرييها، لأنها تخبرهم باستحالة إجلائهم، كما أنها لا تسمح بخروج المدنيين وتستخدمهم دروعا بشرية، وأشار إلى أن القوات الأوكرانية المتبقية في "آزوفستال" مستعدة لتسليم سلاحها، ولكن بإذن من كييف. وقال المستشار الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولاك، في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، إن روسيا قصفت مجمع آزوفستال، المعقل الرئيسي المتبقي للقوات في ماريوبول، بقنابل خارقة للتحصينات. وكتب على تويتر "العالم يشاهد على الإنترنت قتل الأطفال ولا يحرك ساكنا". وفي تسجيل مصور نشرته كتيبة آزوف الأوكرانية، يظهر أشخاص يعيشون في شبكة أنفاق تحت الأرض أسفل مجمع الصلب، وقالت الكتيبة إن المئات من النساء والأطفال والمدنيين المسنين يحتمون داخل هذه الأنفاق، في وقت ينفد ما بحوزتهم من إمدادات. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إعلان هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام تبدأ من الخميس وتنتهي الأحد المقبل، وذلك بمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي. وأوضح غوتيريش في تصريح للصحافيين أن الهدنة ستسمح بفتح سلسلة من الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررا في أوكرانيا، فضلا عن ممرات آمنة لإجلاء المدنيين من مناطق القتال. وأعرب غالبية أعضاء مجلس الأمن الدولي، في جلسة امتدت حتى فجر اليوم، عن دعمهم لدعوة الأمين العام الأممي إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وطالب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا موسكو بالاستجابة لدعوة غوتيريش إلى إنهاء حربها في بلاده أو على الأقل السماح بهدنة إنسانية. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال وصل الأربعاء إلى العاصمة الأوكرانية. ماريوبول وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن شركاء كييف زودوها بطائرات عسكرية إضافية وقطع غيار، لإصلاح مقاتلات أخرى في ترسانة أوكرانيا، والتي تضررت أو لا تعمل. وأوضح المتحدث باسم الوزارة جون كيربي في إفادة صحافية أن بلاده لم تزود كييف بطائرات، ولكنها شحنت بعض قطع الغيار الإضافية لتلبية حاجيات الطائرات العسكرية الأوكرانية. وكانت أوكرانيا طالبت القوى الغربية بتزويدها بطائرات "ميغ - 29" روسية الصنع، والتي يعرف الطيارون الأوكرانيون كيفية استخدامها، وهي طائرات تمتلكها بعض دول أوروبا الشرقية مثل بولندا. وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الثلاثاء، خلال مكالمة هاتفية جماعية، بإرسال المزيد من أسلحة المدفعية إلى أوكرانيا من أجل مساعدتها على صد هجوم روسي على منطقة دونباس شرقي البلاد. وقال رئيس وزراء بريطانيا إن بلاده تبحث سبل إمداد أوكرانيا بصواريخ مضادة للسفن، بما فيها تركيب صواريخ "بريمستون" على مركبات. وذكرت وزارة الدفاع النرويجية الأربعاء أنها أرسلت إلى أوكرانيا 100 صاروخ دفاع جوي من طراز "ميسترال"، في حين قالت وزارة الدفاع التشيكية الثلاثاء إن شركات وطنية ستتولى تلبية طلب من كييف بإصلاح دبابات ومدرعات أوكرانية تضررت أثناء القتال الدائر. وعقد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي اجتماعا مع نظرائه في 13 دولة بينها تركيا. وقال المتحدث باسم الهيئة إن هؤلاء القادة العسكريين بحثوا سبل تسريع المساعدة العسكرية الإضافية لأوكرانيا. وأطلقت روسيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي هجوما على أوكرانيا، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها العسكرية تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية مثل حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهو ما تعده الأخيرة تدخلا في شؤونها.
مشاركة :