تشهد سماء السعودية والوطن العربي، وصول شهب القيثاريات لذروة نشاطها، من منتصف ليل الجمعة 22 أبريل وخلال الساعات قبل شروق شمس السبت 23 أبريل؛ في ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة. وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن القيثاريات تعتبر واحدة من أقدم زخات الشهب المعروفة التي رُصدت منذ 2700 عام، وهي تنشط في الفترة من 16 إلى 25 أبريل ومصدرها البقايا الغبارية من المذنب تاتشر، وتوجد نقطة إشعاعها (منطقة في السماء حيث تنطلق الشهب منها) بالقرب من ألمع نجم في كوكبة القيثارة النسر الواقع وهو خامس ألمع نجم في سماء الليل. وأضاف أبو زاهرة: لا توجد علاقة بين شهب القيثاريات ونجم النسر الواقع؛ فالقيثاريات جزيئات تحترق في أعلى الغلاف الجوي؛ في حين أن نجم النسر الواقع يبعد عنا مسافة 25 سنة ضوئية. وتابع: تشتهر القيثاريات بإنتاج شهب شديدة السطوع وسريعة، وكذلك الكرات النارية أحيانًا، وتترك ألمعُ شهبها غبارًا متوهجًا خلفها يمكن رؤيته لعدة ثوان، وتُنتج عند ذروتها عادة ما يصل إلى حوالى 18 شهابًا في الساعة في ظروف رصد مثالية، وتندفع بسرعة حوالى 49 كيلومترًا بالثانية، ومع ذلك، من وقت لآخر يمكن أن تفاجئ القيثاريات مراقبي السماء بتساقط ما يقرب من 100 شهاب في الساعة؛ ولكن لا يُتوقع حدوث ذلك هذا العام. ولفت أبو زاهرة إلى أن نقطة إشعاع شهب القيثاريات ستظهر فوق الأفق الشمالي الشرقي عند حوالى الساعة 9 مساءً الجمعة، وتصل إلى أعلى نقطة في السماء في ساعات الفجر الأولى؛ وبالتالي يمكن البدء في مشاهدة الشهب في المساء، ولكن لرؤية أكبر عدد من الشهب؛ فإن ذلك قبل الفجر عند حوالى الساعة الرابعة صباحًا؛ حيث تصل هذه الشهب دائمًا إلى أقصى نشاطها خلال الساعات القليلة التي تسبق شروق الشمس. وأكد أن سنة 2022 ليست مثالية لشهب القيثاريات؛ فقمر رمضان سيكون في طور التربيع الأخير بالتزامن مع ذروة هذه الشهب؛ مما سيتسبب في طمس بعض الشهب الخافتة، ولكن لا تزال هناك إمكانية لعرض جيد، وللحصول على أفضل النتائج تتم المراقبة من مكان مظلم وليس من المنزل والبحث عنها بالعين المجردة بدون الحاجة لاستخدام المناظير أو التلسكوب؛ فمجالات رؤية هذه الأجهزة ضيقة جدًّا بالنسبة للشهب. جدير بالذكر أن شهب القيثاريات ترصد بشكل أفضل في النصف الشمالي للكرة الأرضية؛ حيث يكون نجم النسر الواقع مرتفعًا في السماء قبل الفجر؛ في حين أن القاطنين في النصف الجنوبي سيشاهدون عددًا أقل من الشهب بسبب الموقع المنخفض لنقطة إشعاع الشهب فوق الأفق وكذلك وجود القمر.
مشاركة :